أفاق سكان محافظة عدن وتحديداً مديرية الميناء الهادئة صباح السبت 19 يونيو 2010م على أزيز الرصاص ودوي القنابل وشلالات الدم في باحة ومكاتب مبنى الاستخبارات "مقر الأمن السياسي" بعد تمكن مجموعة إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة وفقاً لبيان اللجنة الأمنية العليا، والحصيلة كانت استشهاد وجرح ثلاثة عشر منهم 5 نساء هن الطاقم الإداري والسكرتيرات على النحو التالي: - ذكرى البريكي 29 عاماً. - فاطمة محمد ثابت 22 عاماً. - شروق احمد 25 عاماً. - عبير محمد احمد دغشار 22 عاماً. - فاطمة فتيني 45 عاماً. إلى جانب 2 ضباط كبار برتبة عقيد هما: العقيد عبدالله محمد الباشا 40 عاماً والعقيد قاسم محمد المخدة 55 عاماً والطفل مختار شائع 16 عاماً.. والبقية جنود وصف على النحو التالي: - علي عبدالله عاصم 42 عاماً. - محمد صالح عوض 45 عاماً. - عدنان محمد 40 عاماً. - عبدالواحد علي 55 عاماً. - عواد الرامي 25 عاماً. هذا الهجوم الإرهابي ما كان يجب له ان يكون وان تسال هذه الدماء الطاهرة لولا وجود الإهمال والتسيب اللذين كانا السبب الرئيسي لنجاحه، حيث تشير معلومات مؤكدة ان مساء الجمعة الساعة 11 ليلاً جاءت اخبارية بإلقاء الطابور الصباحي ليوم السبت 19 يونيو 2010م، وعُمم على الوحدات التابعة للأمن السياسي في عدن غير أنه وعلى ضوء هذه الاخبارية كانت حالة الاستعداد مساء الجمعة وصباح السبت أقرب إلى درجة الصفر، ففي صباح السبت "الدامي" كانت القيادة تغط في نوم عميق لم تصح إلا بعد التاسعة صباحاً ولم تعلم عن الحادث إلا عبر الفضائيات. وعلى ذمة شهود عيان فقد كانوا ثلاثة جنود فقط عند البوابة بالميري مسربلين الأسلحة، ووضع كهذا وفي مبنى الاستخبارات سهَّل مهمة العصابة الإرهابية التي اقتحمت مبنى الأمن السياسي وقتلت ونهبت وثائق وأحرقت جزءاً مهماً من المبنى وعادت أدراجها بسلام.. أفراد النجدة والأمن المركزي وعددهم 23 ضابطاً وجندياً كانوا حينها متواجدين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يفصله سور عن مبنى الأمن السياسي لم يتحرك أحد منهم لنجدة رفاقه.. سيارة إطفاء الحريق هي الأخرى آخر من يعلم، حتى بيان اللجنة الأمنية العليا لم يشر إلى نهب المبنى والحريق الذي التهم جزءاً مهماً منه، وعُممت الصورة على معظم الفضائيات واكتفى البيان بالإشارة إلى الهجوم على أحد المكاتب التابعة للأمن السياسي بعدن واستشهاد الجنود والنساء والطفل بدون تفاصيل. المعروف أن الأمن السياسي بعدن منذ فترة وهو يعيش حالة من الفلتان والتسيب والاختراق، حيث تمكن في عام 2002م عشرة موقوفين من تنظيم القاعدة على ذمة المدمرة "كول" من الهرب وأحيل مديره المسؤول للتقاعد، ويبدو ان الأمور لم تتغير حيث لا تزال حالة الفلتان حتى وقع الفأس في الرأس، وأمام هذه الواقعة الخطيرة يجب إعادة النظر فيما يتعلق بأوضاع الأمن السياسي لأنه أمن الجميع والمبادرة بتصحيح أوضاعه على وجه السرعة، ولا بد من التغيير والتجديد في قيادته وتدوير المناصب. ونجدها مناسبة أن نشيد ونذكر بكل فخر واعتزاز الأمن العام في عدن وقيادته المجربة ممثلة بالعقيد عبدالله قيران ونوابه ومساعديه والضباط والصف المنتسبين لهذا السلك العسكري الأمني، والذين نجدهم في الفعاليات والمنتديات قريبين من الناس ومتابعة كل شاردة وواردة وتطبيق القانون بحذافيره واحترام المواطن وصون حقوقه في عدن، فبعد الساعة السادسة مساءً لا يجرؤ عسكري أن يطرق باب مواطن ويطلبه للقسم أو يسلمه طلب استدعاء ولا يتم حجز المواطنين كرهائن بدلاً من ذويهم، والحجز لا يتم إلا بدليل مادي أو أمر النيابة. وتحية للدوريات الراجلة والراكبة من أفراد الشرطة، التي كان لها الشرف في إحباط أكثر من جريمة وهجوم ارهابي، الأمن العام في عدن ومتابعة من قيادته التي أبت أن تغرب شمس يوم السبت الدامي إلا ووضعت يدها على أول الخيوط المؤدية إلى القبض على زعيم العصابة التي اقتفت أثره إلى وكره، وتعقبت السيارة التي استخدمت في الهجوم وهي كرسيدا موديل 90 بيج برقم (5106/3) ملاكي.