النجاحات والانتصارات التي تحققها القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية ضد عناصر الإرهاب الدموية الإجرامية بمحافظة أبين تجسّد عزم وإصرار شعبنا الحضاري العريق الذي ينبذ العنف والتطرف وثقافة الحقد والكراهية التي تسكن عقول تلك العناصر الظلامية وفكرها الضال الذي لا يمت بصلة لديننا الإسلامي الحنيف والأخلاق والقيم والمبادئ العظيمة لشعبنا اليمني والمبنية على التسامح والوسطية والإعتدال المتعارضة مع هذا الفكر التدميري التخريبي الدخيل على عقيدتنا الإسلامية السمحاء، وعلى وطننا وشعبنا الحكيم المؤمن بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو إيمان لا علاقة له بمحاولات الإرهابيين نشر ضلالهم وإلباسه ثوب الإسلام الذي هو براء مما يرتكبونه من جرائم شنيعة وبشعة.. يسفكون فيها الدماء البريئة وينشرون الخراب والدمار في الأرض .. معرضين أمن واستقرار ومصالح اليمن والأمة للمخاطر.. مقدمين الذرائع والمبررات لكل من يضمر الشر للإسلام والمسلمين بما يقومون به من أعمال لا تقرها الشرائع السماوية ولا العقل والضمير الإنساني، وهذا كله يجعل التصدي لهذه الفئة الباغية المارقة واجباً دينياً ووطنياً وإنسانياً.. إن مواجهة الإرهابيين بقوة وحزم حتى يتم القضاء عليهم واستئصال شأفتهم من على الأرض اليمنية بات أمراً محسوماً، وعليهم أن يدركوا أنهم لن يكونوا في مأمن بعد الآن وستدك أوكارهم إينما كانوا وحيثما وجدوا في هذه البلدة الطيبة ، وعليهم أن يستوعبوا ومن يقف وراءهم أن اليمن - قيادة وشعباً وجيشاً وأمناً - قد حسم أمره وقرر أن يخوض حرباً لا هوادة فيها ضد الإرهابيين حتى تطهير ترابه من رجسهم الشيطاني وكل من يدور في فلكهم من العابثين والمخربين وقطاع الطرق بما يقترفونه من جرائم دفع ويدفع اليمن وأبناؤه أثمانها باهظة من دمائهم وأمنهم وأمانهم واقتصادهم، ومن تنمية وتطور وطنهم. ومن هنا فإن المعركة التي يخوضها أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في محافظة أبين ضد المجاميع الإرهابية تشهد هزائم مخزية لهؤلاء القتلة الارهابيين.. وهذه حقيقة مؤكدة بالانتصارات التي يحرزها أولئك الأبطال الميامين من منتسبي مؤسسة الوطن الدفاعية والأمنية والمواطنين الذين عاشوا جرائم إرهاب هذه الفئة الباغية وعانوا كثيراً مرارة وويلات أعمالها الشيطانية الدموية .. مجسدين أروع ملاحم البطولة والفداء، ومعبرين عن إصرارهم على اجتثاث شجرة الإرهاب الخبيثة ليس فقط في محافظة أبين بل في كل شبر من وطننا الغالي حتى يتحقق النصر النهائي.. ليتفرغ اليمانيون لبناء وطن جديد ودولة مدنية حديثة يقوم أساس بنيانها على روح التضامن والتعاضد والتلاحم والمحبة التي بها يحققون النهوض ويصنعون الغد الأفضل الخالي من كل أشكال الفساد والظلم والقهر والتطرف والإرهاب، وكل هذه المفاهيم لا يمكن الفصل بينها باعتبارها البيئة الخصبة لانتاج هذه الآفة الخبيثة التي ما كان لها أن توجد لولا استشراء البطالة والفقر والجهل والنزعات المصلحية الأنانية الإنتهازية والطائفية والمناطقية والقبلية الاستعلائية المريضة التي وفرت المناخ الخصب للتطرف والإرهاب الذي في ظل الدولة الديمقراطية القوية القادرة العادلة الحديثة تتحقق المواطنة المتساوية ولا مكان فيها لهذه الظواهر العبثية التدميرية لحياة الشعب والوطن.. وفي هذا السياق ينبغي أن تسير الحرب على الإرهاب، ولن تكون المواجهة المسلحة التي نرى ما تحرزه من انتصارات في لودر وزنجبار وجعار وغيرها من المناطق إلاّ نقطة البداية في هذه الحرب التي ستكون شاملة، ومن انتصارها ينبثق اليمن الجديد الموحد والديمقراطي الذي طالما حلمنا به وتطلعنا إليه.