حمل الفنان الصاعد جميل القباطي المعنيين في وزارة الثقافة مسؤولية تدني مستوى الأغنية اليمنية، مرجعاً ذلك إلى عدم إعطاء الفن برمته أي اهتمام أو عناية من قبل المختصين الذين وقفوا عائقاً أمام تطور الأغنية اليمنية. وقال الفنان القباطي والذي يعمل مهندساً في دائرة الاتصالات العسكرية في حديث ل"الجمهور" إن الفنانين الشباب أيضاً ساهموا في تدني وضعف الأغنية اليمنية وخاصة التراثية منها، بسبب انجرارهم وراء الأغاني السريعة التي تدر عليهم ربحاً كبيراً، بالإضافة إلى غياب دور الوزارة في توجيه فناني اليوم وتدريبهم على أداء أغاني التراث التي أصبحت في نظر معظمهم "دقة قديمة" كما قال. شوهوا الفن وعما إذا كان الفنانون الشباب قد أجادوا أداء الأغنية التراثية أم أساءوا اليها وعمدوا على تشويهها، أجاب الفنان جميل قائلاً: "هناك عدد من الفنانين أجادوا التقليد وتمكنوا من أداء أغاني التراث، أمثال حمود السمة وحسين محب ويوسف البدجي وآخرين ممن كان لهم بصمة واضحة في أداء هذه الأغاني، فيما عمد معظم الفنانين إلى تشويه فن التراث لعدم تمكنهم من تقليد كبار الفنانين الأوائل، وهو ما أدى إلى تدني مستوى الأغنية اليمنية". ترفيه وعن جديده الفني قال: "لا يوجد لدي أية أعمال خاصة بي حتى الآن منذ ان بدأت الغناء عام 2004م، كوني لم اتفرغ للفن".. مستدركاً القول: أحاول حالياً وضع ألحان خاصة بأغنيتين خاصة لا داعي لذكرهما وإذا حظيت بفرصة سأصدر ألبوماً غنائياً سيتضمن أغاني تراثية إلى جانب الاغنيتين.. وأشار إلى انه يمارس الغناء في أوقات الفراغ خلال لقائه بزملائه وأصدقائه الشباب، كما انه لم يشارك في إحياء حفلات أو مناسبات وطنية أو غيرها على المستوى الرسمي، نظراً لانشغاله المتواصل بمهامه الوظيفية.. مستدركا بالقول: "صحيح أنني أهوى الفن منذ الصغر إلا أنني أمارس الفن اليوم للترفيه عن النفس، حيث أن انطلاقتي الفنية كانت بأغاني التراث للفنانين الأوائل، أمثال علي الآنسي والسمة والحارثي والسنيدار وأحمد قعطبي وغيرهم من الفنانين، وما زلت حتى الآن أؤدي الأغاني التراثية بنجاح وتمكن بشهادة الجميع، بغية إعادة مكانة الأغنية إلى ما كانت عليه وتجديدها لأن ذلك هو هدفي من الفن. أغني للبسطاء وعن احيائه لحفلات الأعراس كغيره من غالبية فناني اليوم ان لم يكونوا جميعهم، أكد الفنان القباطي انه لا يغني في صالات الأعراس كما هو حال فناني اليوم، الذين امتهنوا الفن كوظيفة لكسب الرزق.. مشيراً بالقول: "أحيي حفلات البسطاء من المواطنين مجاناً ودون مقابل، وأهدي أغنية أو أغنيتين في حال حضوري أي عرس أياً كان من زملائي وأصدقائي فقط، لأن الفن بالنسبة لي رسالة لا تقدر بثمن، ولا أبحث من خلاله عن المال كما يفعل الآخرون".. منوها إلى تأثره الشديد بالفنان الكبير الراحل علي الآنسي. إصلاح النظام وحول قراءته للمشهد السياسي للأزمة الراهنة أعرب الفنان جميل ان ما يشهده اليمن اليوم شيء يؤلم جميع أبناء الشعب بمختلف شرائحهم، وان ما يحدث اليوم هو صراع بين الشعب وليس بين السلطة والمعارضة.. داعياً الشباب المعتصمين للعودة إلى جادة الصواب، والحفاظ على اليمن ووحدته الوطنية.. مؤكداً أن ما يحدث يهدد مستقبل الشباب خاصة واليمن عموماً. وقال في ختام حديثه: "كان الأخرى بالشباب المعتصمين ان يطالبوا بإصلاح النظام وحل مشاكلهم سواء الوظيفية أو غيرها، ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين وليس إسقاط النظام، فثورة الشباب الآن لم تعد كذلك إذ تمت سرقتها وأصبحت تخدم أشخاصاً بعينهم، وتسيرها أحزاب وقوى خفية، تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد وتشطير الوطن".