نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام المختلفة بعض الاجتهادات غير المسؤولة التي تتنبأ بأن حرباً سابعة في طريقها للنشوب من جديد في محافظة صعدة، وأن حرباً شرسة ستستعر أوارها في الجنوب، وأن تمرداً جديداً ستشهده محافظتا مأرب والجوف، وأن عصياناً مدنياً يتم له التحضير في محافظتي تعز وإب...و...و.. وغيرها من مثل هذه الاجتهادات الشيطانية. والمتتبع بحكمة لأولئك الخراصين يدرك حجم الإفلاس الفكري والذهني الذي وصلوا إليه، كما أنه يعكس النظرة السوداوية المتشائمة التي غلبت على تفكيرهم. والسؤال الحرج الذي ينبثق جراء هذه الاجتهادات مفاده: ما هي المصلحة التي يمكن أن يجنيها الوطن والشعب من هذه الشائعات والاجتهادات؟!.. هل يدرك هؤلاء أنهم بهذه الطريقة وهذا الأسلوب لا يخدمون إلا أعداء الوطن الذين لا يريدون الخير والوحدة لليمن؟!!. بكل تأكيد إنهم ممن يرجون الفتنة والحرب الأهلية لليمن، وممن لا يطيب لهم خاطر ولا تصفى لهم الأجواء إلا عندما تتكحل عيونهم بالدماء والأشلاء المتناثرة، ولا تلطف مسامعهم إلا بأنباء القتل والغدر والسحل والتعذيب، وغير ذلك من صنوف الحرب وتداعياتها المدمرة.. إنها إذاً الكارثة!!. والأسوأ منها أن من يروج لهذه الخيالات والاجتهادات محسوبون على هذا الوطن.. يعيشون على أرضه ويأكلون من خيراته.. ليس هذا فحسب بل الطامة الكبرى أن جلهم مثقفون، فأي بلاء اُبتلي بهم الوطن؟َ!. ومع ذلك فمن بواعث الأمل أن الشعب أكبر من كل تهويمات المأزومين وخيالاتهم المريضة، التي لا تسبح إلا في أجواء العنف والدماء والخراب والاقتتال والكراهية.. الشعب يعي تماماً بواعث تلك التخرصات الشيطانية ويدرك أهمية الوعي بمقارعة هذه الأبواق المريضة وعدم ترك المجال لها لكي تروج أفكارها.. ولهذا فإن على منظمات المجتمع المدني أن تكون عوناً للسلطة والحكومة في ترسيخ السلام الاجتماعي وتعزيز قيم الحب والتسامح والولاء والانتماء لهذا الوطن!!. وإذاً ما تم ذلك فحتماً سنقول : هلك الخراصون.. وليخسأ منطقهم التشاؤمي!!.. وعلينا جميعاً حكومة ومعارضة ومنظمات مدنية أن نكون يدا واحدة في عملية البناء وتهيئة الأجواء المناسبة للتنمية لكي تعرف طريقها إلى كل مدينة وقرية في ربوع وطننا الحبيب، كل في مساره في سبيل تقدم اليمن وازدهاره ورفاهية ورخاء شعبه. لقد آن الأوان فالجميع معنيون بان يشمروا سواعدهم للبناء.. آن الأوان لمكافحة الفساد واجتثاث بؤر الإرهاب والعنف ومروجي الكراهية والمناطقية.. آن الأوان للحاق بركب الأمم المتقدمة، وهذا لن يتأتى إلا إذا كنا صفاً واحداً يجمعنا هم مشترك هو حب الوطن وبناؤه والحفاظ على وحدته والحرص على تنميته وازدهاره.