أكتب كعاتي في صحيفة الجمهور "رأي" لأعبر عن رأيي حول المناسبات الوطنية في يمننا الحبيب، ولكن هذه المرة ليس عن رأيي فحسب بل عن رأي كافة النساء من أخوات وأمهات وبنات وزميلات وصديقات، إذ أدلت نسوة لسن قليلات بآرائهن حول ما يدور في اليمن، وخوفهن من فتن لها عدة مسميات وتؤججها قوى خارجية للنيل من وحدة اليمن بلد الأمان والإيمان حتى أصبح ما يحدث فيه اليوم أشبه بتلك الفتن التي قادت الصومال والعراق إلى ما هي عليه اليوم.. لهذا نحن النساء نطلق أصواتنا من هول ما نتوقعه ان استمرت هذه الاختلافات وصولاً إلى المهاترات التي - لا سمح الله - ستقودنا إلى أكثر من حرب. لا نحب أن نرى طفلاً من أية منطقة في يمننا الحبيب يبحث عن قطرة ماء أو سنبلة قمح ليقتات منها أو كسرة خبز ناشفة يابسة في يديه يصعب عليه مضغها وسط الخوف، أو لعب أو ملابس اشتريت له في العيد يبحث عنها في حطام منزل منهار.. كما لا نحب أن نرى طفلاً حافي القدمين يبحث عن حنان أبيه أو أمه أو إخوانه.. ولا نحب ان نرى أماً ثكلى تبكي إخوانها وأبناءها، أو زوجة تبحث عن زوجها في زوايا البيوت أو شوارعها. ربما الرجال لا يعون حقيقة مشاعرنا عن فقدان أحد رجالاتنا أو أبنائنا.. هل يرضيكم أن تتمزق أكبادنا بسبب أفعالكم المتعمدة؟!!. نحن النساء نؤمن ربما أكثر من الرجال أن الفتنة أشد من القتل، فهي سبب الحروب وكل البلاء، والحروب مثل النار تقضي على الأخضر واليابس، فهل يرضيكم أن أمهاتكم أو بناتكم يصبحن تائهات من جراء فتنكم؟!!. الحروب تسبب الدمار والخراب والضياع والخوف والجوع والعطش والانهيار في كل شيء، وخاصة الإنسان الذي إذا ذهب فلن يعوض أما الأشياء الأخرى فهي تعوض.. لماذا لا نعتصم على فعل الخير وقول الطيب؟!!.. لماذا لا نتصالح ونتسامح ونصفي قلوبنا ونضع اليمن فيها؟!!.. فاليمن بلد الطيبة وأهلها طيبون. نوجه هذا الكلام إلى كل إخواننا في اليمن ونقول لهم: ازرعوا السنابل لنقوم بطهيها ونقدمها خبزا لكم ولنا ولأطفالنا.. ازرعوا الابتسامة على شفايف أطفالنا.. ساعدونا لنكون لكم مدارس خيرة تعدون فيها أجيالاً صالحة مفعمة بالعلم والمعرفة.. ساعدونا لنضع من الرجال أطفالاً ومن الأطفال سنصنع الرجال.. نحن مستعدات إرضاءكم.. أن نمشي حافيات الأقدام إن كان ذلك سيرضيكم.. أن نرمي ظفائرنا أمامكم أيها الرجال القاسون.. كل ذلك من أجل ألا تتركوا لأحد من الخارج يتدخل بيننا ويزرع الفتن في وطننا ثم يستحوذ على خيراتنا ونصبح في ضياع. نناشد كل أهلنا في اليمن أن يوقفوا الفتن في شبوة ولحج وأبين والضالع وصعدة وصنعاء وغيرها من يمننا الحبيب.. يجب أن ننعم بالهدوء والاستقرار بعد أن عانينا سنوات من التشطير والجهل والفقر والمرض. يجب أن نعلم أجيالنا ومن ضمنهم أجيال 1990م التعاون.. يجب أن نغرس فيهم حب الوطن ونعرفهم بتاريخنا ونعلمهم مثلما كان آباؤنا وأجدادنا يعلموننا.. يجب ألا نخلق فيهم البغضاء والحقد والكراهية والثأر فيما بينهم البين، لأن هذا لن يرضينا كأمهات، نحن نريد ان نرى أبناءنا يعيشون في سلام وألا يرثوا عنا هذه الثروة الدامية. نحن النساء ننادي كل اخواننا الرجال ان يروا في ثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر المدماك القوي والصلب الذي رست عليه الدولة الحديثة التي نهضت بالوطن وأبنائه اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأنجزت الحلم الذي ظل يراودنا جميعاً لعقود في 22 مايو 90، عندما تحققت الوحدة اليمنية.. يجب علينا شعب وجيل المستقبل ان نحافظ على هذا المنجز العظيم، لأن هذا المنجز تحقق في عهده النهوض بالوطن في مجالات البناء والتنمية وإرساء دعائم الحرية والأمن والاستقرار بجهود المخلصين الشرفاء من أبناء هذا الوطن المعطاء. ويجب علينا جميعاً أن نجدد عهد الوفاء لمن قدم روحه فداء للوطن وحفاظاً على وحدته وهذا هو مطلب الشهداء جميعاً.. وليس من السهل أن تمر على قلوبنا هذه الأعياد الوطنية "سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر" بعد ردح من الزمن دون ان نظهر أدنى ابتهاج وفرح. ويجب علينا سلطة ومعارضة، أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وأفراداً أن نتجاوز كل التحديات المحدقة بالوطن سواء من الداخل أو من الخارج، وأن نعمل للصالح العام وأن نحتكم للقانون بعيدا عن التفرقة، لأننا عند الله سبحانه وتعالى سواء كأسنان المشط لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى!.. هل فهمتم يا أبناء اليمن وإلا اتركوا الدور لنا نحن النساء لنضع اللمسات ونداوي الجروح ونغرس الحب والسلام والسؤدد والوئام.. خذوا بأيدينا.. شجعونا ولا تنسوا دور الأمهات فهن قادمات.