تتواصل على سواحل العاصمة القمرية موروني، عمليات انتشال الجثث ومحاولة البحث عن ناجين من حطام طائرة الايرباص التابعة للخطوط الجوية اليمنية، التي تحطمت في البحر فجر اليوم الثلاثاء على بعد أميال بحرية من جزر القمر. وحتى الآن لم يعثر إلا على ناجٍ واحد (وهو طفل يبلغ من العمر 5 سنوات) من بين ركاب الطائرة البالغ عددهم 153 بينهم 11 من أفراد الطاقم. وبحسب موقع "26 سبتمبر نت" الاخباري فإنه تم تشكيل فريق يمني فرنسي قمري للتحقيق في حادث تحطم الطائرة اليمنية. يأتي هذا بعد ان بدأت وحدات بحث فرنسية ويمنية وقمرية عمليات البحث عن حطام الطائرة، حيث توجهت طائرة يمنية تقل خبراء انقاذ صباح اليوم الثلاثاء إلى جزر القمر. وأرسل الجيش القمري من جهته زوارق سريعة صغيرة إلى منطقة الحادث الواقعة بين قرية تسويني والمطار، فيما نقلت وكالة رويترز عن مدير مطار موروني قوله ان عملية البحث تشارك فيها طائرتان عسكريتان فرنسيتان وزورق تابع للبحرية الفرنسية. وفي باريس نفى وزير النقل الفرنسي دومينيك بوسيرو في مقابلة مع راديو (أوربا -1) ان يكون الحادث قد نجم عن عطل في الطائرة.. ملمحاً إلى أن للأحوال الجوية السيئة دوراً في وقوع الحادث، لكن الوزير الفرنسي قال بان الطائرة المنكوبة كانت تعاني من "مشاكل" وانها كانت ممنوعة نتيجة لذلك من التحليق في الأجواء الفرنسية. وبالمقابل قال وزير النقل اليمني خالد الوزير أن من السابق لأوانه الحديث عن الأسباب في هذه المرحلة.. إلا بعد استكمال التحقيقات الخاصة بذلك، موضحا أن إشارة الوزير الفرنسي إلى ان الطائرة المنكوبة كانت تعاني من مشاكل وأعطال تعود إلى بعض الملاحظات التي كانت قد قدمت قبل عامين من سلطات الطيران الفرنسي على هذه الطائرة، وتركزت على جوانب الترفيه مثل الكراسي وشاشات التلفزيون والسماعات، وأنه تم اصلاح ومعالجة تلك الملاحظات في حينه. وشدد وزير النقل اليمني على ان جميع الاجراءات الفنية وشهادات الطائرة واجراءات السلامة فوق الممتازة، وان تاريخ الخطوط الجوية اليمنية طوال أكثر من 40 عاماً شاهد على نواحي السلامة والاجراءات المطبقة فيها، منوهاً بأن آخر عملية فحص فني شامل لهذه الطائرة كان في تاريخ 2 مايو الماضي وتمت تحت اشراف مندوب الايرباص.. لافتاً إلى ان شركة الخطوط الجوية اليمنية قد اجتازت وحصلت على الشهادة الدولية للتشغيل والسلامة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي. وكانت وكالة "فرانس برس" قد نقلت عن مصدر ملاحي قوله ان طائرة (ايرباص آي – 310) التابعة للخطوط الجوية اليمنية قد غادرت مطار رواسي الباريسي وفقدت ليل الاثنين صباح الثلاثاء عن شاشات الرادار بين اليمن وجزر القمر. وذكر شهود عيان انهم رأوا الطائرة اليمنية المنكوبة تحاول الهبوط في مطار موروني قبل تحطمها في البحر صباح يوم الثلاثاء. وكان من بين شهود العيان وزير دفاع سابق ورئيس سابق للطيران المدني في جزر القمر الذين قالوا بأن الطائرة حاولت الهبوط ثم اختفت فجأة عن الانظار. وفي سياق متصل قال احمد محمد عبده -صحفي من جزر القمر - في لقاء مع تلفزيون "العربية" انه تم العثور على 5 جثث فقط حتى الآن، موضحاً ان مكان سقوط الطائرة يبعد 25 كيلو مترا فقط عن المطار، وانها سقطت بكاملها في البحر مما يصعب العثور على ناجين. فيما قال مسؤولون ان الطائرة سقطت في الماء في أمواج متلاطمة بينما كانت تحاول الهبوط وفي اجواء جوية سيئة في جزر القمر في المحيط الهندي. ومن جانبه قال وكيل الهيئة العامة للطيران المدني باليمن محمد عبدالقادر: "شوهدت جثث تطفو فوق سطح الماء وتم تحديد بقعة زيت تبعد عن مطار موروني ما بين 16 و 17 ميلاً". وأشار عبدالقادر إلى ان بين ركاب الطائرة المنكوبة 3 رضع و 11 شخصاً في طاقم الطائرة، وبالنسبة للركاب فان 111 منهم وصلوا من باريس ومرسيليا إلى صنعاء ليستقلوا الرحلة إلى جزر القمر قبل ان ينضم اليهم 11 راكبا من القاهرة و 12 من دبي و 3 من جدة وراكب واحد من عمان وآخر من دمشق، وأقلعت الطائرة متوجهة إلى جيبوتي ثم موروني في جزر القمر والتي كان يفترض ان تهبط في مطارها عند الثانية من صباح الثلاثاء. وبحسب مصدر أمني ل "العربية نت" فقد تدخل القدر في انقاذ 3 اشخاص بينهم امرأة من اللحاق بالطائرة المنكوبة بعد ان أوقفتهم السلطات اليمنية بتهمة حيازة وثائق سفر فرنسية مزورة، وذلك أثناء قيام سلطات الجوازات في المطار بعمليات تدقيق وفحص وثائق المسافرين عبر طائرة "اليمنية" التي هبطت في مطار صنعاء "ترانزيت" قبل ان تواصل رحلتها إلى جزر القمر، مشيراً إلى ان سلطات المطار قررت إعادة ترحيلهم إلى مكان قدومهم خلال اليومين القادمين. وفي وقت لاحق أُعلن رسمياً ظهر اليوم (الثلاثاء) عن أسماء الأشخاص ال11 ضمن طاقم الطائرة الذي يضم 6 يمنيين (خالد حاجب – كابتن الطائرة، علي عاطف – مساعد الكابتن، محمد روشان، وسام وارث، حمدي وازع، علي سالم) بالاضافة إلى 5 مضيفات هن مغربيتان (خديجة سراج، زينب بشير) واثيوبيتان (رتشي ماري، مستيهاي جبر) واندونيسية واحدة (تاميل كاميل). وفي سياق متصل قال وكيل الهيئة اليمنية للطيران المدني والارصاد محمد عبدالقادر في مؤتمر صحفي انه تم التعرف على هوية 93 شخصاً من ركاب الطائرة المنكوبة، منهم 26 فرنسياً و 54 قمرياً و 6 يمنيين وكندي واندونيسي، فيما رَجَّحَ نقيب مهندسي الطيران اليمنيين محمد عمر مؤمن أن يكون سوء الأحوال الجوية هو سبب سقوط الطائرة، حيث كانت الاحوال الجوية مضطربة وكانت سرعة الرياح 61 كيلو متراً. ويعد الكابتن خالد حاجب الذي كان يقود الطائرة وهو من مواليد مدينة عدن 1964م وأب ل 3 أطفال ويسكن في العاصمة صنعاء، من افضل طياري "اليمنية"، وكان قد احتجز ضمن رهائن فندق تاج في مدينة مومباي الهندية في نوفمبر الماضي. وتعتبر هذه الحادثة هي الأولى التي تسجل في تاريخ الخطوط الجوية "اليمنية" منذ انشائها رسميا عام 1962م، في حين يرجع تاريخ انشاء الشركة إلى عام 1949م عندما قامت الحكومة اليمنية بشراء طائرتين من طراز (داكوتا دي سي 3) واستخدمت في نقل مسؤولي النظام اليمني آنذاك ونقل البريد، وأحيانا كانت تستخدم في نقل رجال الأعمال بين المدن اليمنية الهامة. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من شهر على تحطم طائرة (ايرباص آي – 330) التابعة لشركة (اير فرانس) في المحيط الاطلسي، وهي في طريقها من ريودي جانيرو في البرازيل إلى باريس، وأدى الحادث الذي لم تعرف أسبابه بعد إلى مقتل كل ركابها ال 228، كما يأتي حادث تحطم الطائرة اليمنية بعد 13 عاما من سقوط طائرة اثيوبية في ذات المنطقة عام 1996م، وقد قتل في ذلك الحادث معظم ركابها ال175.