خرج المئات من أنصار الحراك التهامي، السبت، في مسيرة حاشدة، بمدينة الحديدة (غرب اليمن)، تنديداً بتواجد العناصر المسلحة التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" في المحافظة. وأوضح مصدر محلي ل"خبر" للأنباء، أن المسيرة التي انطلقت من قلعة الكورنيش ومرّت بشوارع المدينة وصولاً إلى أمام بوابة مبنى السلطة المحلية، ومنها عادت إلى القلعة، حيث شارك فيها مسلحون تابعون للحراك التهامي. من جانبه، قال لوكالة "خبر"، القيادي في الحراك التهامي، عبد الرحمن حُجري: "إن المسيرة انطلقت من ساحة الحراك أمام قلعة الحديدة بالكورنيش بشارع العميد الهنومي، في الساعة التاسعة والنصف، وذلك تنديداً بالاحتلال من قبل الحوثي والتواطؤ من قبل النظام في صنعاء" –حد قوله. وحول مشاركة مسلحين في المسيرة، أفاد حُجري، بأن "أبناء تهامة شعب مسلح، وهم قادرون على حماية أراضي تهامة في حال عجز الدولة عن حمايتها". ونفى القيادي في الحراك التهامي صحة الأنباء التي تحدّثت عن تحديد مهلة 24 ساعة لخروج الحوثيين، قائلاً: "لم يُحدد في المسيرة فترة زمنية لخروج الحوثي"، مشيراً إلى أن "هناك مسيرة أخرى بالدراجات النارية للحراك ستخرج، عصر السبت". ولفت إلى أن "الحراك التهامي سينظّم (الأحد)، الساعة الثامنة صباحاً مسيرة، وما بعدها سيكون للحراك موقف وجدول زمني سيمشون عليه". وأضاف: "نحن في الحراك كمكون من مكونات اليمن لسنا شركاء في الحوار ولا في اتفاق السلم والشراكة الوطني، ولا حول ما يدور في صنعاء، حيث لا يجب أن تُقحم "تهامة" بالصراعات الجارية هناك". وقال حُجري في سياق حديثه مع وكالة "خبر" للأنباء: "هناك مغالطة تحصل حيث أن "تهامة" مكون من مكونات الجمهورية اليمنية، وحاول البعض طمس التاريخ"، مشيراً إلى أن "تهامة احتُلت بقوة السلاح في عهد الإمام وأقصيت وهُمّشت حيث غُيرت تهامة إلى الحديدة وهي مكون أساسي من مكونات الوطن". وزاد: "وها هو التاريخ يعيد نفسه، حيث إن المستعمرين أنفسهم (الحوثيين) والصورة واحدة وكأن الوضع يعود إلى الماضي"، حسب وصفه. من جهته، قال لوكالة "خبر" للأنباء، رئيس الفريق القانوني في الحراك التهامي، المحامي طه الحرد: إن الحراك التهامي "خرجوا بسلاحهم في مسيرة سلمية لأن صبرنا نفد، ونحن نعيش احتلالاً منذ عام 83 ومنذ خروج الاحتلال البريطاني"، مضيفاً أنه "في عام 1921 وتهامة تعاني احتلالاً، كما أنه في عام 1937م، أعلنت جمهورية تهامة وتسلمت ملفها ما كان يسمّى عصبة الأممالمتحدة، وتم اجتياح تهامة من قبل الإمام وإلى الوقت الحالي نعيش هذا الاحتلال". وأشار المحامي الحرد إلى أن "الحراك التهامي فوجئ في مرحلة الحوار وما قبله بإقصاء القضية التهامية من الحوار وعدم إدراجها كبند "عاشر" من بنود محاور الحوار الوطني، حيث كان لأبناء تهامة وجهة نظر في بناء اليمن باعتبارهم مكوناً أساسياً من مكونات الجمهورية اليمنية، وأنه لابد أن يشارك كافة أبناء اليمن في بناء الدولة الجديدة". وقال: "كان قد تقدّم أعضاء الحوار الوطني لإدراج القضية التهامية كبند من بنود الحوار أكثر من 490 طلب؛ إلا أنه تم تهميش القضية التهامية وأبناء تهامة من الحوار" – حد تعبيره. واختتم المحامي طه حديثه مع "خبر" للأنباء بالقول: "ومع ذلك تعاملنا مع مخرجات الحوار باعتبارها التزاماً لتهامة من المتحاورين؛ إلا أنه يتم إفشال تلك المخرجات، حيث تم اجتياح تهامة من قبل مليشيات الحوثي بتواطؤ مع سلطات القرار في صنعاء، وهذا ما فجّر غضب أبنائها الذي تعهّدوا على ضرب الحوثي من تهامة وصدر بيان بذلك".