لم تعد مهنة المذيع تقتصر على المؤهلين من حملة شهادات البكالوريوس أو المتخصصين في مجالات الاعلام.. بل اصبحت موضة يمتهنها العديد من الفنانين والفنانات. المتأمل لمختلف القنوات، الفضائية المحلية والعربية خاصة مع حلول الشهر الفضيل يشاهد العديد من برامج هذه القنوات يقدمها عدد من نجوم الفن ممثلين ومطربين.. مجموعة من الاسئلة تطرح نفسها لماذا تتم الاستعانة بكل هؤلاء الفنانين والفنانات لتقديم برامج جديدة على شاشة رمضان هذا العام بشكل لم نشهد له مثيلاً في الأعوام الماضية؟.. هل لأن أصحاب القنوات والقائمين عليها اكتشفوا أنهم متميزون عن المذيعين والمذيعات أم لأنهم يستطيعون وببساطة جلب أكبر قدر من الإعلانات؟!.. فمع حلول شهر رمضان المبارك طل على المشاهدين المتابعين لقناة "سبأ" الفضائية النجم الكوميدي يحيى إبراهيم كمذيع لأول مرة يقدم برنامج من الذاكرة بمشاركة المذيعة سحر الخولاني. استعانت قناة "سبأ" الفضائية التي يديرها المذيع عادل الحبابي بالفنان الغنائي فؤاد الكبسي والذي يطل علينا لأول مرة هذا العام من خلال برنامج "ليلة قدر". 12 وجهاً أما على المستوى العربي فقد أصبح الأمر يختلف تماماً هذا العام عن العام الماضي، حيث كان من المعتاد أن نجد فناناً أو اثنين أو ثلاثة على أكثر تقدير، أما العام الحالي فقد تمت الاستعانة بنحو 12 فناناً وفنانة في القنوات والمحطات المختلفة، ومعظمهم من أصحاب الأسماء الجديدة ممن لم يسبق لنا مشاهدتهم من قبل في مجال تقديم البرامج. طابور قائمة تحول المطربين إلى مذيعين طويلة حيث انضم إلى جانب الفنانين ممن خاضوا هذه التجربة أشرف عبدالباقي وحسين فهمي ورولا سعد وهند صبري وسمير غانم.. وجوه جديدة تطل علينا لأول مرة أمثال عمرو دياب الذي يستعد لتقديم برنامج تلفزيوني يحمل عنوان "الأول" على شاشة القناة الثانية في التلفزيون المصري ويشاركه في تقديمه الموسيقار عمار الشريعي والشاعر سيد جمال.. الفنان حميد الشاعري والذي ينشغل حاليا بعقد جلسات عمل مع إدارة قناة "أوسكار" الفضائية، حيث سيخوض تجربة تقديم برنامج بعنوان "أوتو".. وتقدم الفنانة عفاف شعيب برنامجاً بعنوان "الثمن" على شاشة قناة "أعمال" الفضائية.. ويقوم الفنان حمدي احمد بتقديم برنامج بعنوان "كادر سينما" على القناة نفسها. كما ضمت قائمة الفنانين المذيعين الفنان مصطفى فهمي والذي يطل علينا هذا العام من خلال برنامجه المعنون ب"أبيض وأسود". موضة وستنتهي الناقد الفني مصطفى درويش علق على انتشار هذه الظاهرة قائلاً: "كل هذا ليس إلا مجرد ظاهرة أو بمعنى أدق موضة وستنتهي، وأن هذه الموضة ليست وليدة اللحظة بل إنها كانت موجودة منذ فترة". وأرجع درويش السبب الرئيسي في تحول الفنان إلى مذيع ومقدم برامج إلى أموال الفضائيات التي أخذت في النزول على رؤوس الفنانين كالمطر من دون حساب أو تقدير، وخصوصا مع انتشار هذه الفضائيات والتي تحاول جاهدة البحث عن الجمهور بأية طريقة حسب قوله. الشهرة والمال وترى الناقدة الفنية ماجدة موريس من جانبها أن كل جمال مهني يحتاج إلى الموهبة والخبرة لكي يتم الاستمرار فيه والنجاح من خلاله حتى تكون الحياة منتظمة.. مشيرة إلى أنه مع تدهور الوضع الاقتصادي في مصر حاليا أصبحت جميع طوائف الشعب تعمل في أكثر من عمل لتضمن مستوى معيشة مناسبة، وأن الوسط الفني هو جزء من هذا المجتمع الذي تصدره مصر إلى باقي دول المنطقة. وأرجعت موريس خوض المطربين لهذه التجربة إلى عدة أسباب أهمها بحث الفنان عن التواجد بعد ما اختفى من الساحة، إما لأسباب إنتاجية أو لأسباب أخرى وكذا البحث عن المال الإضافي الذي تقدمه القنوات الفضائية حاليا للفنانين حد قولها.