تماهي أحزاب اللقاء المشترك السافر مع مشعلي الفتن ومفتعلي الأزمات ودفاعها المبطن والظاهر على العناصر والعصابات الإجرامية الإرهابية الدموية- مبررة أعمالها التخريبية ونزعاتها التدميرية- على ما يبدو أنه لم يكن كافياً .. لذا كان عليها أن تذهب إلى مدى أبعد في غيها وتخرج بمؤامراتها من وراء الكواليس، معلنة عن نفسها أنها وصلت إلى حد لم يعد ممكناً معه التمويه والتستر بخطاب ديماغوجي سياسي وإعلامي بات مكشوفاً ومفضوحاً لشعبنا الذي سبق وعيه قيادة أحزاب المشترك بمراحل وبات يدرك حقيقتها واتجاهات تفكير تلك القيادات المشتركية غير المتجانسة والمتناقضة إلى حد التضاد، لكنها تلتقي عند الروح الانتقامية الحاقدة على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، محكومة برد الفعل تجاه أبنائه الذين لم ينخدعوا بنظراتها التي عفى عليها الزمن، واستوعبوا أهدافها ومراميها من وقت مبكر ليجعلوا من الانتخابات مناسبة لإفهامها ذلك علّها تفهم ما هي فيه من الممارسات السياسية الخاطئة، لكنها مع كل انتخابات كانت تؤكد غباءها الناجم عن تعالٍ واهم ولديها إحساس بالوصاية على شعبنا اليمني العظيم، متصورة- وفقاً لهذا المنطق- وجوب القيادة لها والخضوع لرغباتها وأهوائها ونزعاتها المريضة، لكن رده – الشعب- كان دائماً يأتي عبر صناديق الاقتراع حاسماً في تأكيده أن هذه الأحزاب لا تحظى بثقته، حتى أوصلها ذلك إلى قناعة أن الوصول إلى السلطة لا يتحقق بالديمقراطية وصناديق الاقتراع وإنما بالعقلية التآمرية، وأخذت تتذرع باللجنة العليا للانتخابات من حيث التمثيل وعندما أعطي لها التمديد شككت بمجمل المنظومة الانتخابية، عندما سحبت منها هذه الذريعة بمنحها إمكانية إصلاح ما تعتقد أنه يحتاج إلى إصلاح.. ولأن هذا ليس هو الغاية هربت إلى فكرة عدم إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها لإفساح المجال للحوار حول القضايا المختلف فيها وعليها فيما يخص إصلاح النظام السياسي والنظام الانتخابي، وأعطي لها ما تريد وكانت اتفاقية فبراير 2009م التي مدد لمجلس النواب فيها عامين لإفساح المجال للحوار والتوافق والاتفاق حول القضايا التي طالبت بها، لكن بمجرد حصولها على ما تريد نكثت بما اتفقت عليه مع أن هدف قيادات المشترك كان واضحاً منذ البداية، مراهنة في ذلك على إثارة الفتن وإشعال حرائقها وافتعال أزمات تختلقها لتحقيق أهدافها غير المشروعة وهذا كان واضحاً في موقفها من فتنة تمرد الحوثية في محافظة صعدة ومما سمي ب"الحراك الجنوبي". ولكن ولأن فتنة صعدة انتهت إلى تسليم الحوثيين بشروط الحكومة المعلنة في النقاط الست، واتضح أن أحزاب المشترك لعبت دوراً رئيسياً في ظهور واستمرار هذه الفتنة راقصة على حبالها في كل الاتجاهات، كذا الأمر بالنسبة للعناصر التخريبية الانفصالية التي يومياً تكشف عن هويتها التدميرية بما تقترفه من أعمال قتل وسفك لدماء الأبرياء وقطع الطرقات ونهب الممتلكات والاعتداءات على المواطنين وحرق مصادر أرزاقهم، انطلاقاً من روح إجرامية عدوانية دموية مبنية على ثقافة الكراهية الموغلة في الحقد المؤسس على الهوية الجهوية المناطقية، ومع ذلك يقر المشترك أن ما يقوم به هؤلاء القتلة من أعمال شغب وتخريب هو حراك سلمي، ولكن ولأن هذه الرهانات وصلت إلى افق مسدود بالنسبة لمشروع المشترك في الوصول إلى السلطة، فكان الإفلاس السياسي الذي أدى الى سقوطه المريع إلى هاوية هذا النهج التدميري وخياره الأخير هو إما أنا أو الطوفان.. إما السلطة أو أهدم المعبد على رؤوس الجميع.. وهذا لن يحصل لأن الشعب وقواته المسلحة والأمن سيكون لهم بالمرصاد، وسوف ينتصر عليهم كما انتصر على من سبقوهم من أعداء الثورة والجمهورية والوحدة، وسيذهب هؤلاء إلى مزابل التاريخ ومستنقعاته.