أعلنت اليمن منذ وقت مبكر عن خطر الإرهاب والتطرف ، على رأسه " تنظيم القاعدة " الإرهابي الذي لا يعرف حدود ولا دين أو عقيدة، بل يستهدف الجميع في كل بقاع المعمورة طالما وجد هدفه " الآني " هنا أو هناك . وحقيقة وجدت اليمن تفهماً وتعاوناً من العديد من الدول خاصة تلك المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف ومحاربة " تنظيم القاعدة " على رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية عالمياً والمملكة العربية السعودية إقليمياً، كونهم – مثل اليمن – من أكثر الدول التي عانت من هذا التنظيم الإرهابي المتطرف ومن مخاطره وشروره .. ووصلوا بالتالي إلى العديد من الرؤى اليمنية المتعمقة وفي مقدمتها ضرورة التضامن الدولي والإقليمي لمكافحة الإرهاب والتطرف ومحاربة " تنظيم القاعدة " وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلاً بتعاون الجميع من الأسرة الدولية كبيرها وصغيرها ، خاصة تلك المعنية بهذا الملف الشائك الخطير . ومن هنا كان من الطبيعي أن تجد اليمن أيادٍ متعاونة معها في ملف الإرهاب ومحاربة " تنظيم القاعدة " بالضبط كما يحدث بين الدول الكبرى فيما بينها ، على اعتبار أن هذه المهمة لا تقتصر على دولة بعينها دون الأخرى. هذا النهج الدولي الثابت بمعطياته تلك يسقط في أيدي الكثيرين في مختلف دول العالم وفي منطقتنا وفي بلادنا اليمن أمام من لا يدركون تلك الحقائق على طبيعتها دون مواربة أو تزييف، الذين مازلوا يشككون في وجود تنظيم القاعدة في بلادنا أو يهونون من مخاطره الكبيرة . التعاون اليمني مع الجانب الأمريكي – مثلاً- لا تخفيه بلادنا ، بل تعلنه بكل شفافية بينما البعض من أبناء هذا الوطن ومن خارجه يعتبرون ذلك حالة نقص وتكالب وارتماء. وبذات القدر لم يخل التعاون اليمني مع الجانب السعودي في مواجهة تنظيم القاعدة " من انتقادات غير ملمة أو أمينة، لكن بالأمس القريب على سبيل المثال- استطاعت السلطات اليمنية تأمين عودة أحد كبار الإرهابيين المطلوب في قائمة ال85، جابر جبران الفيفي، إلى المملكة العربية السعودية ليضيف دليلاً جديداً على مدى التعاون والتنسيق الأمني الوثيق بين صنعاء والرياض ، والذي قابله بالضرورة في الماضي نفس المهمة من الجانب السعودي الذي سلم اليمن عدداً من المطلوبين أو المشتبهين بالإرهاب والتطرف ، وفي مقدمتهم منتسبو " تنظيم القاعدة ". من المؤسف أن تخرج علينا جماعات أو أفراد هنا أو هناك لتشكك أولاً في قدرة اليمن على مواجهة الإرهاب والتطرف ومحاربة " تنظيم القاعدة " ، ثم محاولة التقليل من التعاون اليمني مع الأسرة الدولية من كبار الدول أو الإقليمية من دول محيطها وخاصة أشقائها العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي لعبت نفس الدور مع اليمن وقدمت لها العديد من المطلوبين المجرمين وخاصة الإرهابيين ومن تنظيم القاعدة تحديداً، وهو ما إنعكس إيجابياً على هذا الملف بما يحمل من أعباء تقع على عاتق البلدين الشقيقين دون سواهما في المنطقة. إن اليمن أخذت على عاتقها- ومنذ زمن طويل- أن تتصدى لهذا الخطر الإرهابي المتطرف ، بحرب تعتبر مقدسة للقضاء على " تنظيم القاعدة " ، وقد دفعت الثمن الكبير والباهظ دون أن ينال ذلك من إرادتها وعزيمتها ، بل على العكس استطاعت اليمن ورغم محدودية إمكانياتها أن تسدد الضربات المميتة والقاتلة لهذا التنظيم الإرهابي المتطرف وبشهادة الأسرة الدولية، خاصة من قبل أشقائها وأصدقائها الذين يشاطرونها هذا الملف ويشتركون معها في محاربة " القاعدة " ، خاصة وأنهم يعرفون مدى خطورته بعد أن عانوا منه مثل اليمن تماماً من ويلاته وشروره القذرة . وحري بنا أن نسجل هنا رسالة واضحة إلى أولئك الذين يستحون حتى عن الحديث عن " القاعدة " في الداخل أو الخارج ، أو من يهوّنون وجودها في اليمن ، ونقول لهم ومعهم المغيّبون أن هذا الإرهاب المنظم والمتمثل في " تنظيم القاعدة " نالت شروره ووصلت حتى إلى أمريكا الدولة الأعظم في العالم وغيرها من الدول الأخرى كبيرها وصغيرها ، وأن هناك في أمريكا وأوروبا وكل دول العالم يتضامنون بيد واحدة لمواجهة هذا الخطر الإرهابي الذي لا يعرف دين ولا خلق ولا حدود ولا يفرق بين مسلم أو مسيحي أو أسود أو أبيض صغير أو كبير ، لذلك يستوجب من الجميع ودون استثناء الوقوف في مواجهة ومحاربته بكل إرادة وقوة حتى استئصاله نهائياً. وأياً كان الأمر وفي جميع الأحوال فإن اليمن شعباً وقيادة يدركون حقيقة وخطورة " تنظيم القاعدة "وأن الحرب المقدسة عليه لن تتوقف ولن تتأثر أو تلتفت إلى أبواق المأزومين المتاجرين بدماء أبناء الوطن ومقدراته العليا في الداخل أو الخارج ، حتى القضاء نهائياً على هذه الآفة واستئصالها من جذورها ، بالتعاون والتآزر من كل أبناء الوطن الأوفياء المخلصين ، وكذا مع كل شركائنا من الأسرة الدولية ، الذين يقفون معنا في خندق واحد ، ويعرفون تماماً – كما نعرف – مخاطر وشرور " تنظيم القاعدة " الذي يستهدف ويهدد الجميع ودون استثناء في أي مكان من العالم ، ومنه بالطبع بلادنا اليمن.