الاختلال العقلي والسلوكي والأخلاقي الذي وصل إليه طارق الفضلي كان يمكن لو اقتصر عليه فقط أن يؤدي به إلى أحد مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية ، أو واحدة من دور المختلين عقلياً ونفسياً.. أما وهو اليوم على رأس تيار يتزعمه فإن ذهاب المئات إلى مشافي المجانين غير وارد ، الأمر الذي يعني بقاءهم في الشوارع وعلى قوارع الطرق وفي الساحات يسرحون ويمرحون ، ويثيرون الرعب والفوضى والخراب . لكم أن تتخيلوا العشرات على شاكلة الفضلي وبذات الاختلال العقلي والسلوكي طليقي الأيدي والأرجل والألسن .. كم هي الاعتداءات التي ستحدثها أيديهم وأرجلهم؟!. وكم هي البذاءات التي ستطلقها ألسنتهم؟!.. ثم من يستطيع كبح جماح مائة مجنون ومختل ومريض أو أكثر؟!. بدا الفضلي منذ أمد وهو يتردى في مهاوي الانفلات القيمي والسلوكي، ويوماً بعد آخر تتسع دائرة انسلاخه عن منظومة المبادئ الحاكمة على الإنسان السوي .. وآخر ما ارتكس فيه تلك اللغة السوقية والهستيريا اللفظية التي ظهر بها يهدد ويتوعد الكثيرين بالقتل وقطع ألسنتهم وصلبهم ، في حالة لا يمكن توصيفها إلا بأن الفضلي طارق تحول إلى مصاص دماء ، أو مخلوق بُعث من وسط وحشي هستيري جنوني لا يقيم للثوابت الإنسانية التي تعارف عليها البشر أي وزن . والآن لم يعد من مستور في شخصية هذا الكائن الذي طالما تقمص أدوار "الشخص المعجزة" والمنقذ المخلص .. فالمؤكد أن انسلاخه من قيم التسامح والعدل في الخصومة والإنصاف حال الاختلاف، تكفي للحديث عنه مختلاً أثار الصدور عن نفسية مريضة وذهن موبوء وروح معقدة يعشعش فيها الإفلاس الأخلاقي والقيمي، وليس لها من شيء تفاخر به إلا العدوانية والشرور والآثام . هذا هو حال الفضلي الذي يخوض في وحل التحريض على الوطن والانتقام من المواطنين وإشاعة الخوف والرعب والدمار ليل نهار.. وهب أن مختلاً واحداً أحدث هناك ما أحدثه الفضلي، فكيف سيكون الحال والفضلي يدلس يومياً على ضحايا جدد يستمدون منه أسرار وفنون الجنون؟!.. أليس هذا يبعث على القلق؟!. مرة أخرى فلو كان الفضلي باختلاله القيمي والفكري والسلوكي والأخلاقي لوحده لكان الإشفاق عليه يقضي بإيداعه مشفى للمجانين، عله يستجمع قواه العقلية ويعود الى وضعه السوي مرة أخرى .. أما وقد تداعى إليه عشرات أو مئات المختلين عقلياً فأي مشفى يمكنه استيعاب هذا الكم الهائل؟!.. ولكن هل هناك من حل آخر؟!!.. سؤال يتطلب إجابة عاجلة..