جماعة أحزاب "المشترك" عودتنا أن تملأ الدنيا صخباً وضجيجاً على أية قضية وموضوع بحق أو باطل، بعلم أو بدونه وبدون توقف، واليوم نجدهم على غير تلك العادة والصفة التي تلتصق بهم، ففي حين تأهبت جماهير الشعب اليمنية الوحدوية المخلصة للاحتفال بالعيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة الخالدة أعظم انجازات هذا الشعب على مدار تاريخه القديم والحديث، وذلك في مظاهر احتفال وابتهاج عارم عمّ كل محافظات الوطن وربوعه الوحدوية الموحدة، لم نسمع صوتاً أو نرى أي فعل لجماعة "المشترك" التي يطبق عليها حالياً حالة من الصمت والوجوم الواضح، وكأنهم غير معنيين بوحدة الوطن وبأفراح شعبه، ليسجلوا من جديد واحدة من حالات التناقض وعدم الانتماء وافتقادهم للروح الوطنية الحقة، والتي التصقت بهم على نحو واضح وصريح خلال الكثير من مواقفهم المعلنة وغير المعلنة، التي تتصادم مع الشعب ومع وحدته وكل انجازاته الخالدة العظيمة. وحقيقة يرى الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن السياسي ولأداء هذا "المشترك" الذي يدعي مجازاً بأنه معارضة ألا غرابة إطلاقاً في حالة الصمت التي هم عليها تجاه وحدة الوطن، ذلك لأن خطابهم ومواقفهم الأخيرة كانت ولا تزال تقدم مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة على المصالح الوطنية العليا، وهو ما يظهر بشكل جلي وواضح في دعمهم ودفاعهم المعلن عن تلك الشرذمة الخارجة عن القانون في بعض المناطق في جنوب الوطن الواحد، والتي ترفع شعارات الانفصال والتشطير والعودة إلى عهود الظلام والشمولية التي دمرت ذلك الجزء العزيز من الوطن، والتي ظلت دولة الوحدة "بمساندة الشعب اليمني الأبي المخلص لوحدته" يدفع ثمنها الكبير والباهض.. حيث ظلت ومنذ إعادة تحقيق الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م هي الأولوية القصوى في معالجتها وتجاوز آثارها السلبية وذلك بالبناء والأعمار وتحريك عجلة التنمية والنهوض، وهو الأمر الذي لم يرق لتلك العناصر الانفصالية ومعها جماعات "المشترك" المأزوم التي ديدنها دائماً أن يسوءهم أي خير يعم هذا الوطن، فهم لا يفرحون إلا عندما تحل بالوطن وبشعبه المصائب والنوائب والحروب، كما كان موقفهم تجاه حرب صعدة التي أشعلها وقادها شرذمة خارجه عن القانون وعن الإجماع الوطني، حيث لم نسمع حينها حتى مجرد إدانة أو رفض من جماعة "المشترك" ضد تلك الحرب ومن وقف وراءها.. بل على العكس من ذلك فقد كشفت الأيام مؤخراً أنهم حليف مساند ومناصر للجماعة الحوثية تربطهم معها العهود والمواثيق والاتفاقات. ونقولها "بكل قوة وثقة" إن الوحدة اليمنية إنجاز تاريخي خالد، لا يمكن على الإطلاق أن يدرك معانيه وقيمه ودلالاته إلا الوحدويون المخلصون الشرفاء من أبناء هذا الوطن، أما أولئك الملطخة أياديهم بدماء أبناء الوطن والساعون لخراب وتدمير الوحدة والوطن والمساندون للمجرمين الانفصاليين ومسعرو الفتن والحروب، فإن أعياد الوحدة اليمنية هي أيام حزن وغم بالنسبة لهم. وحقيقة يسوءهم كثيراً أن يروا الوحدة اليمنية والتي حاكوا لها الدسائس والفتن أكثر قوة ومنعة وعزة، وهي تدخل وبكل كبرياء إلى عقدها الثالث في مسيرة اليمن الجديد بعناوينها الكبيرة والرائعة مثل الديمقراطية والتنمية والبناء والإعمار تساندها وتحميها جماهير الشعب بالأرواح والدماء، فهي من آمنت بها وصنعتها وحققتها ورسخت وجودها من أي مخاطر واجهتها.. لذلك فمن حقها أن تفرح وتغني وترقص وتملأ الدنيا بهجة وحبوراً، تاركة لأعدائها وأعداء وحدتها الانزواء والصمت المطبق والانكفاء على غيظهم وحسرتهم وحالات البؤس والمرض التي تعتريهم.. سائلين الله أن يشفيهم وأن يعيد إلى عقولهم رشدها إن كان لهم بقية من منطق ورشد.