ما كنا نحتاج إلى هذا الزلزال المدمر كي نكتب يوميات القصف والعدوان من الجارة السيئة وحلفائها الفقراء.. عمَّن نكتب؟.. عن رئيس مطرود ضاق به الوطن ومواطنوه فقرر معاقبتهم باستدعاء الطاهش وضباعه لنهش الجسد اليمني؟.. أم عن قوى سياسية تخلت عن وطنيتها وارتضت لنفسها لعب دور ابي رغال و"الطابور الخامس"؟. أم عن تظاهرات لمجاميع في تعز ترفع علم الشقيقة العدوة تزامناً مع عدوان لم يراعي الجوار ولا الإخاء..؟ أم عن عدوان رفع شعار حماية اليمنيين بطائرات حاملة للموت والرعب والدمار تفتك بالحاضر وتغتال المستقبل وتذبحنا من الوريد إلى الوريد. أم نكتب عن مصر عبدالناصر التي صارت في عهد السيسي سكيناً سعودياً تسافر في الخاصرة اليمنية وسماًّ زعافاً نتجرعه من ثغرنا الباسم عدن..؟ عمَّن نكتب؟. عن طوابير نخبة الزور والارتزاق في استديوهات محطات التلفزة الاخبارية من المتسكعين في شوارع العواصم الأوروبية والعربية، المباركين للعدوان والمتشفين مع كل ضربة تقتل اليمنيين وتدمر الجيش وتدك مخازن الفاصوليا ومصانع الزبادي والزيوت ومزارع الدجاج ومحطات الوقود والمطارات..؟ عمَّن يباركون عدواناً يحاصرنا جواً وبحراً وبراً.. فيما هم في الرخاء ينامون بلا قصف.. بلا رعب.. بلا إرهاب العاصفة..؟ ما الذي ستقوله الأجيال القادمة على الأبطال الاقزام لهذه المرحلة العارية؟. عمَّ وعمَّن نكتب؟.. عن حلفاء العدوان الذين تحولوا لأسود في العدوان على اليمن فيما تعجز كل دولة من دول التحالف المشبوه والسيء الصيت عن مواجهة أعفاط مرغوا رؤوسهم تحت التراب..؟ عفَّت الأقلام، وسئمت الصحف.. وضاق الكاتب بالمكتوب.