تجاهلت الصحف الرسمية الصادرة اليوم الرد المباشر على حديث الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر الذي أدلى به مساء أمس لقناة الجزيرة وطالب فيه الرئيس صالح بالتنحي عن السلطة وعدم تعريض نفسه للمساءلة بتهمة الخيانة العظمى بسبب تولية أبنائه وإخوانه مناصب الجيش والأمن. من جانبها تطرقت صحيفة أخبار اليوم وهي صحيفة أهلية مقربة من أحد أجنحة السلطة، إلى أجزاء من حديثه لا سيما حول حرب صعدة وعلي ناصر، فيما تجاهلت أبرز ما جاء في الحوار. وتحت عنوان "وطن لا يأبه بنعيق الغربان" نشرت الثورة افتتاحيتها التي شنت فيها هجوماً على أحزاب المشترك وبعض الأشخاص، واصفة ما يصدر عنهم بأنه "هذيان يغرق في التناقضات والتنظيرات البلهاء التي تظهر حجم الانفصام المسيطر على هؤلاء الأمر الذي يصعب معه استكناه حقيقة ما يرمون إليه من وراء مواقفهم وهذيانهم البليد عبر الفضائيات". واتهمت من سمتهم مأزومين وتجار الأزمات (الصغار) بعرقلة خطوات الحوار، وربط مواصلة الحوار بإطلاق المتورطين في أعمال التخريب والشغب وجرائم القتل والتقطع والمحرضين على أعمال العنف والفوضى والخروج على الدستور والقانون. وقالت: لا ندري كيف رضيت هذه الأحزاب لنفسها أن تكون مطية يتلاعب بها بعض هواة الشهرة وحب الظهور لتجعل من نفسها واجهة للدفاع عن عناصر مدانة بحكم النظام والقانون لقيامها بإراقة دماء عدد من المواطنين الأبرياء واستهداف حياة عدد من جنود الأمن أثناء تأديتهم لواجباتهم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن تورط تلك العناصر في التحريض والترويج لثقافة الكراهية وإثارة الضغائن والأحقاد ودعوات الفرقة والتشرذم بين أبناء الوطن الواحد. وأضافت: نسأل أولئك الذين استبدت بهم نوازعهم المريضة، هل يعتقدون أنهم بمثل هذه المواقف المشوهة والمشبوهة سيتمكنون من الوصول إلى السلطة وتحقيق النفوذ عبر منافذ تقع خارج نطاق النهج الوطني الديمقراطي وصناديق الاقتراع والإرادة الشعبية، وأنهم بدفاعهم عن طابور المرتزقة والخونة والمأجورين والارتداديين والانفصاليين والمخربين والإرهابيين الذين يتحركون في إطار مخطط تآمري وأجندة خارجية شأنها شأن فيروس انفلونزا الخنازير الذي وفد على بلادنا من خارجها سيكونون البديل؟. واستدركت: والحقيقة أنه لا هم ولا غيرهم سيكون البديل بل أن البديل هو الفوضى والشتات والضياع. وذلك ما لن يسمح به الشعب الذي أثبت جدارته واقتداره في حماية وصون وطنه ومكتسبات ثورته ووحدته في كل الظروف والمنعطفات، وأن هذا الشعب الذي صنع المعجزات والتحولات الكبرى سيبقى الحصن الحصين ولن يتزحزح قيد أنملة في الدفاع عن الأهداف التي يؤمن بها وسيمضي في مواصلة مسيرة البناء والإنجاز تحت قيادته الحكيمة بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئىس الجمهورية الذي وضع اليمن على عتبات عصر جديد من التحديث والتنمية والتقدم والتطور. وتابعت تقول ان على أولئك العملاء والخونة والناهبين لمقدرات الوطن وتجار الأزمات ومصاصي دماء الشعب والغارقين في الفساد وأوحال التآمر أن يدركوا أن قافلة هذا الوطن ستواصل خطاها بثقة وعزم أكيد مهما كان نباح الضالين أو ازداد عواؤهم غير عابئة بنباحهم أو متأثرة بما ينيرونه من ضجيج وفرقعات إعلامية، ذلك أن اليمن العظيم لا يقبل إلا العظماء هو وطن كل أبنائه المخلصين الصادقين الذين يحملون له كل حب ووفاء أما الفاشلون والمرتزقة ودعاة الفتن والخراب فإنهم كغثاء السيل لا رصيد لهم ولا تأثير ومهما تلونوا أو لبسوا أقنعة الزيف فهم مفضوحون لدى الشعب الذي يعرف تاريخهم وحقيقة أهدافهم ومراميهم وأطماعهم ومخططاتهم التآمرية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول:وطن بهذا العمق الحضاري لا يمكن أن يحكمه إلاّ العظماء من أبنائه الذين عاهدوا الله على السير به نحو آفاق رحبة تملأها النوارس ويخلو منها نعيق الغربان من أصحاب المشاريع الصغيرة الملطخ تاريخهم بالسواد والذين حتما سيكون مآلهم الخسران والفشل والخيبة والسقوط في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم. (إقرأ نص افتتاحية الثورة في زاوية كتابات).
من جانبها قالت صحيفة 26 سبتمبر في افتتاحيتها: ان هذا الشعب الحضاري العريق يستحيل أن يعيده التحالف البائس المشبوه لبقايا عهود الكهنوت الإمامي والسلاطيني ودعاة الانفصال وعناصر التطرف والإرهاب إلى أزمنة التخلف والتمزق والفرقة والصراعات الدموية والتصفيات الجسدية للأبرياء بالهوية فذاكرته مترعة بمآسي الجرائم التي ارتكبها اولئك الذين يقدمون انفسهم اليوم اوصياء عليه بعد ان لفظهم المكان الذي اختاروه لأنفسهم ليغرقوا في مستنقع العمالة والارتزاق، يتاجرون بقضايا الوطن، يمارسون غلهم وحقدهم على شعبنا .. غير مدركين انهم شخوص تجاوزها التاريخ وعفى عليهم الزمن.. مكبلين بماضيهم القاتم السواد الذي لا فكاك لعقولهم وأرواحهم من أسره .. ليقبعوا في دهاليز أوهامهم يحيكون المؤامرات والدسائس للنيل من اليمن وأمنه واستقراره ووحدة أبنائه الوطنية باذكاء نار الفتن واشاعة الفوضى والقيام بأعمال الارهاب والتخريب والترويج لثقافة الكراهية بين ابناء الشعب الواحد.. متصورين ان ذلك سيوصلهم الى مراميهم الدنيئة التي فشلت في الماضي ليكون مآلها الخسران والخزي والعار، وستواجه ذات المصير في الحاضر والمستقبل، وكان عليهم ان يتعلموا من الدروس والعبر التي لقنها لهم شعبنا، لاسيما وان تسامحه منحهم فرصة التوبة والاعتذار عمَّا أقترفوه من جرائم بحق ابنائه، لكن الطبع غلب التطبع فظلوا سادرين في غيهم وظلالهم.. مراهنين على تحالف المتناقضات الشيطاني الذي لايجمعهم فيه جامع غير العداء للوطن وثورته ووحدته.
وأضافت الصحيفة: لهؤلاء المرتزقة شذاذ الآفاق في الداخل والخارج نقول: انكم ليس إلاَّ أقزاماً واهمون بأضغاث أحلامكم ورهاناتكم على الماضي خاسرة.. فالتاريخ يسير الى الامام وكل ماتقومون به حرث في البحر، ولن تنالوا مرادكم لأن الشعب اليمني سيكون لكم بالمرصاد، وسيحول مؤامراتكم إلى سراب، وحصادكم إلى يباب.. فأنتم الماضي الآثم ونحن المستقبل المشرق الباسم والصعوبات الناجمة عن أزماتكم المفتعلة سوف يخرج الوطن منها أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحديات والانتصار عليها، مستكملاً سير انجاز استحقاقات تحولات بناء اليمن الجديد الموحد والديمقراطي الذي ينعم ابناؤه بالاستقرار والازدهار والتقدم والرفاهية.. أما مصيركم هو الذهاب الى الجحيم لتصطلوا بنار شروركم التي أردتم احاقتها بالوطن والشعب اليمني بعد ان أعمتكم أوهام أحقادكم وضغائنكم عن استيعاب حقيقة أن دسائس مؤامراتكم مصيرها السقوط والزوال وان ارادة الشعوب هي المنتصرة دوماً.