مقاطعة أصحاب الروايات لمعرض صنعاء الدولي للكتاب: بين الموقف التضامني والحس التسويقي وزير الثقافة: لم نمنع رواية الغربي وليس فيها ما يستحق التحفظ بيان الروائيين: المعرض يحوي كتباً ذات توجه تكفيري متطرف السقاف: المعرض ناجح والأواني الفارغة هي الأكثر ضجيجاً العواضي: ولَّى زمن محاكم التفتيش على الكتب والفكر والمطبوعات أثارت رواية "مصحف أحمر" للأديب محمد الغربي عمران ضجة في الوسط الثقافي اليمني، حين اتهم صاحبها الهيئة العامة للكتاب بمنع مشاركة الرواية في معرض صنعاء الدولي السابع والعشرين للكتاب المنعقد حالياً في صنعاء خلال الفترة (25 سبتمبر – 5 أكتوبر). ونتيجة لذلك أعلن عدد من الأدباء والكتاب الاثنين الماضي مقاطعتهم لمعرض الكتاب تضامناً مع زميلهم الغربي عمران، كما كانت مقاطعتهم هذه لأسباب أخرى منها عرض الكتب ذات التوجه التكفيري والتي تدعو إلى التطرف والإرهاب "بحسب بيان صادر عنهم".. غير ان مسؤولين في وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب نفوا اتهامات الغربي عمران والمتضامنين معه.. وأكدوا وجود رواية "مصحف أحمر" في معرض صنعاء للكتاب. واستغرب الدكتور فارس السقاف – رئيس الهيئة العامة للكتاب الجهة المنظمة للمعرض- ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول منع رواية "مصحف أحمر" ومقاطعة دور نشر عربية ومحلية لمعرض الكتاب.. قائلاً في تصريح ل"الجمهور" مساء الاربعاء: "إن هذا الموضوع وراءه شخص يريد ان يحدث ضجة". ووصف فارس السقاف تلك الاتهامات ب "الادعاءات الكاذبة".. مستدلاً على ذلك بأن وزارة الثقافة ليست جهة اختصاص لمنع أو منح أي كتاب المشاركة، والذي يحدد المشاركة من عدمها هو الناشر نفسه. وقال السقاف: "الشخص الذي أدلى بأن المعرض رفض عرض كتابه لم يكن حصيفاً وإلا لزار المعرض وسيجد كتابه معروضاً". وحول ان كان هناك حظر على كتب أو دور نشر من المشاركة في معرض الكتاب قال رئيس الهيئة العامة للكتاب: "ليس هناك أي حظر إذ لو حصل أي حظر على دار نشر أو كتاب خارجي لأصدر اتحاد الناشرين العرب أو اتحاد الناشرين في ذلك البلد احتجاجاً على المعرض المعني، كما حصل في الكويت قبل أيام عندما اعترض اتحاد الناشرين المصريين على معرض الكتاب في الكويت". واستغرب فارس السقاف من ادعاء بعض الأدباء كثافة عرض الكتب التكفيرية في معرض صنعاء قائلاً: "هؤلاء يقولون امنعوا كتب التطرف والارهاب.. لماذا هذا التعويم تطرف وإرهاب؟!!.. لماذا لا يحددون اسم الكتاب بعينه؟!!.. هؤلاء الاشخاص ضد الحريات ويقصدون بكتب التطرف والارهاب الكتب الدينية". مختتماً تصريحه لصحيفة "الجمهور" بقوله: "هؤلاء باختصار شديد هم من الذين لا يروق لهم النجاح، والدليل على ذلك - وبشهادة الناس - ان معرض الكتاب منتظم سنوياً ويشهد اقبالاً كبيراً، وهذا النجاح هو الذي أزعج الموتورين.. وحسبي القول: ان الأواني الفارغة هي الأكثر ضجيجاً". من جهتها أكدت الأديبة هدى ابلان – أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- ان الاتحاد لم يصدر أي بيان يدين المعرض، وان ما حدث هو بيان صدر عن بعض الأدباء كأفراد. وقالت ابلان في تصريح ل "الجمهور": "نحن كمؤسسة ليست لنا وجهة نظر حول المعرض، وانما أدباؤنا كأفراد هم الذين ذهبوا.. واعتقد أن هذا من حقهم في التعبير عن وجهة نظرهم حول المعرض، لأنه يعتبر من أهم الفعاليات الثقافية واي اعوجاج أو مظاهر خلل في المعرض فإن من حقهم ان يشيروا اليه". الضجة التي أثارها الأديب محمد الغربي عمران حول روايته "مصحف أحمر" اعتبرها أدباء وصحفيون واعلاميون دعاية ذكية، هدف المؤلف من ورائها لاشهار روايته والترويج لها بطريقة أو بأخرى.. وهو أيضاً ما اعتبرته الأديبة هدى ابلان قائلة: قد ربما هو السبب الحقيقي وراء الضجة التي أثارها الأديب محمد الغربي عمران. وأكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ان من حق رجال الدين والكتب الدينية ان تنشر مثلها مثل غيرها، ولكن ليس الكتب الرثة سواء الدينية أو الابداعية قائلة: "نحن مع نشر الكتاب الرصين الذي يعبر ويعالج أوضاعنا السياسية والثقافية". إلى ذلك نفى الدكتور ابو بكر المفلحي – وزير الثقافة- منع مشاركة رواية "مصحف أحمر" من معرض صنعاء الدولي للكتاب، وقال المفلحي: "إن الرواية خلت تماماً من أي شيء يخالف السياسة العامة للمجتمع اليمني، ولا يوجد عليها أي تحفظ من قبل الوزارة أو الهيئة المنظمة للمعرض".. مشيراً إلى انه تم الاتصال بمؤلف الرواية واخباره ان الرواية تأخرت في المطار وعليه التوجه لاحضار الكمية الموجودة، ولكنه لم يستجب وبناء عليه تأخرت الرواية عن المشاركة في المعرض. النفي ايضاً جاء من الاستاذ احمد ضيف الله العواضي – وكيل الهيئة العامة للكتاب ونائب رئيس اللجنة الاشرافية للمعرض- الذي أكد وجود الرواية في المعرض.. مبدياً استغرابه "من بعض الزملاء الأدباء الذين يدعون إلى منع بعض الكتب الدينية في المعرض".. منوها إلى أنه قد فات وولى زمن محاكم التفتيش على الفكر والكتب والمطبوعات. وكان عدد من الأدباء والكتاب اليمنيين قد قرروا مقاطعة معرض صنعاء للكتاب الذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب حالياً؛ بسبب منع عدد من الأعمال الروائية المحلية والعربية من دخول المعرض مقابل كثافة كتب معروضة تدعو إلى التطرف والإرهاب، حسب بيان صادر عنهم. وقال البيان إن ذلك المنع أدى إلى مقاطعة دور نشر عربية ومحلية للمعرض جراء عدم السماح لأعمال روائية وإبداعية يمنية وعربية بدخولها وعرضها في معرض صنعاء للكتاب.. ومنها رواية "مصحف أحمر" للكاتب اليمني محمد الغربي عمران. وكان معرض صنعاء الدولي ال27 للكتاب قد فتح أبوابه السبت الماضي بمشاركة المئات من دور النشر المحلية والعربية والعالمية التي تعرض آلاف العناوين والمؤلفات.