كما هي عادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في زياراته الميدانية لمحافظة حضرموت بصفة خاصة وكل ربوع الوطن بصفة عامة يزيل كل الحواجز.. متلمساً هموم المواطنين وقضاياهم واحتياجاتهم بصورة مباشرة في لقاءات مفتوحة.. يسمع منهم ويصغون اليه لتكون الشفافية والوضوح والمصداقية هي الطابع الذي يسود مناقشة كل القضايا والموضوعات بروح المسؤولية الوطنية الحريصة على ايجاد المعالجات الصائبة والسليمة فتنكشف تلقائياً المزايدات والمكايدات وتنفضح النزعات المريضة الحاقدة المستهدفة النيل من الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ونمائه وتطوره وازدهاره. هكذا كان فخامة الأخ الرئيس في زيارته الحالية لمحافظة حضرموت ولقائه بأبنائها من مختلف الشرائح الاجتماعية والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والاقتصاديين والعلماء وممثلي السلطة المحلية، والمسؤولين التنفيذيين، وكذا التقائه بالقطاع النسائي بالمحافظة.. وهكذا كان حديثه معهم صريحاً وجلياً لا يقبل اللبس أو التأويل.. واضعاً النقاط على الحروف من موقع الزعامة الوطنية التاريخية لليمن المعاصر المستمدة من حبه واخلاصه ووفائه لهذا الوطن وشعبه العظيم وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته المباركة، وبهذه الروح صنع للوطن أعظم الانجازات وأعمق التحولات السياسية والاقتصادية التي اثمرت الحرية والتنمية والبناء والنهوض الشامل ليمن ال22 من مايو المجيد. إن الزعامة تنبثق من صفات لا تتوافر إلا لدى قلة من القادة العظماء الذين نذروا أنفسهم لأوطانهم وشعوبهم فكانوا رموزاً لوحدتها ومجدها وعزتها، وهم من يمتلكون خصالاً وسجايا وطنية وانسانية نادرة، ولا وجه للمقارنة بين هؤلاء وأولئك العملاء أدعياء الزعامة ممن خانوا وطنهم وباعوا أنفسهم للشيطان مقابل ثمنٍ بخسٍ.. فكانوا وما يزالون أدوات خراب ودمار وفرقة وتمزق يحركهم غلهم وحقدهم للدس والتآمر ضد وطنهم.. محولين أنفسهم إلى مرتزقة يمارسون كل الدناءات، ولا يتوانون للقيام بأية نذالة، ولا يتورعون عن ارتكاب أي عمل مهين ومشين بحق أنفسهم وأوطانهم، والزعيم والعميل لا يجتمعان ولا يلتقيان، لأنهما نقيضان كالخير والشر، ومن أراد أن يبني مجده الزائف على حساب وحدة الوطن ودماء الشهداء فقد لفظه شعبنا إلى مزابل التاريخ ومستنقعاته الآسنة وعبثاً يلقي بقذارته النتنة للنيل من اليمن ووحدة أبنائه الوطنية.. فالخائن الذي خرج مذموماً مدحوراً من بوابة الوطن لن يعود اليه من نافذة العمالة والارتزاق.. تماماً كما هو الحال العودة إلى أزمنة الامامة والاستعمار وعهودهما المترعة بمرارات التخلف والظلم والاستبداد والجور والفرقة والتمزق إنها اضغاث احلام الواهمين، وهذه حقيقة ناصعة لا جدال فيها.. والزمن لا يعود إلى الوراء، وعلى أولئك الذين يقتاتون من جيف إثارة الفتن واشعال الحرائق واشاعة النعرات واحقاد ثقافة الكراهية أن يدركوا أنهم لن ينالوا مآربهم وسيلحق بهم الخزي والعار، تطاردهم لعنات التاريخ إلى الأبد.