جاءني صاحب موقع الكتروني على شبكة الانترنت يقول لي: جننت بأبوهم أمس الليل.. قلت له: من هم؟!.. قال: أحزاب المشترك.. قلت له: الرأفة مطلوبة يا رجل، لكن قل لي ماذا فعلت بهم؟!.. قال: نشرت على الموقع أربعة أخبار تفضح أسرارهم ومؤامراتهم، و(( تخليهم يجننوا!)).. وأعطاني نسخاً ورقية لتلك الأخبار الأربعة الالكترونية، وضعتها على مكتبي لأقرأها في صباح اليوم التالي، وقد قرأتها في ذلك الصباح بعد أن فرغت من تصفح المواقع الالكترونية التي لم اقرأ فيها خبراً عن ضحايا صاحبنا، فكل قيادات "المشترك" أصبحت في ذلك الصباح وليس فيها مصاب بالجنون. الأخبار الأربعة عبارة عن تهويمات وأكاذيب تخيلها صاحبنا لوقائع مفترضة، ومن شدة غبائه أنه جعلها كذلك.. جعل من يقرأها لا يصدقها، بسبب ما فيها من أغلاط في المعلومات والتقاويم والأسماء والعلاقات.. وكل شيء يدل على أنها أخبار عن وقائع لم تقع، وفهمت بعد ذلك أن صاحبنا حاول أن يحاكي صحف المشترك والمواقع الإصلاحية التي تنبح أخباراً كاذبة.. لقد فكر بهذه الطريقة: هم يسبكون أخباراً كاذبة عن النظام، فلماذا لا استخدم الأسلوب نفسه لتشويه صورتهم بالكذب؟!!.. لقد ظهر في هذه الأزمة أن لدينا جيلاً من الشباب الذين امتهنوا مهنة الصحافة يتملكهم الغضب والانتقام والرغبة في تدمير الآخرين.. هذا يتجلى بوضوح لكل من يتابع الصحف والمواقع الالكترونية، وخاصة التابعة لحزب الإصلاح، كذلك هو الحال في قناة "سهيل"، وهؤلاء - كما يبدو- يتجاهلون أن الجمهور لم يعد كما كان عليه بالأمس، يفترضون أنهم أذكياء ويستكثرون ذلك على المشاهد العادي، وهذا الاعتقاد الخاطئ لا يصب في مجراهم في النهاية. مساء الثلاثاء الماضي ذهب معتصمون عند جامعة صنعاء لاقتحام وزارة الخارجية والتحرش بقبائل من المحويت تقيم قريباً من المكان، فإذا بقناة "سهيل" تنشر خبراً عاجلاً أن الأمن المركزي و((البلاطجة)) اختطفوا أربع طبيبات مشاركات في المسيرة إلى مكان مجهول، كان هذا بغرض الإثارة ثم بعد قليل نشرت خبراً عاجلاً يقول: تم نقلهن إلى معسكر النقل الثقيل، وفي الحقيقة لا يوجد معسكر بهذا الاسم، ثم نشر خبر عاجل من قناة "سهيل" أنه تم نقل المختطفات إلى الأمن القومي على سيارة رقمها كذا.. وهذا ما لم يحدث لعدم وجود مختطفات إلا في أذهانهم، ثم بعد ثواني تنشر القناة خبراً عاجلاً عن وصول المختطفات إلى منصة ساحة التغيير.. لقد كانت تلك تمثيلية يستطيع أن يدركها أي متابع عادي.