بعد ثلاثة أيام من احتجازه.. مقتل مواطن بظروف غامضة داخل سجن للانتقالي في لحج    أبين.. تشكيلات تابعة للانتقالي تمنع مرور مقطورات الغاز إلى عدن بعد رفض السائقين دفع جباية مالية    النصر يستهدف نجم ليفربول بعرض خرافي    أمجد خالد.. "مهندس التفجيرات" من معاقل الإخوان إلى أحضان الحوثي    المخدرات.. عدو الحياة    سريع: نفذنا عملية عسكرية في منطقة بئر السبع    من يومياتي في أمريكا .. مع عمدة مدينة نيويورك    احتجاجًا على بدء العام الدراسي في قلب الصيف: نمتُ 18 ساعة!    تصفية دكتور داخل سجن أمني في لحج    عدد الخطوات اليومية اللازمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؟    إنتر ميامي ضد باريس سان جيرمان ..الموعد والقناة المجانية الناقلة    اعتراف صهيوني بأضرار للضربات الإيرانية لم يكشف عنها    استكمال التحقيقات مع قاتل الفتاة في الفليحي    المكسيك تنهي المغامرة السعودية في الكأس الذهبية    خصائص علاجية مذهلة للعسل    حمئ الجبايات في الجنوب..600 ألف على كل قاطرة الغاز    في مباراة ال 4 ساعات.. تشيلسي يتأهل برباعية بنفيكا    ب 65 مليونا.. تشيلسي يحسم صفقة جيتنز    15 أكتوبر.. انطلاق موسم رابطة الهواة بالسعودية    منظمة أمريكية: استهداف إسرائيل حولت قوات صنعاء إلى رموز للمقاومة في العالم العربي والغربي    قواعد عسكرية أمريكية جديدة في السعودية وتحويل البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية    توجيهات ابوزرعة لإطلاق سراح الكازمي غير قانونية    أمر دبر بليل.. تغيير مصلح الذرحاني كارثة قادمة للانتقالي.    قرار أحمق وسط هجير يونيو    تقدم مفاوضات وقف النار في غزة وسط تفاؤل أمريكي وتصعيد اسرائيلي في الضفة الغربية    تقرير أممي: نسبة الفقر متعددة الابعاد في اليمن مرتفعة وشدته ثابتة منذ عقد من الزمن    مساعي اعادة فتح طريق رئيسي وسط اليمن تصل إلى طريق مسدود    طقس حار وأمطار متوقعة على المرتفعات وتحذيرات من اضطراب البحر حول سقطرى    - اليمنية عزيزة المسوري تتحرر من اللباس الإسلامي في لبنان بهدوء، بينما هديل تواجه العاصفة في اليمن!     السامعي يدعو الاطراف اليمنية للافراج الفوري عن جميع الاسرى ويؤكد أن السلام هو الانتصار الحقيقي    فؤاد الحميري السيل الهادر والشاعر الثائر    انتصروا على الاوضاع والظروف القاهرة    قاضي يطالب النيابة العامة بتحريك الدعوى الجزائية ضد الجهات المعنية ومزارعي الخضروات المروية بالمجاري في صنعاء    قيادة السلطة القضائية تتفقد سير العمل بعدد من المحاكم في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء    فوضى أئمة المساجد والمعاهد الدينية تؤسس لإقتتال جنوبي - جنوبي    اجتماع برئاسة وزير الزراعة يناقش دور الجمعيات في تنفيذ خطط سلاسل القيمة    الجنوب العربي: يصرخ من الاقنعة الزائفة التي شوهت وجهة    البنك الدولي يحذر من تدهور أوضاع 39 دولة هشة مع تنامي الصراعات    الرئيس يعزي بوفاة الشاعر فؤاد الحميري ويشيد بمسيرته الحافلة بالعطاء    هل يجب على مرضى السكري تناول البيض؟ وما الكمية المسموح بها؟    مات فؤاد    يا فؤادنا الذي تركنا نبكي الغياب    خطأ شائع في طهي المعكرونة قد يرفع سكر الدم بسرعة    عام على الرحيل... وعبق السيرة لا يزول في ذكرى عميد الادارة الشيخ طالب محمد مهدي السليماني    - دكتور جامعي:صنعاء بدأت الدراسة بالهجري ويطالب بتعديل مسمى الإجازة الصيفي إلى شتوي    دراسة حديثة.. الصوم قبل العمليات عديم الفائدة    "وثيقة".. عدن .. وزارة الداخلية تضع شرطا جديدا للحصول على جواز السفر    لامين يامال سيخلف فاتي بإرتداء القميص رقم 10    أتلتيكو مدريد يسعى لضم انجيلينو    من يومياتي في أمريكا .. أطرش في زفة    ليس للمجرم حرمة ولو تعلق بأستار الكعبة    خبير أثار يكشف عرض 4 قطع أثرية يمنية للبيع بمزاد عالمي    روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    التكتل الوطني يحذر من تفاقم الأوضاع ويدعو الرئاسة والحكومة لتحمل مسؤولياتهما    عن الهجرة العظيمة ومعانيها    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو دائمة الحزب الحاكم المفكر أحمد الصوفي ل "الجمهور": على رموز دعاة التغيير أن يبدأوا بإحراق انفسهم أولاً حتى يصدقهم الشارع
نشر في الجمهور يوم 24 - 01 - 2011


إذا لم تأت الانتخابات سيجرفنا طوفان الفوضى
المؤتمر تراجع عن الديمقراطية وخالف المبدأ وقدم سنة سيئة
ما سيأتي من سطور عبارة عن جزء من حوار، حالت ظروف المفكر أحمد بن عبدالله الصوفي، دون اكتماله، نظراً لانشغال ضيفنا “المثقف والسياسي ومؤسس منظمات المجتمع المدني في اليمن” بفعالية تعارفية مع وفد منظمة الأمم المتحدة في مقر (بيت التراث الصنعاني)..
المفكر الصوفي – عضو اللجنة الدائمة للحزب الحاكم- أمين عام معهد تنمية الديمقراطية، أجاب بملء الفم على ما طرح، وطلب تأجيل البقية لحلقة قادمة.. هذه التفاصيل..
* في البداية نريد أن نعرف من هو الأستاذ احمد عبدالله الصوفي.. هل نتعامل مع أحمد الصوفي الباحث والمفكر اليساري المتشدد في يساريته أم احمد الصوفي الباحث عن تسوية وضع؟
** أنا اعتقد أن هذا شأنك.. هذه مشكلتك أنت تتعامل مع من.. أنت يجب ان تتعامل مع آراء وأفكار محددة في لحظة زمنية محددة ضمن معطيات تاريخية محددة.. الإنسان بعد أن ينقطع عن الرضاعة يصبح له اسم آخر وبعد أن يكون فتياً يكون له اسم آخر، وعندما ينضج ويصبح في عمري يصبح أحمد الصوفي فقط لا غير.. بدون رتوش لا من اليسار ولا بحث عن موقع في هذا المحيط السياسي الذي ليس فيه ما أحتاجه أصلاً.. لا لدى المعارضة ولا لدى السلطة.. يعني كلاهما بات مفلساً.. لذا السلطة باتت خاوية، وحرارة المعارضة باتت باردة، وبالتالي أنا أبحث الآن عن التمسك بشيء واحد اسمه منجز 22 مايو، كيف نجعله أملاً لكل الناس.. هذا المكسب الذي علينا أن نبني عليه.. احمد الصوفي برغي.. أداة.. وظرة.. حجرة.. ما شئت لكل من يبنون 22 مايو على أصول صحيحة.
* أعود وأسال من جديد.. الأستاذ احمد الصوفي طرق باب التأليف وأصدر عدداً من الكتب والمؤلفات في الفكر السياسي واليساري طبع منها العديد.. هل للقارئ أن يعرف ولو نبذة عنها؟
** أنا مؤلف ولدي عدد من الإصدارات وأيضا هناك عدد آخر لم تصدر بعد.. وكانت تلك التي قد صدرت بسبب حيوية الحياة السياسية ك “العنف السياسي في المجتمع اليمني”، والكتاب الثاني “عقل السلطة” والكتاب الثالث “المسألة اليمنية”، والكتاب الرابع “التحول الديمقراطي”، والكتاب الخامس “صائد الفرائس”.. الأمر الأكيد أن هذه الكتب جاءت بدوافع سياسية وأيضا بسبب احتياجات السوق.. السوق السياسية.. أي أن الناس كانوا ينتظرون الآراء التي أقولها ليستهلكوها.. لكن أنا لدي كتب دينية مثل: (حروب محمد).. (إبراهيم هل هو زاراديشت؟).. لدي كتب تتعلق بعمق الفكر الإنساني، ولم أصدرها بعد.. حتى الآن لدي عمل فكري في غاية الأهمية.. ك(براءة إبليس).. يعني هذه الأمور كلها قد أنجزت وهي معدة للنشر، ولكن لأنها فكر والفكر يعتبر ترفاً في بلد متخلف والناس لا يريدون أن يفكروا.. يريدون أن يحصلوا على مشاريع جاهزة لكي يكونوا آلة في ماكنة الحياة السياسية.. أنا أعطيهم ما يحتاجونه لكن ما أحتاجه لم أنشره بعد.
لست يسارياً
* يعني نفهم من ذلك.....؟
** “مقاطعا” أولاً أنا لست يسارياً.. الشيء الثاني أنا متأثر جداً بكل صور وأشكال الفكر الإنساني، والذي لا يتأثر في شبابه بالفكر اليساري لا يكون شابا أصلا ولم يعش شبابا.. الأمر الآخر التعقل الذي يجعلني أبدوا في يوم من الأيام مؤتمرياً بعد اتفاق فبراير.. أنا لا أتمنى أن أكون مؤتمرياً بعد اتفاق فبراير، لأن المؤتمر في اتفاق فبراير تراجع عن أهم مهمة تاريخية يضطلع بها، ألا وهي حماية الديمقراطية.. بدلا أن يحمي الديمقراطية وقع اتفاق يعطل حق الشعب في ممارسة حقه من خلال اتفاق فبراير.. وأنا عضو في اللجنة الدائمة في هذا المؤتمر ولست راضياً عنه منذ اللحظة التي وقعوا فيها إلى اليوم، وبالتالي أعتقد أنني أمارس قدراً من الالتزام في إطار الحرية.. حرية أن أكون مفكراً أو باحثاً أو ناقداً، ولكنني ملتزم بالمصلحة العامة لهذا الوطن.
* طالما طرق الأستاذ احمد الصوفي موضوع الاعتراض على اتفاق فبراير.. هل للقارئ أن يطلع على أوجه الاعتراض؟
** أولاً لا يجوز لحزب سياسي حتى ولو كان يتمتع بالأغلبية السياسية أن يعطل حق الشعب في أن يعاود ممارسة حقوقه السياسية في تجديد الشرعية حتى لتلك الأغلبية.. عليه أن يعود ويحتكم إليها.. المؤتمر الشعبي خالف هذا المبدأ وقدم سنة سيئة.. أي استخدم أغلبيته لكي ينصاع لمطالب الأقلية التي هي المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك، وبذلك للمرة الأولى وعبر كل التاريخ كانت الأغلبية تمارس عنجهيتها وعنادها لكي تمرر أهدافها.. للمرة الأولى أغلبية المؤتمر تستخدم لتمرير أهداف ضدها.. ضد مصالحها.. هذا اعتقد أنه قمة الاعتداء على الديمقراطية وقمة الغباء السياسي.
* أليس في نظرك أنت رؤية تكتيكية أو عملاً تكتيكياً للمؤتمر الشعبي العام بقصد الوصول إلى غاية معينة؟
** الابن لا يتكتك على أبيه، هذا شعب اسمه شعب يمني، إذا كان المؤتمر هو ابن من أبناء هذا الشعب فعليه أن يلتزم بقواعد وأخلاقيات البنوة، إلا إذا كان هو سيتحول إلى أب للشعب، أما أنه يضعف أمام أخيه الذي هو المعارضة ويقدم له هذا التنازل على حساب الأب الأساسي صاحب الحق الأساسي الذي هو الشعب، فاعتقد أن كليهما للنار.
تاريخي المهني والسياسي ملتحمان
* الأستاذ احمد الصوفي تعامل مع المقالة الصحفية وتعامل مع العمود الصحفي في عدد من الصحف، هل شكلت هذه الكتابات مرحلة تذكر في حياة الأستاذ احمد الصوفي؟
** لماذا تذكر؟.. أنا عبارة عن نسيج يبدو للآخرين.. المشاهدة العامة، أنه شديد التعقيد، ولكنني بدأت أتدرج من ممارسة المقالة الصحفية، المفهوم غير المنطوق في صحيفة “صوت العمال”، وهذا جزء من تراثي، وبعدها مارست المقالة المطولة، ثم الافتتاحيات ثم المقالات التحليلية.. أنا كل مقالة كتبتها.. كل حدث أعتز به أتمنى أن أخرجه في مجلد لكي أجعل الأجيال كلها تحاسب أخطاء احمد وأيضا صوابه.. بمعنى أن تاريخي المهني والسياسي ملتحمان، لا فصل بين الرؤية الفنية والرؤية السياسية، ولا فصل بين المهنية العالية وأيضا الاحتراف السياسي.. كانت الأخلاق وراء كل هذه المسألة، والأخلاق هنا بالمعنى العام والشامل، أنا كنت أتوخى مصلحة الوطن، قد أخطئ في تقرير هذه المصلحة في هذه اللحظة من تلك، ولكنني أعتز بكل أخطائي وما اقترف الفؤاد ايضا حتى من الحنين لبعض الأفكار.
* تنقل الأستاذ احمد الصوفي من أقصى اليسار وربما من يسار اليسار إلى الوسط أو إلى يسار الوسط وإلى التوسط والاعتدال في أفكاره، فهل كانت المتغيرات الفكرية قناعة أيديولوجية أم بحثاً عن تسوية وضع فحسب؟
** اعتقد أن الذي وضع لك الأسئلة لا يعرف احمد الصوفي، لأنه يبدو ساذجاً جداً.. أنا أولا لم أكن في اليسار أولا لكي انتقل إلى الوسط، وليس المؤتمر وسطاً لكي انتقل إليه، وأيضاً ليست تسوية وضع لأنني جئت إلى المؤتمر وانا جاهز.. لدي بيت لدي سيارة، ولدي من المعارف ما يحتاجه المؤتمر، وبالتالي أسوي وضع من؟.. أنا أقدم ما أستطيع أن أقدمه طواعية للقيادة السياسية ليس لأنها تمنح، وإذا كانت تمنح حسب اعتقادكم فاسألوها ما الذي منحته لأحمد الصوفي.
مؤسس المجتمع المدني
* للأستاذ احمد الصوفي أنشطة متعددة في مستويات متعددة أكانت جمعيات مثلاً المعهد الديمقراطي وأنشطة مختلفة، هل نجح الأستاذ احمد الصوفي في هذا الصدد؟
** لم أخض معركة وخرجت منها خاسراً حتى الآن.. وأكاد أقول إنني مؤسس المجتمع المدني في اليمن، لأنه في 13 أكتوبر 94م نشأت أول مؤسسة مجتمع مدني في اليمن، وبعدها تناسلوا مثل الأرانب بعدي.. وحتى هذه اللحظة، جميع المنظمات التي تعمل تحتاج إلى احمد الصوفي.
* نجحت في إطار جمعيات تعاونية خيرية..؟
** أنا ليس لي صلة بالجمعيات الخيرية.. هذا شأن مريب جداً وأنا أخشى الاقتراب منه لأنه باسم الخير، أحياناً تبني مسجداً وتسرق 30 ألف طن حديد، أو تبني مسجد وتأخذ مش عارف كم هذا، وباسم الأيتام تأكل ما في ذمم الناس، الأمر ليس بهذه الصيغة أنا أتكلم عن مجتمع مدني.. أنا أنشغل في رفع الوعي السياسي.. أنا أتكلم عن تضامن المجتمع المدني السياسي في إحداث إصلاحات.. أتكلم عن بناء أحزاب وتطوير المدارك فيما يتعلق بمفهوم الانتماء.. مفهوم الإسهام الوطني، أنا أتكلم عن تطوير الرؤية إلى الانتخابات باعتبارها حقاً دائماً لكل المواطنين كيف نراقب شفافيتها.. نراقب ايضا قانونيتها.. نراقب تنافسيتها.. أنا لا أتورط فيما يسمى باسم الخير.. اذهب بعيداً.. أنا عنصر في المجتمع المدني ولي الفخر.. كل الكتب التي صدرت عن الNDI (المعهد الأمريكي الديمقراطي) تدرس الآن في الكثير من الأقطار العربية، يذكرون فيها اسمي كأحد الأعلام المؤسسة للمجتمع المدني في اليمن قبل الوطن العربي جميعاً، وأفخر بأن جماعة تنمية الديمقراطية في مصر وجماعة التنمية الديمقراطية في السودان والمركز السوداني لتنمية الديمقراطية، كلها قبس من المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية.
* أنا ربما فهمت بشكل خاطئ أو أن عندي لبساً في تسمية المنظمات أو جمعيات المجتمع المدني.. أنا أقصد أنك عملت جمعيات و.....؟
** “مقاطعا” ذلحين أنت تضيع وقتك ووقتي ما تسألش أسئلة جوهرية.. وين أسئلتك الجوهرية؟!!
أخفقت في اختيار رئيس التحرير
* أين وجد الأستاذ احمد الصوفي نفسه في هذه الرحلة الحافلة بالمتغيرات؟
** أنا لم أجد ذاتي رغم توليي العديد من المهام.. رئاسة تحرير، لكنني كناشر وجدت نفسي في صحيفة “الوطن اليوم”، ولكنني للأسف أخفقت في اختيار رئيس التحرير وإدارة التحرير، بسبب أنها كانت في مدينة الضالع، وكانت المسافة بين صنعاء ومكان إقامتي الإشراف على عملية التحرير وكذلك اختلاط أوراق العمل الصحفي بالحراك السياسي، جعل من هذه الصحيفة منكودة بالغدر.. منكودة بالخيانة اليومية.. منكودة بسوء أخلاق مهنية لمن عولت عليهم أن يديروا فكراً وسطياً راقياً ينضج العملية الديمقراطية ويعيد الاعتبار لمهنة الصحافة، ولكن “الوطن اليوم” ستعاود إن شاء الله لأنها غاية بحد ذاتها لكي تبرهن أنها البديل للكثير من الغثاء كغثاء السيل الذي نشاهده الآن.
* كيف يقيم الأستاذ احمد الصوفي المرحلة الحالية والمشهد السياسي بالذات المتعلق بظاهرة الجماعات الأصولية المتضاربة، وهل ترى أننا نقترب من الأوضاع الأفغانية أو الباكستانية أو الصوملة كما يقال؟
** أظن أن اليمن يعيش لحظة فيها قدر من التعقيد السياسي والتعقيد الثقافي إننا في لحظة توازن بين أن يكون لدينا أمل أن نكون نموذجاً في المنطقة العربية وربما في العالم الثالث، وبين أن ننحدر إلى الحالة الصومالية والحالة الأفغانية، فالتطرف يجد مأواه بسبب نقص القيم الحداثية، والتساوي بين التخلف والتقدم.. كلتا القيمتين نجدهما تتعايشان في لحظة واحدة وتتعايشان جنبا إلى جنب، وكأنهما أخوان خرجا من رحم واحد، وبالتالي إذا لم نفاضل بين القيمتين ونرجح كفة الحداثة ونرجح قيمة الدولة ونرجح قيم التسامح والتصالح ونقدم مشروعاً..
النبتة الشريرة لا تتأصل
* “مقاطعا” أنا أريد أن أعلق على نقطة أو ربما فقرة صغيرة جداً، وهي حكاية التعايش مع التطرف.. هل في نظر الأستاذ احمد الصوفي أن اليمن تتعايش مع التطرف أم أنها قادرة على استئصال التطرف أو مواجهته؟
** التطرف والتعايش كلمتان فضفاضتان.. لا أحد يتعايش مع التطرف وبعد ذلك يقول إنه سيستأصله، فالنبتة الشريرة لا تستأصل طالما قد رويت وسقيت، ولكن يفترض أن تجفف.. تجفف منابعها، فالذي يحدث في اليمن أن النبتة وجدت مرتعاً.. وجدت رعاية.. وجدت من يتبناها، ونحن بيئة لم نقم بثورة ثقافية.. لم نؤصل لقيم الحداثة داخل ثورتنا.. لم نعد المجتمع لتولي زمام المبادرة لإنجاز أهداف الثورة.. نحن أنجزنا حتى هذه اللحظة بشعارات الثورة وأهدافها، لكن مهام الثورة لم تنجز، فإذا لم نتقدم خطوة نحو إرساء قيم وفكر وأيضا نوع من التعليم يستطيع أن يخلق الكائن المنتج.. الكائن الفاعل.. الكائن العضوي المتضامن مع مجتمعه.. الكائن المنتمي.. حينها سنترك هذا الشعب بتعداده وبكثافته ليكون لهباً للأفكار والهواجس والخرافات السياسية وكذلك الخرافات الدينية.
* الجماعات الأصولية تثير الرعب لشريحة واسعة جداً من المراقبين السياسيين الدوليين ومن أبناء الشعب اليمني أيضاً؟
** هي تثير الرعب في كل مكان عندما تجد مساحة لممارسة فعل العنف، لكن ما يثير الرعب لي أنا أن لدي هذا القدر الهائل من الموارد التي أسميها الدولة اليمنية.. أسمي هذا العدد الهائل من المدارس.. أسمي هذا العدد الهائل من المطابع، وهذا العدد الهائل من الوزراء.. هذا العدد الهائل من الوكلاء والمدراء، ولكن لا أحد يعمل في سبيل تكريس شخصية الدولة اليمنية.. أنا هذا الذي يرعبني.. الذي يرعبني ليست الجماعات المتطرفة، ما يرعبني هو فشل وشلل الجهاز الإداري والجهاز الفني في الدولة.. ما يرعبني أن الجميع يقف موقف الحياد من مسؤوليته في الإدارة وفي السياسة أيضاً وفي الحزب والنظام السياسي.
الوضوح والشفافية في أدائنا السياسي
* هل يعني هذا أننا بحاجة تغيير أو صحيان؟
** نحن بحاجة إلى نوعين من التغيير نحن بحاجة أن نغير بأولئك الذين هم قادرون أن يُصَحُّوا النوم.. بحاجة إلى أن نصحح أخطاءنا لأن هناك أطرافاً داخل الساحة السياسية تلعب لعبة (الغميضة).. تجدهم في النهار جمهوريين، وآخر الليل يلعبون لعبة أخرى.. هناك من يدعون النزاهة ويظهرون أمام كاميرات وفي آخر الليل هم فاسدون.. نحن بحاجة إلى شخصية واحدة أمام الناس.. بحاجة إلى وضوح وشفافية في أدائنا السياسي وفي أدائنا الإداري وفي أدائنا الاجتماعي.
* أفهم من هذه الرؤية للأستاذ احمد الصوفي بأن الانفلات أو اللا مسؤولية هي سبب وجود هذه الجماعات؟
** كل فراغ هو ضد الطبيعة، وهؤلاء يملأون فراغاً نحن أحدثناه.. أنا واحد من المسؤولين طالما أنا أنتمي لهذا الحزب، وهذا الحزب هو الذي يحكم، فأنا أحد المسؤولين عن هذا الفراغ الذي نحدثه، علينا أن نتصرف بعقلانية.. علينا أن نقدر أن لدينا موارد غاية في الأهمية وبالغة القيمة، ولكنها لا تستثمر، كما لا توظف من أجل إنشاء الكيان الرائع.. الكيان الذي ينظر له طفل باعتباره الأمل الكبير وينظر له الكهل، اللي هي الجمهورية اليمنية.. هذا النظام الديمقراطي الموحد.. هذا الأمل الوطني الذي لا يمكن أن يتكرر ما لم نبنيه من داخل المدرسة وفي الأسرة وفي الحي ونبنيه أيضاً في الوزارة والإدارة.
* هل ترى أننا قادرون على تجاوز المشهد الأصولي بسلام.. أم ان البلد حتماً ستدخل في حروب أهلية على غرار البلدان سالفة الذكر.. الصومال باكستان افغانستان؟
** المشهد الأصولي يمكن تجاوزه بسياسات طويلة النفس.. بمشروع ثقافي.. بقيم العمل.. بترسيخ نمط منظومة سياسية قادرة على الاستيعاب في شريانها – كما يقولون- الفئات الاجتماعية المتحفزة.. أي نعمل عملية قسطرة في النظام السياسي تسمح بتدفق الدم من الأدنى إلى الأعلى، والدورة الدموية تتكرر.. إذا استطعنا ان نعمل هذا الأمر، فإن حيوية النظام سيفرض نفسه على جميع الأطراف، وهذه الاطراف وبالذات الأصولية لا تعمل إلا في الظلام وفي مجتمع يكتنفه قدر كبير من الأسرار، ويكتنفه قدر كبير من التهويل للقيم الدينية أو باسم القيم الدينية.. نحن نحتاج إلى تسامح ديني.. تسامح فكر يرسخ في المدرسة وفي البيت وفي الجامع وفي الصحافة، وأيضاً قدر واسع من الانفتاح في الحوار السياسي بين قوى وأجنحة المجتمع.. حينها هذه الفئة سيصبحون قتلة فقط لا غير.
مساجد لم يتم السيطرة عليها
* البعض يقول ان هذه الجماعات الأصولية هي محصلة أزمات؟
** محصلة تقصير وليست محصلة أزمات.. نحن قصرنا في الاهتمام بالتعليم وقصرنا في فهم واجباتنا إزاء أجيالنا القادمة، وقصرنا أيضاً في التمعن في ماذا يعني الدين الاسلامي، وما قيمة المسجد وما وظيفته.. نحن مقصرون في كل هذه الجزئيات، ولكن يمكننا أن نصححها، خاصة أن 60% من المساجد ربما كانت بيد عناصر لم تكن جزءاً من كيان الدولة.. أي هناك مساجد ومنابر لم يتم السيطرة عليها، وبالتالي هذه الشُعب التي هي على هامش المجتمع هي التي تنعش أو تفسح مجالات لانتشار الفكر السلفي الأصولي.. الفكر الذي يحرض على العنف.
* لو افترضنا بأن ثمة مستويات تقديرية للجماعات الأصولية، فأي الجماعات أكثر خطراً على الساحة اليمنية برأيك؟
** القاعدة.. القاعدة هي أخطر الجماعات، وكذلك أي تطرف يميل إلى اليسار ويميل إلى العنف سواء كان مما يسمى الاثنى عشرية أو أولئك الذين يحاولون أن يقسموا المجتمع بين سني وشيعي.. كل هؤلاء خطرون طالما استخدموا الرصاص واستخدموا العنف كوسيلة للتعبير عن انفسهم.. كل طرف يرفع السلاح هو خطر.
* المراقبون الدوليون يصنفون اليمن بأنها تعيش مرحلة حرجة.. ما رأي الاستاذ احمد الصوفي في هذا السياق؟
** هؤلاء ينظرون إلى اليمن من على بُعد، ويضخمون كثيراً من حجم التحديات التي تواجه اليمن.. صحيح هي كبيرة لأن اليمن في هذه اللحظة بعد 48 عاماً ينتقل من طور ثقافي.. من المراوحة بين قيم ثقافية ما قبل الجمهورية وقيم مواطنة هشة ضعيفة، وبالتالي هذه اللحظة الانتقالية العاصفة تفرز طاقات مناهضة بزخم وبقوة وبرعونة وبصلف وعناد كبيرين، الأمر الذي يجعل من المشاهد يرى الأمور (......) لكن طالما ترسخت قيم المدنية وطالما صنعاء أصبحت تمتد إلى هذه المسافات وتجتذب مئات الآلاف من العناصر من خارج المجتمع الذي كان مغلقاً إلى قلب هذه العاصمة التي أصبحت طيفاً متنوعاً من القدرات والملكات والايديولوجيات والعقائد.. في مثل هذه البيئة التي بات الأطفال جميعهم يحلمون بأن يكونوا زعماء وقادة لأحزاب.. في مثل هذه البيئة، لا اعتقد ان التحديات لا يمكن التغلب عليها.. نحن بحاجة إلى أمر واحد فقط، ان نصيغ مفردات مشروعنا الوطني.. إذا استطعنا ان نصيغ مفردات مشروعنا الوطني للمرحلة القادمة، بمجرد ان نصيغه كوثيقة وطنية، سنهزم هذه التحديات، وهذه الدولة التي يقال عنها هشة وضعيفة ستنقلب إلى دولة قوية وقادرة على احتمال كل التحديات، وقدرها سواء شاءت أم أبت ان تتجاوز هذه التحديات.
الانتخابات والطوفان
* هل يرى الاستاذ احمد الصوفي ان الانتخابات قادمة في موعدها المحدد؟
** أكيد.. الانتخابات إذا لم تأت سيجرفنا طوفان الفوضى.. بدون انتخابات سيسقط ذراع وضلع من أضلع الهيكل السياسي الديمقراطي الذي هو مجلس النواب، وهذا مصدر من مصادر الشرعية السياسية وبدون الشرعية السياسية لا تحدثني عن نظام اسمه الجمهورية اليمنية.
* لكن ثمة اشكالات خطيرة جداً.. اللاحرب واللاسلم في صعدة.. الحراك في الجنوب.. المواجهات مع القاعدة.. يعني حرب شبه معلنة أو معلنة، إلى جانب موقف المشترك المعلن بمقاطعة الانتخابات؟
** هذه حروب مفروضة علينا، وعلينا ان نخوضها سواء أجرينا انتخابات أو لم نجرها، أما المشترك فقصته أخرى ويحتاج إلى حوار طويييل، لأنه بحد ذاته قصة تحتاج إلى كما يقال عناصر سرد وأيضاً رواية، وتحتاج إلى مؤلف وممثل، وتحتاج إلى مسرح خاص به، لأن المشترك حتى هذه اللحظة لا يتكلم خارج النظام السياسي، هو لا زال تحت مظلة النظام السياسي.. عندما يغادر حينها ضعه مع القاعدة وصنفه مع الحوثيين واربطه بالحراك، أما لا زال المشترك تحت مظلة النظام والقانون فالاستحقاق الدستوري واحد من أبجدياته أو يفترض ان يكون هكذا.
تمرير فكرة تغيير ساذجة
* ما رأيك في دعوات المشترك بالنزول إلى الشارع؟
** استغرب لجوء بعض رموز المعارضة في احزاب اللقاء المشترك النزول إلى الشارع، رغم الوزن الضئيل لأحزبهم ورغم انهم لا يزالون في الشارع أصلاً.. معتقدين ان أموال الشيخ البزنس يمكنها ان تمرر فكرة تغيير ساذجة، يُغَيِّرون فيها الأحمر بالأحمر، وكأنهم بذلك “أرادوا أن يكحلوها فأعموها” وأنا أتساءل هنا لماذا رموز دعاة “التغيير في اليمن” لا يُظهرون جدية في الالتزام بالتغيير بإحراق أنفسهم أولاً، حتى يتعاطى الشارع مع أصواتهم بجدية؟!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.