رمضان شهر الصوم.. هذه العبادة التي هي الركن الرابع من أركان الإسلام، بها تسمو الروح ويتعلم الإنسان الكثير من القيم والفضائل، كالصبر والصدق والإخلاص في العمل.. ويتعلم كيف يروض النفس ويتغلب على الأهواء والشهوات، ويتولد من جوع العبد وعطشه شعور بمعاناة وأوجاع الفقراء والمعدمين. وهو كذلك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. أجارنا الله وإياكم من النار ومن كل ما يقرب إليها من قول أو عمل. أيضاً رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن.. وفيه ليلة القدر التي جاء ذكرها في محكم التنزيل بأنها خير من ألف شهر. وفي رمضان بالذات يكون التعامل مع الله جل في علاه.. قال تعالى (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) ولهذا يقبل المسلمون على الله بقلوب مؤمنة ملؤها الحب، مسارعين إلى الخير، مكثرين في التقرب إلى خالقهم بالأعمال الصالحة. فتجد أجواء المجتمعات الإسلامية في رمضان مختلفة عنها في بقية أشهر العام، مفعمة بالكثير من القيم الإنسانية النبيلة، فإلى جانب عظمة وروحانية هذا الشهر الفضيل، تجد الناس يحسنون التعامل فيما بينهم، فتتصالح النفوس وتتصافى القلوب وتطهر من الأحقاد والضغائن، ويشيع التعاون والتكافل والتراحم بين الناس، والترفع عن كل الصغائر. فنسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا.. وألا يحرمنا أجر وفضل هذا الشهر الكريم.. إنه بدعائنا جدير وبالإجابة قدير.. آمين اللهم آمين.