أشد ما يخيف في شغب الانفصاليين ليس سوى إعاقة التنمية الشاملة وعرقلة مسارات التطور والأمن والاستقرار، أما الوحدة فلا خوف عليها.. وذلك لأنها – كما يؤكد فخامة رئيس الجمهورية دائماً- وُجدت لتبقى.. وثبات الوحدة اليمنية، التي شكلت بارقة أمل في الوجود العربي يؤذن بإمكانية تحقيق الوحدة العربية الجامعة، يأتي من كونها راسخة الجذور في الوجدان الجمعي لليمنيين، استدعاءً لتاريخ عميق وحضارة ثابتة لم يُعرف أهل اليمن خلالها وفي مختلف العصور إلا في ضوء واحدية الوجود أرضاً وإنساناً. إذاً فاليمن ليس مجرد نسبة يرجع إليها أو يحملها إنسان هذا الوطن وفق هوية سياسية فحسب، وإنما هو أكبر من ذلك، ويتعداه إلى ما يمكن اعتباره شعار حياة واحدة يتقاسم اليمنيون أنى كانوا وأينما كانوا مقوماتها الحضارية التي تشربوا عراقتها عبر وحدة تعود إلى آلاف السنين. وطالما واليقين الثابت في أن الوحدة وجدت لتبقى، وأن شغب الانفصاليين لن يزيد اليمنيين الشرفاء بها إلا تمسكاً، فهل يمكن لدعاة الانفصال والردة في موجة من الشعور بالخيبة والخزي والعار الانكفاء على أنفسهم، وترك اليمن وشأنها، ليمضي أهلها بسلام في ضوء قبس من نور وحدتهم المباركة؟!!. الواضح أن النزعة الانفصالية وحب التشرذم الذي تنطوي عليه نفوس دعاة الانفصال ورموزه القدماء منهم والجدد ستؤجج في قلوبهم نار الحقد على اليمن الموحد، وحتى يغادروا هذه الدنيا غير مأسوف عليهم لن يغادرهم الحقد الدفين، الأمر الذي ستظل معه شرورهم مشرعة ألسنتها بالإثم والعدوان صوب كلما هو جميل في هذا الوطن، لا سيما ذلك الذي ارتبط بالوحدة المباركة تنموياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.. ومع كل ذلك، ومهما تطاول هؤلاء على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، فإن غاية ما سيتحقق لدعاة الردة والانفصال ليس سوى إلحاق الأذى بالوطن وأناسه تارة هنا وأخرى هنالك، وهو الأذى الذي لم نزل نشهده في إمعان الانفصاليين في التخريب والتدمير والاعتداء على المواطنين ورجال الأمن، وإحراق المحلات التجارية وقتل البسطاء غيلة وعدواناً كما يحدث في بعض مناطق جنوب الوطن. هكذا هو قصارى جهد الحاقدين والعاجزين.. أن يمعنوا في إذكاء مشاعر العدوانية والمناطقية بغية الوصول إلى تجليات للفوضى التي يعولون عليها لعرقلة عجلة التنمية هنالك، وحتى إحداث بؤر للعدوانية يأملون أن تهدد الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.. أما أن تعود لهم الدولة الشطرية بمخلفاتها الشمولية فهذا مما يدركون استحالته، ذلك أن الوحدة وجدت لتبقى وصدى هذه الحقيقة سيظل يؤرقهم حتى يغادرهم حقدهم على الوطن، أو يغادروا الوطن وليس الحقد، والمؤكد أن الموت لوحده في حق هؤلاء المرضى هو الشافي وليس سواه.