لا أخفي إعجابي بكتابات الأستاذ نجيب قحطان الشعبي نجل المناضل الكبير قحطان الشعبي أول رئيس للشطر الجنوبي بعد الاستقلال، حيث يمتلك نجيب قلماً رشيقاً وشيقاً وتشدني كتاباته التي ينشرها بين حين وآخر في بعض الصحف الحزبية والأهلية والتي يستعرض فيها الوقائع والمواقف وحيث يمزج خواطره مع رؤاه ومواقفه الشخصية المتسمة- خاصة في الآونة الأخيرة- بالتقلب والتلون و بين حديث الذكريات والسرد القصصي القريب من حكايات قبل النوم التي تعودنا على سماعها من جداتنا العجائز عندما كنا أطفالاً في قرانا.. ولكنني قطعاً اختلف كثيراً مع تلك الرؤى العجيبة التي يقدمها نجيب بخفة واضحة وعن سبق إصرار وتعمد لاعتساف الحقائق أو تشويه التاريخ او محاولة النيل من الوطن وثورته ووحدته من منطلق موقف شخصي انتقامي أو ردود أفعال متشنجة وغير متعقلة في محاولة مكشوفة للتذكير بالنفس أو للقول بأنه بإمكانه ان يركب الموجة التي ركبها ولجأ لها غيره من اولئك البعض لنيل بعض (المغانم) الانتهازية غير المشروعة متخذين من شعار ما يسمونه الدفاع عن حقوق أبناء المحافظات الجنوبية ستاراً لذر الرماد في العيون وذرف دموع التماسيح عليهم وهو ما يفرض علينا من باب النصيحة ان نقول لهؤلاء ومنهم نجيب.. لا.. ويكفي ! ذلك ان أبناء المحافظات الجنوبية يعرفون حقيقة هؤلاء وتاريخهم وانتهازيتهم وماذا يريدون بالضبط؟ وكم كنا نتمنى ان لا ينساق نجيب مع هؤلاء او تغريه أفعالهم المشينة والتي حتماً ستلحق بهم العار ولن يبقى في النهاية الاّ الصحيح من الأمور..والتاريخ لا يرحم ولا يمكن ان تكتب سطوره ووقائعه من زوايا المصالح الأنانية والمطامع الدنيوية الفانية او استقراء صفحاته بعيون مغمضة وبصيرة عمياء.. وفي هذا السياق فان حديث نجيب عن واحدية الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) المشحون بالانفعال والتسرع قد جانبه الصواب وهو بأي حال لا يمكن ان ينال من تلك الحقائق التاريخية اليقينية الساطعة والراسخة في وجدان وعقول وضمائر كل مناضلي الثورة اليمنية وأجيالها المتعاقبة حول واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر وال14 من اكتوبر نضالاً وأهدافا ومعاركاً وخنادقاً ومصيراً واحداً أو يغير منها شيئاً مهما كانت ثرثرة المثرثرين وهرطقات الواهمين والطامحين للحصول على فائدة حتى ولو كانت سحتاً او فتاتاً.. ونسأل الله لنجيب الهداية والرشد والعودة إلى جادة الحق والصواب وليعود إلى سابق عهده و كما عرفناه ويفرضه عليه تاريخ والده ونضاله الوطني، فالأوطان لا يمكن ان تكون مجالاً للبيع والشراء او المساومة بها في أسواق النخاسة السياسية والشطط اللفظي النشاز لان ما ينفع الناس هو الذي يمكث في الأرض!.