كان يمكن للحراك عندما كان سلمياً ويتحرك لتحقيق مطالب مشروعة ورفع مظالم ان يؤتي ثماره, وقد حقق الكثير من ذلك . فالحراك - أي حراك - وهو يعبر عن مطالبه بصورة ديمقراطية وسلمية وعبر الشارع ووسائل الإعلام ، وعبر كل وسائل التعبير ، إنما هو دليل حيوية ويسهم في تحقيق الإصلاحات، وتصحيح أي اختلالات في إدارة الدولة والاقتصاد. وعندما كان الحراك في بعض المدن في المحافظات الجنوبية والشرقية والشمالية يمضي على هذا النحو، استقطب تعاطف الرأي العام. لكنه سرعان ما جرى تعويمه باتجاه غير سلمي وغير ديمقراطي، وجاء ذلك من قبل محركيه في الخارج والداخل وهو ما اتضح أخيراً.. أخذ تسمية جهوية بدت بريئة في البداية أو هكذا خيل للكثيرين، لكنه انتهى إلى سلوك غير وطني وجهوي وعنف، مهدد للسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية. إنه حراك جنوني إذن.. تفضحه ممارساته في الشارع وفي وسائل دعايته التي تحرض على طرد أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية والشرقية. القتل والغدر هو سلوك الحراك الجنوني، ضحاياه البسطاء من المواطنين سواءَ كانوا عمالاً أو أصحاب بسطات أو تجاراً صغاراً لا ذنب لهم سوى أنهم "شماليون". الحراك الجنوني أختار مصيره المحتوم ، وهو مصير كل مجرم وإرهابي.. شعبنا اليمني في الجنوب والشمال والغرب والشرق هو شعب واحد موحد، ولن تنال منه هذه الممارسات الشاذة من قلة مارقة اختارت أن تدلس على البعض الذين ينقادون وراء دجلها وأوهامها.. إنهم إلى زوال لأنهم ضد تيار التاريخ..