هاهو العالم يدلف في رحاب عام ميلادي جديد2010م ودائماً ما تكون بداية العام الجديد مصحوبة بالسعادة والفرح والابتهاج ويرنو الجميع إلى أن يكون العام الجديد حافلاً بكل ما يجلب لهم الخير والسعادة والاستقرار وأن يتحقق لهم فيه كل طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم والتي لم يستطيعوا تحقيقها في الأعوام الماضية ...وفي يمننا الحبيب حل علينا العام الجديد وسط ظروف استثنائية، إذ يعيش الوطن حالة من التوتر والاحتقان جراء ما يواجهه من مخاطر عدة في طليعتها الحرب المستعرة في صعدة والتوتر الحاصل في بعض مناطق المحافظات الجنوبية، والتطورات الأخيرة المتعلقة بالهجمات الموجهة ضد عناصر تنظيم القاعدة والتداعيات المترتبة عليها، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والمالية في ضوء تراجع إنتاج النفط المصحوب بتراجع أسعاره عالمياً وغير ذلك من التحديات التي يواجهها اليمن مع بداية العام2010وهي تحديات تعكف الدولة بأجهزتها وقطاعاتها المختلفة على معالجتها والحد من تداعياتها وآثارها في إطار حزمة إصلاحات شاملة يقودها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ،وكم كان جميلاً ذلكم الاستهلال الطيب لفخامته لهذا العام الجديد والذي ضمّنه الكلمة الافتتاحية لصحيفة «الثورة» يوم أمس الأول الموافق 1/1/0102م والتي شكلت بمضامينها دعوة صادقة ومخلصة لتجاوز اليمن الأزمات الراهنة، حيث أعلن هذا العام الجديد بأنه سيكون -بإذن الله- عام خير وسلام واستقرار وازدهار إذا ما تضافرت فيه جهود كل أبناء الوطن سلطة ومعارضة ومستقلين وقواه الخيرة من العلماء والسياسيين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية وقيادات منظمات المجتمع المدني ومعهم كل أبناء القوات المسلحة والأمن من أجل أن ترفرف رايات السلام والتآلف والمحبة في ربوع اليمن العزيز وأن تحتشد الجهود في معركة البناء والتنمية تحت راية الجمهورية والوحدة والديمقراطية بعيداً عن الصراعات والخلافات التي لم يجنِ منها وطننا وشعبنا في الماضي غير المآسي والأحزان التي ظلت تنغص القلوب وتعيق مسيرة التقدم في الوصول إلى غاياتها المنشودة. وإن المتأمل لما سبق ذكره من رسالة فخامة الرئيس إلى كل أبناء الوطن في الداخل والخارج يدرك حجم الحرص الذي يُبديه من أجل استتباب الأمن والاستقرار في عموم ربوع وطننا الحبيب، ومن أجل ذلك هاهو يمد يديه للجميع للمشاركة في بناء الوطن والحفاظ على وحدته ومكاسبه الخالدة ومناقشة كل القضايا والملفات الشائكة تحت سقف الوحدة والجمهورية والدستور والقوانين النافذة ،وليمضي في رسالته الوطنية معلناً أمله أن يكون العام الجديد بداية للصفح وإغلاق ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة تكون سمتها الغالبة التسامح والرشد من أجل اليمن. حيث دعا المتمردون إلى الجنوح للسلم والاحتكام لصوت العقل والتخلي عن العنف وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح والعمل على وقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الالغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية وإطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين والالتزام بالدستور والنظام والقانون وعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية، وهي مطالب رئيسية كفيلة بوقف الحرب وعودة السلام والأمن إلى محافظة صعدة وعلى عناصر التمرد الانصياع لها والشروع في تنفيذها والتفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة الحكيمة والتي عبر من خلالها فخامة الرئيس أن الدولة على استعداد بأن تمد يدها للسلام مع المتمردين إذا ما التزموا بالشروط السالف ذكرها، مؤكداً أن الدولة لم ولن تكون في يوم من الأيام داعية حرب أو راغبة فيها ولم تكن في أي لحظة من اللحظات ضد أي مذهب أو جماعة أو شخص بعينه ولاتريد إلا أن يكون جميع أبناء الوطن في خير ومواطنين صالحين يمارسون حقوقهم وواجباتهم التي كفلها الدستور للجميع. وفي ذات السياق حملت رسالة فخامته دعوة مماثلة إلى تلكم العناصر التي تنكرت لخير الوحدة إلى العودة لجادة الحق والصواب وعدم الاستمرار في سلوكياتهم الرعناء ونهجهم العدواني المقيت الذي يروّج لثقافة الكراهية والعدائية بين أبناء الوطن الوحد وهي دعوة صادقة ومخلصة تستهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانتها ومكتسباتها الماثلة للعيان في كل أرجاء الوطن وقد كان فخامة الرئيس واضحاً وصريحاً عندما دعا إلى استنباط الحلول والمعالجات لكافة القضايا والمطالب أياً كان شكلها عبر الحوار الوطني الجاد والمسؤول في إطار الفهم المسئول للواقع تحت سقف الوحدة والثوابت الوطنية. كما تضمنت رسالته دعوة نابعة من القلب للعناصر المغرر بها من أبناء اليمن الحبيب ممن سقطوا في شراك العناصر الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة للتخلي عن سلوكياتهم المتطرفة والتحرر من عقائدهم الفاسدة وجعل العام الجديد محطة تحوّل في حياتهم بحيث يكون بداية لخلاصهم من الأفكار الهدامة والأعمال الإرهابية التي تخالف الدين والشريعة الإسلامية وتمثل إساءة لرسالة الإسلام التي قامت على التسامح والألفة والمحبة والاعتدال والوسطية ، مع منحهم فرصة العيش في سلام ووئام كمواطنين صالحين يسهمون في خدمة الوطن والنهوض به. كما اختتم فخامته رسالته بدعوة أحزاب المعارضة للاستجابة لدعوة الحوار الوطني والذي يكفل للجميع مناقشة وعرض كل القضايا بشفافية، المهم أن تكون تحت سقف الوحدة والدستور والجمهورية وهي دعوة كررها فخامة الرئيس لأكثر من مرة من أجل الدفع بمسيرة البناء للوطن نحو الأمام والمضي في صنع الإنجازات والتحولات التنموية والخدمية المنشودة. وبهذا النهج الوحدوي الوطني الراسخ لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي جسده في رسالته يكون قد وضع النقاط على الحروف ووضع الكرة في مرمى هذه القوى التي تعمل على تعكير صفو الأمن والاستقرار والإضرار بالوحدة الوطنية والنيل من السيادة اليمنية والمكتسبات الوطنية الخالدة والإضرار بالاقتصاد الوطني، وأمام هذا المستوى اللامتناهي من العفو والتسامح الذي أبداه ولايزال فخامة الرئيس فإن هذه القوى مطالبة بالعمل على الاستجابة لدعوات فخامته وعدم تفويت هذه الفرصة وأعتقد أن تزامن عودتهم إلى جادة الحق والصواب مع حلول العام الميلادي الجديد سيكون بإذن الله بمثابة الفال الحسن ليمننا الحبيب، هذا الوطن المعطاء الذي منحنا كل الحب ، ولا مجال هنا لأي طرف التفكير في حسابات الربح والخسارة، فالوطن في رحاب الحوار والمصالحة الوطنية هو الرابح الأكبر وستنعكس نتائج ذلك على كل أبنائه، والخسارة هنا ستكون من حظ أعداء الوطن، وعلى كافة القوى أن تدرك ذلك جيداً وتعمل على إصلاح مسارها وتغيير أنماط حياتها وطبيعة سلوكياتها والعودة إلى الصف الوطني والتمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة المباركة، ولا مجال هنا للعناد والمكابرة مادام الحوار كفيلاً بمعالجة كل القضايا والمشاكل الشائكة في الساحة المحلية. أتمنى أن تجد رسالة الرئيس علي عبدالله صالح آذاناً صاغية وقلوباً واعية وعقليات وطنية تواقة للأمن والاستقرار والتطور والنماء، وضمائر حية حريصة على اليمن واليمنيين في أوساط هذه القوى، فيجمع الله الشمل ويوحد الكلمة ويلم الشعث ويعود الجميع للالتقاء على طاولة الحوار الوطني، الحوار المنشود في التاسع من الشهر الحالي، الحوار الذي يقود إلى انفراج الأزمة السياسية، ومعالجة كافة القضايا التي يعيشها الوطن، والعودة بالأوضاع إلى ماكانت عليه قبل التأزيم، الحوار الذي يحفظ لليمن واليمنيين وحدتهم الغالية ويدفع بالجميع للاستبسال في الذود عنها وتحصينها من أي عابث وعميل يسعى للإضرار بها، الحوار الذي يمضي بالجميع من صعدة إلى المهرة على طريق بناء اليمن الجديد وضمان المستقبل الأفضل. وكل عام والوطن والقائد والشعب بألف ألف خير. Fatah 777602977@yahoo .com