الفنان صدام الحاج واحد من النجوم الشباب المبدعين على الساحة، اجتاز كل الصعوبات والتحديات ليحلق بالأغنية اليمنية في سماء الفن. حقق لذاته اسماً وشهرة واسعة لدى جماهيره ومحبيه من عشاق الطرب اليمني الأصيل. "الجمهور" التقته وناقشت معه في حوار صريح وشفاف جملة من القضايا المتعلقة بالفن اليمني والفنانين وسبب غيابه عن الساحة الفنية وقضايا أخرى.. * بداية هل من صعوبات واجهتك خصوصا عند بدايتك الفنية؟ - الصعوبات يا أخي موجودة في مختلف المجالات، وهي مختلفة من شخص لآخر فقد تكون مادية أو مشاكل تعيشها، لكن هناك أشخاص يستسلمون لليأس وآخرون يقومون بتوظيف الصعوبات التي يواجهونها ويجعلون منها حافزاً لمواصلة الدرب. * أول ألبوم غنائي صدر لك؟ - جلسة غنائية بعنوان "رن الجرس" في عام 2001م * ما أبرز الأغاني التي طرحتها في الأسواق ولقيت رواجاً في أوساط الجماهير؟ - "رن الجرس، ليلة خميس، يا حضرة القاضي، يكفيني أشوفك، ظهر قصدك ومطلوبك، ياقلب تستاهل" وغيرها من الأغاني العاطفية. * تقصد أن جميع هذه الأغاني خاصة بك؟ - بعضها من التراث وعدد منها أغاني جديدة خاصة بي وهي من كلمات شعراء، نتعامل معهم وبعض منها من كلماتي وألحاني مثل أغنية "ظهر قصدك ومطلوبك". * أفهم من كلامك أنك تجيد كتابة الشعر واللحن الغنائي؟ - لا ليس بكثرة لكن أحيانا المواقف تخلق القصيدة لدى الفنان قصائد جديدة * يعني أنت واحد من الفنانين الشباب الذين يكتبون القصيدة ويلحنونها ويؤدونها في وقت واحد؟ - نعم ولدي الآن قصيدة غنائية تحتوي على أسماء الله الحسنى كاملة أقوم بتجهيزها لطرحها في الأسواق وبثها على الفضائية اليمنية. * ما جديدك الفني؟ - أعكف حاليا على تجهيز ألبومين غنائيين لطرحهما في الأسواق قريبا الأول جلسة طرب بالعود والآخر موسيقى. * كم عدد الأغاني التي سيتضمنها الألبومان؟ - في حدود 10-12 أغنية. * ما أبرزها؟ - "أسأل عليّا نجوم الليل، غلطان يا قلبي" للشاعر عبدالكريم قعطاب وألحاني وهناك أغنية أخرى بلحن الشريجة. * هل تعاملت مع شعراء مخضرمين معروفين على الساحة؟ - نعم، هناك شعراء كبار أمثال عبدالكريم قعطاب، والشاعر عبدالحق الشرفي والشاعر علي شرف الدين ومحمد السلال وغيرهم من الشعراء. * متى ستطرح هذه الأغاني في الأسواق تحديداً؟ - والله حاليا لم أنته بعد من تسجيل هذه الأغاني إذ مازلت أعكف على تجهيزها. * من الفنان الذي تتمنى مشاركته في الغناء؟ - فنانين كثير من زملاء الفن الشباب أمثال شرف القاعدي، أسامة الخزاعي، حمود السمة، كما أتمنى مشاركة العديد من الفنانين اليمنيين الأوائل واعتبر تلك المشاركة فخرا لي وفي مقدمتهم الفنان الكبير أبو بكر سالم، والموسيقار احمد فتحي وفنان العرب محمد عبده. أحاسيس مفقودة * هل سبق وشاركك الغناء فنان معين؟ - أصلا لا توجد أعمال تنفع أو تصلح أن تكون ثنائياً أو "دويتو" خاصة أن الأغنية اليمنية مازالت محصورة بالعود والإيقاعات، يعني أغانٍ فردية وهذا لا يتيح لنا المجال لمشاركة فنان أو أكثر. * كيف لا والفنان أسامة الآنسي أكد في تصريح ل"الجمهور" مؤخرا استعداده لطرح أغنية "نحن الشباب" بمشاركة الفنان يوسف البدجي؟ - هذا صحيح هناك عمل غنائي مشترك بين الزميلين لكنني أنصح كل فنان يتمنى تقديم عمل مع أي فنان آخر أن ينتقي الفنان المناسب له من حيث الإحساس، والتناسق في خامة الصوت. * أفهم من كلامك أنه لا يوجد أي تناسق أو تقارب بين الفنانين الآنسي والبدجي؟ - لا.. لا أقصد الزميلين يوسف وأسامة على وجه الخصوص ولا يوجد لدي أي اعتراض على عملهما المشترك، ولكن هناك قلة قليلة من الفنانين الشباب تجد إحساسهم متقارباً وخامة أصواتهم متناسقة وهذا في النادر. مشكلة الفنانين * برأيك لماذا يسير معظم الفنانين الشباب إن لم يكن جميعهم في اتجاه واحد ونمط غنائي مستهلك ومتشابه سواء من حيث كلمات الأغنية أو اللحن؟ - هذه مشكلة الفنانين، تتمثل في متابعة ومراقبة بعضهم البعض، فمثلا إذا وجدوا أغنية لفنان معين نجحت بقوة ولاقت رواجاً واسعاً يقومون بالبحث عن الشاعر والملحن لتلك الأغنية ليلحقوا به حتى وإن كانت الصدفة خدمت الشاعر أو الملحن في إيجاد الأغنية، وهكذا ترى معظم الفنانين يتسابقون عليهما ولو لم يعد لديهما كلام يقال.. لكن في الواقع هناك شعراء كثر لكلامهم معنى وقيمة، فبدلا من التسابق على شاعر أو ملحن واحد لماذا لا يجهدون أنفسهم قليلا بالبحث عن هؤلاء الشعراء والاستفادة منهم؟!!. * ما السبب برأيك؟ - المنتجون لأنهم يتحكمون ويتشرطون على الفنانين أداء أغانٍ محددة.. مثلا عن البيجر.. عن السيار، وكله كلام فاضي، كون هؤلاء يلاحقون وراء الأغاني السريعة أو العصرية كما يسمونها المجردة من أي معنى لخدمة مصالحهم التجارية، وهذا ما يجعل الفنانين يرضخون لمطالب المنتجين ويرضونهم. * تقصد أن شركات الإنتاج هي السبب في تدني مستوى الفن إلى هذه الدرجة؟ - نعم لأن هذه الشركات تلعب دوراً كبيراً إما في هبوط الفن اليمني إلى هذا المستوى أو الارتقاء به.. ولو أن أصحاب هذه الشركات لهم علاقة بالفن لكان الأمر جميلاً جدا ولقدروا قيمة الفنان. * لها دور في ماذا؟ - في اختيار الأغاني واختيار الكلمات والألحان وهذه هي الأساس، ولهذا فإن شركات الإنتاج ووزارة الثقافة تتحمل كامل المسؤولية لما وصلت إليه الأغنية اليمنية من تدنٍ وضعف، خاصة وأن من الواجب على لجنة المصنفات ب"الثقافة" التحري ومراقبة الكلمات والألحان للأغاني وتحديد مستواها إن كانت هابطة أو راقية. * ذكرت في بداية اللقاء أن تجربتك الفنية بدأت من الأعراس.. كم عدد الحفلات التي أحييتها؟ - لا أذكر ولكن على مدى 8 سنوات وأنا أغني في حفلات ومناسبات الأعراس. * هل تعتمد بشكل أساسي على ما تجنيه من أموال من هذه الحفلات؟ - هي الداعمة وهي أساس الشهرة واعتبرها في المقام الأول وظيفتي الرسمية التي أشغلها، وهي باب الرزق والمدرسة التي من خلالها تتجدد وتتطور أعمالنا، وهي وسيلة الدعاية والإعلان لإشهار الفنان. * ماذا تعني حفلات الأعراس بالنسبة لك إذاً؟ - هي البديل عن الحفلات والمهرجانات الرسمية وكذا البديل عن اللقاءات والسهرات التلفزيونية. * هناك من يطلق على الفنانين الشباب بفناني الأعراس.. ما تعليقك؟ - اعتقد كل واحد يتكلم بالطريقة التي يريدها لكن في النهاية ما يصح إلا الصحيح، ثم إن "فناني الأعراس" مش عيب، فإذا هم يقصدون أننا نشتغل في الأعراس وليس لنا أي دور قدمناه... * "مقاطعاً" كيف تفسر أنت هذا الكلام؟ - لا.. هذا الكلام غير صحيح وأنا أسأل كيف عرفنا الناس؟!!.. أساسا في الأعراس وهذه تعد لحالها بصمة. * طيب ماذا قدم الفنانون الشباب؟ - أنا أتكلم عن نفسي.. أنا لي (9) جلسات "ألبومات" أغانٍ جديدة وتراثية مطورة، ايضا لي مشاركات في مهرجانات وأغاني خاصة بي وتجارب موسيقية وحفلات بحضور تجمع الوفود العرب وثقافيين، إضافة إلى مشاركتي في عيد الموسيقى الفرنسي ومقابلة تلفزيونية مع التلفزيون الإيطالي في عام 2004م، كلهم أكدوا لي حينها أن جلساتي الفنية حظيت باهتمام كبير وتمت أرشفتها في مكتبة تلفزيون إيطاليا. * تعني أن المغتربين اليمنيين في إيطاليا كان لهم دور كبير فيما ذكرت؟ - بكل تأكيد ودون أدنى شك * هل غنيت للمغتربين؟ - نعم شاركت في أول حلقة من البرنامج التلفزيوني "نوح الطيور" الذي يعرض على الفضائية اليمنية وهو برنامج خاص بالمغتربين ومشاكلهم، وقدمت أغنية البالة للفنان الراحل علي عبدالله السمه. * هل تلقيت دعوات مشاركة من قبل الجاليات اليمنية في الخارج؟ - تلقيت دعوة من الجالية اليمنية في أمريكا، وأنا الآن بصدد استكمال إجراءات السفر لإحياء حفلات خاصة بالجالية، كما تلقيت دعوة العام الماضي 2008م من قبل الجالية اليمنية في الأردن للمشاركة في بعض الحفلات لديهم. * برأيك كيف ترى اهتمام الإعلام و"الثقافة" بالفنانين الشباب؟ - لا يوجد أي دور حالياً ل"الاعلام" و"الثقافة" فكلتاهما بمثابة الغائب تجاه الفن اليمني ولكن هناك دور فعال صراحة لرئيس قطاع التلفزيون السابق الأستاذ عبدالغني الشميري في هذا الجانب، وعبر صحيفتكم الغراء أوجه له شكراً خاصاً نتيجة تعامله المتميز مع الفنانين، أما على مستوى "الثقافة" فقد كان الأستاذ خالد الرويشان الوزير السابق يعمل على نقل الفنانين نقلة نوعية. تزوير وإهمال * برأيك على من تقع مسؤولية إهمال الفن والفنانين؟ - على وزارة الثقافة، وأطلب منها أن تصحا وتهتم بالفن اليمني وتعيد له اعتباره ومكانته، وأن تعيد النظر في الكيان الفني وتفعيل رقابة ووضع حد للمنتج أو الفنان، بحيث أن من أساء أو أخطأ يعاقب لأن إهمالها للمسألة مكَّن شركات الإنتاج أن تلعب بالفنانين كيفما تشاء. * كيف؟ - تزوير "حريقة" للأشرطة.. بمجرد ما الشركة تسجل لأي فنان شريط "كاسيت" تتفاجأ أن الكاسيت مزور في الأسواق، والآن جاءت ما تسمى ال"M.B.3" وهذه ضيعت الحقوق كاملة سواء كانت للمنتجين أو الفنانين. * من يتحمل مسؤولية ذلك؟ - تتحملها "الثقافة" وأضرب لك مثالاً حياً.. في دبي رحت أنسخ "CD" من حفلة لي غنيتها في سلطنة عمان، لكنهم رفضوا نسخ ال"CD" طالبين مني تصريحاً من "الثقافة" بذلك وعندنا أنسخ الفنان بنفسه.. تشتي تنسخ الفنان نسخته لأنه ما فيش رقابة.. والدليل أن أعمال جميع الفنانين تباع بالكامل في الجولات في "CD". * أين دور نقابة الفنانين من هذا؟ - معنا نقابة نائمة.. ما فيش اهتمام من الفنانين أنفسهم للدفاع عن حقوقهم لأنهم كسالى. * هل أنت أحد ضحايا شركات الانتاج؟ - نعم شركات الإنتاج محتكرة، وبسببها لي أربع سنوات غائب عن الساحة الفنية * بسبب من بالضبط؟ - بسبب شركة الزهور التي أتعامل معها منذ البداية. * لماذا؟ - لأنه بمجرد قيامي بتغيير طريقتي في التعامل مع الشركة تكون مفيدة لي سواء من حيث الجانب المادي أو الدعائي خاصة عند مطالبتي بمستحقاتي المالية كاملة مقدما.. "دعمموا". فشل ذريع * آخر ألبوم صدر لك في عام 2006م.. هل حقق رواجاً واسعاً في الأسواق؟ - ألبومي الأخير "وحدك ويكفيني" لاقى فشلاً ذريعاً بسبب التسجيل والمكساج. * "مقاطعاً" يعني سبب الفشل شركة الإنتاج؟ - نعم.. أضف إلى ما ذكرت لك أن الشركة تطلب من الفنان أن يبدع وفي باله هموم والتزامات ومشاكل أخرى. * ما رأيك بالفن الخليجي.. وما مدى تأثرك به؟ - الفن الخليجي غير موجود أساسا وكله فن يمني هم أخذوا حقنا ويغنون لكن للأمانة فنانو الخليج يستحقون أن ينسب هذا الفن الأصيل والرائع لهم رغم أنه فن يمني إلا أن المعنيين في "الإعلام" و"الثقافة" لم يعطوا هذا الفن حقه من الاهتمام وإظهاره بالصورة التي يجب، بينما الخليجيون خدموا الفن اليمني أكثر منا وكان لهم الأفضلية ولهذا يستحقون أن ينسب إليهم. * يعني أنت مع سرقة الأغنية اليمنية؟ - لا.. لا لست مع سرقتها لكن ما أريد قوله هو أننا مساهمون في سرقة هذه الأغاني. * ما تقييمك لوسائل الإعلام، تجاه الفن اليمني بشكل عام؟ - الإعلام لم يقصر مع الفنانين الشباب ولكنه متجاهل أو مقصر مع الفن اليمني بشكل عام، خاصة وأن هناك العديد من الأغاني التراثية المسجلة مخزونة في المكتبات إلا أنه لم يظهرها ومنها أغانٍ سجلت في الفضائية. الكلمة الراقية * كيف تختار كلماتك وألحانك؟ - أنا دائما أبحث عن الكلمة الراقية التي لها معنى وذلك من خلال تعاملي مع شعراء كبار كما ذكرت لك آنفاً. * أين موقع الفنان صدام الحاج بالنسبة للفنانين الشباب؟ - لا أريد أن أشهد لنفسي وأترك الإجابة للجمهور. * عفواً هناك من رشح الفنان علي عنبة......؟ - "مقاطعاً" على قائمة الفنانين الشعبيين. * وأنت أين موقعك إذاً؟ - أنا من الفنانين الأوائل على الساحة حالياً. معاناة شديدة * بالنسبة للفنانات الشابات كيف تنظر إلى ما يقدمنه من فن؟ - الفنانات في بلادنا مهضومات لم يلقين حظهن حتى اليوم في الظهور السليم. * ما تقييمك للعلاقة في الوسط الفني بين الفنانين؟ - العلاقة في الوسط الفني بين الفنانين غير صحيحة لأننا لا نلتقي إلا في الأعراس وأحيانا في مجالس أخرى في النادر.. والنادر لا حكم له