عندما نقول حوار فان ذلك يعني أن قضايا سوف تطرح على الطاولة ليجري نقاشها والتداول حولها والمقارنة بين وجهات النظر للوصول الى قواسم مشتركة لإخراج الوطن من الأزمات المفتعلة ، ومن المشاكل الناجمة عن أسباب وعوامل موضوعية.. وهنا لا مجال للاشتراطات المسبقة التي يطرحها البعض كذرائع للهروب من الحوار، فإذا اعتبرنا الاشتراطات منبثقة عن هم وطن حقيقي فهي تندرج ليس في اضابير الاشتراطات وانما في أجندة المتحاورين، وان كانت أوراق ضغوط لجني مكاسب مسبقة تعزز مواقف بعض الأحزاب الحوارية فان هذا يأتي في سياق تقديم المصلحة الحزبية والشخصية على المصلحة الوطنية.. في هذا المنحنى – وفق رأيي- جاءت اشتراطات أحزاب اللقاء المشترك لبدء الحوار مع الحزب الحاكم الذي وضع جدولاً زمنياً للقضايا والموضوعات محل الحوار دون ان يضع اشتراطات مقابلة لاشتراطات معارضة المشترك ، وبناءً على ذلك يتبين لنا جدية الحوار لديه ومماحكة الآخر ، واللجوء إلى الابتزاز السياسي ، والأسوأ أن اشتراطاته تهدف ليس إلى تهيئة الأجواء والمناخات لتلاقي القوى السياسية وإدارة تبايناتها وخلافاتها على نحو عقلاني يحقق المصلحة الوطنية ويتجاوز الحواجز والموانع التي تحول دون المضي باليمن قدماً نحو استكمال متطلبات التنمية والبناء الوطني في هذه الفترة العصيبة ليس على الصعيد الداخلي فحسب ، بل وعلى الصعيد الخارجي .. فالوضع الإقليمي أحداثه تتسارع باتجاهات علينا العمل على استيعابها باتجاهات ايجابية تخدم مصلحة اليمن ، وهذا لا يتحقق إلا بالعمل معاً على تعميق الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والاستقرار ، وطريقنا إلى هذا الحوار المفتوح على كل القضايا ، والمنفتح على كل الرؤى والتصورات السياسية والاقتصادية والفكرية .. أما على الصعيد الدولي فهناك مؤشرات تؤكد أن المسار يتجه إلى انفراجه بعد فترة صعبة مر بها العالم ، وعلينا أن نكون جاهزين في الاستفادة من هذا الوضع ، وبما يحقق مصالحنا الوطنية . هذه ملامح ينبغي أخذها في الاعتبار من قبل كل القوى السياسية ، وأدراك أن الحوار ليس من باب تسجيل المواقف ، واستغلال اللحظة بأفق ضيق ، بل هو ضرورة ملحة للجميع ، ولا مجال للدخول فيه بشروط هي بمثابة وضع العصا في دواليبه فالوقت يفلت منا ، وليس من مصلحة أي من القوى السياسية تأجيل الحوار إلى اللحظة الحرجة التي يكون فيها الأوان قد فات لتحقيق ما نريد تحقيقه.. ذلك ما يتوجب استيعابه من قبل كافة القوى السياسية وفي مقدمتها "أحزاب الاشتراطات" وأعني بها أحزاب اللقاء المشترك !!.