تلقى الضابط المناوب في مركز الشرطة بلاغاً بوجود جثة مجهولة ومتعفنة في بئر فارغ يقع في منطقة قريبة من المدينة.. انتقل الضابط مع أفراد من البحث الجنائي إلى ماكن البئر وقاموا بإخراج الجثة من داخله وبعد الفحص عليها من قبل الطبيب الشرعي تبين وجود كسور في الرأس والظهر وذلك بفعل الأحجار التي كانت ملقاة فوق الجثة.. مما أكد الشك لدى رجال البحث بان الحادثة لم تكن عابرة وإنما هي بفعل فاعل ومخطط لها مسبقاً. وأثناء تفتيش ملابس المجني عليه وجد رجال البحث جهاز تلفون جوال- فقاموا بعد نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى بشحن بطارية التلفون لأنها كانت فارغة بسبب انقضاء قرابة 3 أيام على مقتل صاحبها.. ثم قاموا بتسجيل آخر الأرقام التي اتصل بها المجني عليه وكذلك آخر الأرقام الواردة إليه.. ومن ثم الاتصال بآخر رقم مكالمة مستلمة والتعرف على صاحب الرقم بطريقة غير مباشرة وبدون توضيح بأن المتصل من رجال البحث.. وفعلا استطاعوا تحديد موعد مع صاحب الرقم، وأثناء الالتقاء به اكتشفوا بأنه أحد أقرباء المجني عليه وكان هو الآخر يبحث عن قريبه المفقود. علم رجال البحث من هذا الشخص أن قريبه اختفى قبل خمسة أيام مع سيارته ولا يعلمون له مكانا، فقاموا باصطحاب والده إلى المستشفى للتعرف على الجثة والتأكد إن كانت لابنه أم لشخص آخر.. فتعرف الأب على جثة ابنه وأثناء التحقيق مع الأب وأخذ المعلومات حول ابنه المجني عليه وعلاقته مع الآخرين.. ذكر الأب أن ابنه كان كثير الزيارات لأحد أصدقائه، وأعطى رجال البحث عنوان هذا الصديق واسمه كاملاً. توجه رجال البحث مباشرة إلى منزل الصديق في المدينة ولكنهم لم يجدوه وعندما سألوا عنه أهله أخبروهم أنه غائب عن البيت منذ قرابة أسبوع، الأمر الذي زاد من شكوكهم نحوه.. واكد تلك الشكوك كلام شقيقه الذي أفاد بأنه وجده قبل أسبوع وهو يسوق سياره وأخبره أنها تابعة للمقاول الذي يعمل معه. بدأ رجا البحث إثر ذلك بالتحري عن السيارة المسروقة التابعة للمجني عليه وتعميم أوصافها على النقاط والدوائر الأمنية. وبينما كان أحد رجال الشرطة يتجول مرتديا الملابس المدنية اقتربت منه سيارة تحمل نفس المواصفات، وأخبره السائق بأنه يريد بيع السيارة.. وبذكاء حاد قال له رجل الشرطة أنه يعرف شخصاً يبحث عن سيارة لشرائها.. واستأذنه بإجراء اتصال سريع مع هذا الشخص للتأكد منه إن كان مازال يريد شراء سيارة أم لا وتحديد موعد للالتقاء به، وفعلا أجرى الرجل الاتصال ولكنه كان اتصالا مع زملائه في البحث يخبرهم بأسلوب ذكي أنه وجد السيارة المسروقة.. ثم عاد رجل الأمن إلى السائق وأخبره أن حضه سعيد، وأن صديقه ينتظرهم على أحر من الجمر لشراء السيارة. لم تمض سوى سويعات قليلة حتى وجد الجاني نفسه في قبضة رجال الأمن الذين قاموا بالتحقيق معه ومواجهته بالأدلة والبراهين.. فاعترف بأنه قاتل صديقه بدافع السرقة وذلك عندما استغل ثقة صديقه (المجني عليه) به واستدرجه إلى هذا البئر الفارغ وأوهمه أنه يخبء في البئر آثار وتحف ونقود وجدها مكنوزة فيه ويتطلب الأمر نقلها بالسيارة وبيعها. وعندما اقترب المجني عليه من حافة البئر وبدأ بالنظر إلى عمقه، باشره الجاني بدفعه من الخلف حتى أسقطه داخل البئر وأنهال عليه بالأحجار الكبيرة ليضمن وفاته.. ثم أخذ السيارة وانطلق بها بعيداً يبحث عن مشترٍ لها.