مؤشر عددهم يتزايد من عام لآخر، ورفعة أرضهم تتسع أكثر فأكثر، يفترشونها ويلتحفون بسماها، ويجوبون الطرقات هنا وهناك، نتيجة لاضطرابات عاطفية، وأوهام وأسقام نفسية ، استسلموا لها فتحطمت أعصابهم، أجسادهم تصارع حر الصيف وبرد الشتاء.. أعوام تتوالى وهم يعيشون في شقاء وعناء لا أحد يدلهم أو يرشدهم أو حتى يعطف عليهم، وكما رفع عنهم القلم كذا رفعت عنهم الرعاية والاهتمام، إنهم المختلون عقلياً.. بهذا الصدد كان لنا لقاء مع رئيس منظمة آفاق الإنسانية لرعاية أمراض النفس والعقل ..الزميل محمد الباروت و الذي أولى جل اهتماماته وتسخير كل جهده لأفراد هذه الشريحة ومنذ بضع سنوات مضت ومن خلاله وددنا بأن يوضح لنا وللقراء بأهمية المنظمة، وبما تحمله من أهداف ورأي وخطط مستقبلية نحو هذه الشريحة.. حيث رد قائلاً: بادئ ذي بدء لا أنسى أن أشيد بصحيفة الجمهورية من خلال تسليط الضوء على العديد من الحالات الإنسانية، ولا سيما منها الحالات النفسية والعقلية، ومن نلتقيهم بين الحين والآخر ، من الذكور والإناث، وهم يجوبون طرقات المدينة هنا وهناك، فاقدين لمعنى الحياة، يتجرعون الماء القراح حتى آخر قطرة منها، ومن ننعتهم “بالمختلين عقلياً” نتيجة لتعرضهم لضغوطات أثقلت كاهلهم، وأثارت في نفوسهم العجز والأسى أربكتهم وقلبت حياتهم رأساً على عقب، وتسخيراً من الله سبحانه وتعالى كرسنا ونكرس كل جهودنا تجسيداً للعلاقة الإنسانية في تسليط الضوء عليهم و الاهتمام بهم، والغرض من ذلك هو لفت انتباه الآخرين لهم، سواءً من المعنيين أو الخيرين، ولعل وعسى يحظون بأيادٍ خيرة تأخذ بأيديهم، وكونهم يفتقرون للرعاية والاهتمام وفاقدين للأهلية وإلى أبسط حقوقهم المشروعة، ولكن دون جدوى من ذلك لهذا و من أجل أفراد هذه الشريحة، وليس من هم يعيشون في الطرقات فقط بل لمن هم أيضاً يقبعون في البيوت داخل غرفة مغلقة، ولا سيما النساء منهم وهم الأكثر عدداً من الرجال، سعينا جاهدين في تأسيس المنظمة، وبعون الله وفقنا في ذلك مطلع الشهر الجاري، وحزنا على ترخيص مزاولة عمل برقم (1) كون المنظمة تعد الأولى في محافظة تعز. رؤى وآفاق وإذا ما تطرقنا هنا في الحديث عن مسمى المنظمة، وما تحمله من أهداف سامية تستهدف هذه الشريحة، في واقع الأمر، أن أعظم العلاقات بين الناس هو العمل الإنساني، والمنظمة إنسانية خيرية نشطة تسعى لتحقيق خمسة أهداف سامية رئيسية وهي:1 تقديم الرعاية والاهتمام الكامل لمرضى النفس والعقل من الجنسين. 2 العمل على حمايتهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم واستعادة مظالمهم. 3 السعي الدائم والمستمر إلى جانب الأبناء (القصر) لأفراد هذه الشريحة. 4 تقديم العون والمساعدة للأمهات في حال بقائهن في العيش مع الأبناء دون تركهن لهم والتخلي عنهم. 5 نشر التوعية الصحية بين أوساط المجتمع وبصورة دورية للوقاية وللحد من الإصابة بأمراض النفس والعقل. خطوة حالية للمنظمة بالنسبة للخطوة الحالية للمنظمة وكمرحلة أولى، وهو عمل المسح الميداني في رصد حالات مرضى الشوارع (المختلين عقلياً) والعمل على رفعهم من الشوارع ونقلهم إلى مشفى الأمراض النفسية ،لإيوائهم، وتقديم الرعاية والاهتمام اللازم لهم، يأتي ذلك ضمن مشروع وطني ديني إنساني، وضمن مشاريع مستقبلية عديدة للمنظمة. رفع المختلين قيد التنسيق مع الجهات المعنية في الواقع لا زلنا حالياً قيد التنسيق مع قيادة المحافظة، ومكتب الصحة، ومشفى الأمراض النفسية والعصبية، وقد نتعثر في ذلك، والسبب عائد إلى طلب مدير المشفى برفع سقف الميزانية مقابل إيواء مرضى الشوارع المضافين للمشفى، وبعلمنا حقيقة الأمر مرضى الشوارع ليسوا بحاجة إلى ميزانية خاصة بهم على ما يبدو ولأن المشفى وكما نعلم يتسع ل(180)سريراً وعدد مرضى الشوارع لا يتعدى ال(85) مريضاً، وميزانية المشفى تفي بالمرضى المضافين كون ميزانية المشفى تقدر بأربعة ملايين ومائتي ألف ريال شهرياً، والتساؤل هنا إلى أي اتجاه تذهب كل هذه الريالات؟ أضف لذلك الفحوصات التي تجرى للمريض والتي تصل إلى مبلغ 5000ألف ريال تقريباً عوضاً عن الرسوم550ريال، كل تلك المبالغ لا شك لها مخارج قانونية، أضف لذلك عدم وجود كروت خروج ودخول مخصصة للمرضى النزلاء في المشفى، لهذا مرضى الشوارع من لاحول لهم ولا قوة وإذا ما تم نقل أحدهم وعن طريق قسم الشرطة رحمةً به بالكاد يظل بالمشفى 24ساعة ومن ثم يعود إلى سيرته الأولى، عموماً بعون الله لن نتعثر برفع ونقل مرضى الشوارع إلى المشفى، لطالما لا زال هناك أناس يتمتعون بالإنسانية وتدشين بدء فعالية المنظمة سيكون بإذن الله يوم نقل المرضى إلى المشفى.. 69 % أعضاء المنظمة من الإناث المنظمة نشطة بأعضائها وتضم عدداً كبيراً من الإناث وبنسبة 69% باحثة حرصنا على اختيارنا لهن باعتبارهن يتمتعن بنسبة كبيرة من الرحمة والإنسانية وبأدوارهن الإنسانية في البحث عن المختلات والمختلين عقلياً القابعين في البيوت، وكذا مخول لهن الدخول للمنازل بسهولة. كلمة أخيرة كل ما نتمناه من المنظمات والجمعيات والمؤسسات الخيرية وأهل الخير هو دعم المنظمة، كي يتسنى لنا الإيفاء بأداء رسالتنا الدينية والإنسانية نحو هذه الشريحة المستضعفة.