نقابة الفنانين مقيل للقات.. وشللية الفنانين عدوى تعيق تطور الفن "الثقافة" هضمت الفن.. و"الإعلام" تجاهلته والمال سبب تدنيه فنانة متميزة تجيد الغناء والتمثيل في آن واحد.. اشتهرت بحضورها الفاعل والقوي في كثير من الأعمال الدرامية والمسرحية المحلية منذ الثمانينات.. إنها الفنانة أمل اسماعيل، بنت الحديدة عروس البحر الأحمر والتي جعلتها تتغنى باللون التهامي أينما حطت رحالها.. أمل هاجمت المعنيين على الفن ونصحت بابتعاث الفنانين والمخرجين والمؤلفين إلى الخارج للتدريب والاطلاع على تجارب الآخرين، وتطرقت في حوار أجرته "الجمهور" معها عبر الهاتف إلى عدد من المحطات الفنية في حياتها وقضايا اخرى ذات صلة بالمشهد الفني. * بداية ممكن تطلعين القارئ على شيء من سيرتك الذاتية؟ - أمل اسماعيل، من مواليد محافظة الحديدة 1/10/1973م، متزوجة ولدي 6 أطفال، أحمل مؤهل ثانوية عامة ودبلوم سنتين لغة انجليزية. * ما الذي دفعك للالتحاق بعالم الفن بنوعيه "الغناء" و"التمثيل"؟ - والله كنت أحب الغناء وأنا صغيرة في بداية الثمانينات وكنت حينها في الصف الرابع الابتدائي من خلال مشاركتي في حفلات المدرسة، بالإضافة إلى انضمامي لجمعية الكشافة والمرشدات بالحديدة وعمري حينها 11 سنة تقريباً. * من الذي اكتشف موهبتك الفنية؟ - الموسيقار المعروف جابر علي أحمد هو من اكتشف الخامة الفنية في صوتي وأعطاني أكثر من عمل غنائي. * وبالنسبة لموهبة التمثيل من ساندك لتحقيق حلمك الآخر كممثلة؟ - والدي المرحوم المخرج الكبير فريد الظاهري هو من صعد بي على خشبة المسرح، وقدم لي العديد من الأعمال المسرحية، ورشحني للقيام بدور البطولة في بعض هذه الأعمال التي كانت تحمل بصمته الإخراجية والفنية. كفاح صياد * ممكن تذكرين لنا بعض هذه الأعمال المسرحية؟ - مسرحية غنائية بعنوان "كفاح صياد" كأول مسرحية وعمري حينها 14 سنة وقمت فيها بدور البطولة، وهي من إخراج المرحوم فريد الظاهري طبعاً. * من الذي شجعك في بداية مشوارك الفني؟ - والدتي رحمة الله عليها.. جدتي هي من ربتني ووقفت إلى جانبي وساعدتني كثيراً وأقنعت جدي أبا الوالدة بذلك، لأنني كنت عايشة في كنف جدي إلى جانب المدرسين وبعض الزملاء. رفض وإعجاب * هل من صعوبات واجهتك في بداية التحاقك بمهنة الفن؟ - طبعاً زي أي بنت في اليمن.. يعني في البداية تم رفض الفكرة أساساً.. فكرة ان أظهر على خشبة المسرح، لكن باصراري الكبير فرضت نفسي واقتنع الكثير من المقربين بعدما أعجبوا بأعمالي. * طبعاً منهم زوجك الذي لم يعترض طريقك ويقف إلى جانبك ويشجعك حالياً لمواصلة مشوارك الفني؟ - الحمد لله لدي إنسان متفهم ويشجعني دائماً، رغم أنني ابتعدت عن الفن لفترة بعد زواجي لكنه من أعادني وأرجعني إلى عالمي المفضل. المهر * متى كان أول ظهور لك في التلفزيون؟ - تقريباً من خلال مسلسل "المهر" كأول عمل درامي شاركت فيه وهو للمخرج عبدالعزيز الحرازي. * يعني عرفك الجمهور أولاً كممثلة وليس مطربة؟ - لا.. لا كمطربة على خشبة المسرح في الحديدة من خلال مشاركتي في المناسبات الوطنية كالعيد الوطني والعيد الفضي، وكان ذلك أول ظهور لي ومن ثم توالت الأعمال في المسرح ثم الدراما على التلفزيون. * بالنسبة للأعمال الغنائية كم رصيدك منها حتى الآن؟ - أعمالي الغنائية ليست كثيرة.. يمكن قبل عشر سنوات على ما اعتقد سجلت عدداً منها لقناة "اليمن" الفضائية وإذاعة صنعاء وإذاعة الحديدة. * ممكن تذكرين لنا أبرز هذه الأعمال؟ - مضى على هذه الأعمال وقت طويل، لكن هناك أغنية بعنوان "لا أحد" من ألحان الدكتور نبيل شورى وهو موسيقار مصري وكلمات الشاعر اسماعيل الكبسي على ما اعتقد، وكذلك أنشودة وطنية بعنوان "حب اليمن" قدمها لي الأستاذ جابر علي احمد ومن ألحانه ايضاً وهي من كلمات الشاعر الكبير عباس الديلمي. فنانة شاملة * ممكن نقول إن التمثيل سحب البساط من تحت أقدامك كفنانة غنائية؟ - صحيح أنا كسولة بعض الشيء عن الغناء، ويمكن التمثيل أخذ كل وقتي وحبي.. يعني ما اقدرش أفرق بين الغناء والتمثيل ففي كليهما أنا با ألاقي نفسي، بس فرصة التمثيل تكون أكبر لأن العناصر النسائية كانت قليلة جداً خلال تلك الفترة. أول ألبوم * ما جديدك الفني؟ - لدي البوم جديد وهو يعد ألبومي الأول وهو جاهز منذ فترة.. يعني له عدة سنوات جاهز وكان يفترض ان ينزل إلى الأسواق لكنه تأجل لأسباب خاصة. * هل للمادة علاقة بتأجيل طرح الكاسيت حتى الآن؟ - نعم مشاكل مادية، حيث أن الألبوم موجود لدى الأستاذ فؤاد الشرجبي في الاستديو، ولا يوجد لدينا أي دعم من أية جهة رسمية كانت أو خاصة. * مع من تعاملت من الشعراء والملحنين.. هل هناك هامات شعرية سامقة معروفة على الساحة؟ - للأسف الشديد لم أتدخل في مسألة الشعر أو الألحان، لأن المنتج هو اللي جاب أغاني الألبوم.. يعني عرضها عليَّ وهي جاهزة. التمثيل * أين تجدين نفسك أكثر في الغناء أم التمثيل؟ - والله العمل نفسه هو الذي يحكم الفنان.. يعني ساعات أشوف نفسي في عمل معين ومع شخصية معينة امبراطورة وراء الكاميرا، وكذلك عندما أكون على خشبة المسرح في دور معين وأمام تفاعل الناس معي.. مؤخراً كنت أغني في صالة 22 مايو أمام حشد جماهيري كبير مؤيد للشرعية الدستورية وهناك غنيت لوطني وليس لأحد.. ومعظم الجمهور الحاضر من أبناء القبائل وتفاعلهم معي كان مرعباً، ومع ذلك كمطربة أحسست أن هناك تجدداً للفن بشكل كبير.. كانت ليلة في غاية الروعة وما كنت أريد أنزل من على خشبة المسرح وتمنيت أن أواصل الغناء حتى الصباح. * كمطربة ما الذي لفت انتباهك في هذه الفعالية تحديداً؟ - بصراحة كانت هناك حالة من الوطنية الرائعة.. النشوة الوطنية الرائعة.. وهذا الشيء الجميل الذي ميز هذه الفعالية الوطنية. * أبرز الأعمال أو المسلسلات التي حققت من خلالها نجوميتك؟ - "الوصية، المهر، كشكوش، كيني ميني، عيني عينك، شاهد عيان" وأعمال درامية أخرى. * بالنسبة للأعمال المسرحية؟ - معظم أعمالي درامية كما قلت لك لكن هناك مسرحية بعنوان "العصافير تبني أعشاشها" للأستاذ المرحوم فريد الظاهري، وقدمت في مهرجان بغداد الثاني للمسرح عام 1990م، كما تم عرضها مرة أخرى في مهرجان المسرح اليمني الأول وحصلت على أحسن ممثلة آنذاك، وكذلك مسرحية "الظل" والتي تمثل بالنسبة لي تحولاً كبيراً كممثلة مسرحية. * ما تقييمك لواقع الفن في اليمن؟ - واقع الفن في بلادنا مهضوم وموسمي.. يعني ننتظر من رمضان إلى رمضان حتى "يجيبوا" الأعمال وبعدين نشتغل سريع سريع "خبز طاوة"، لأنه ما فيش وقت ورمضان على الأبواب. المال * ما المشاكل أو المعوقات التي تحد من تطور الفن اليمني برأيك؟ - المال هو العائق الوحيد الذي يقف أمام تطور الفن اليمني.. يعني إذا أردت ان تحصل على عمل فني درامي بمعنى الكلمة لازم تعطي المخرج أو المؤلف أو الممثلين حقوقهم المالية الكافية لإنجاز أعمال قيمة. * تقصدين ان المشكلة ليست في الكادر أو المؤلفين أو المخرجين؟ - نعم.. وبعدين الفنان اليمني فنان بالفطرة على عكس فناني الدول الأخرى، وان وجد عندهم ذلك فلا يتجاوز عدد الأصابع، ومع ذلك فلا بد ان يعزز الفنانون اليمنيون موهبتهم الفطرية من خلال صقلها بصورة مستمرة لاكتساب الخبرة. دراما بايته * برأيك من يتحمل مسؤولية تدني الدراما اليمنية؟ - كل الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارتا "الثقافة" و"الإعلام".. كما أريد الإشارة إلى ان الدراما التركية أصبحت اليوم تغزونا من خلال المسلسلات المدبلجة والتي أصبحت اليوم حاضرة بقوة وتسيدت الصفوف الأولى عند المشاهدين على عكس الدراما المصرية التي أصبحت اليوم بايتة مع احترامي الشديد، فأين نحن من كل هذا؟!! ومع ذلك ما ينقصنا هو المال كما قلت لك لنطور من الفن اليمني. * بالنسبة لشركات الإنتاج الخاصة هل وجودها عزز من مستوى الفن نوعاً ما برأيك؟ - ربما ساعدت في رفع أجور الممثلين على عكس القطاع العام لكن وجودها لم يحرر الفن اليمني من الموسمية، وبالتالي فوجود هذه الشركات مثل غيابها. عدوى * هناك من يقول ان شلليات الفنانين أفسدت الفن.. أنت ما رأيك؟ - بالنسبة للشلليات هي موجودة في كل مكان فقد أصبحت اليوم زي العدوى.. وهذا على ما اعتقد يقف عائقاً وحجر عثرة أمام تطور الفن، وأتمنى ان يتعامل الفنانون فيما بينهم بشكل راقٍ، ولا يطعن كل واحد منهم زميله في ظهره أو يأكل لقمة غيره، لأن من يتصرف مثل هكذا تصرف فهو مريض نفسياً وأتمنى الصحة النفسية للجميع. * فنانون تفضلين العمل إلى جانبهم؟ - أحب العمل مع الجميع دون تحيز، لكنني استمتع لما اشتغل مع سليمان داود ويحيى ابراهيم ونبيل حزام على المسرح أو التلفزيون، كما أحب العمل مع الشباب والشابات الجدد من الممثلين لأن الفن هو أخذ وعطاء وأنا أحب التجديد في حياتي الفنية. دور سلبي * ماذا عن دور نقابة الفنانين تجاه قضايا الفنان؟ - للأسف أصبحت نقابة الفنانين مقيلاً لتخزين القات فقط ولا تقوم بأي دور يذكر تجاه قضايا واشكالات الفنانين.. يعني المفروض تطالب بحقوقنا وتقف إلى جانب كل فنان يتعرض لأي اشكالات معينة، لكن للأسف دورها سلبي ومعاناة الزميل هزاع التعزي المرضية أنموذجاً، وقد قلتها بصراحة على قناة "السعيدة" أين دور وزارة الثقافة ونقابة الفنانين تجاه الفنان؟!!.. ولماذا يتعمدون تغييبهم والهروب من المسؤولية؟!!.. يعني باختصار النقابة تهمش الفنان ولم تقدم أي شيء حتى الآن، فلماذا وجودها إذاً؟!!.. على الجهات المعنية في الدولة ان تعطي الفنان شيئاً من الاهتمام والرعاية وتمنحه شيئاً بسيطاً من حقوقه كمواطن على الاقل حتى يستطيع ان يعيش حياة كريمة. أغني هندي * ماهي أحب الألوان الغنائية إلى قلبك؟ - أجيد أداء كل الألوان اليمنية عدا اللون الصنعاني فهو لا يستهويني، كما أجيد اللغة الهندية ولهذا فأنا أغني هندي، وغنيت أيضا أثناء مشاركتي في إحدى الفعاليات العالمية في فرنسا باللغة الفرنسية على إيقاع الموسيقى رغم أنني لا أجيد الفرنسية بالإضافة إلى أنني احب الاستماع لفناناتي المفضلات إلى قلبي ماجدة الرومي وأم كلثوم وفيروز. مع الحوار * كيف تقرأين المشهد السياسي للأزمة الراهنة؟ - في البداية كانت فكرة حلوة من الشباب ان يخرجوا للاعتصام من أجل المطالبة بحقوقهم المشروعة.. يعني إلى متى سيظلون مهمشين.. عليهم ان يعبروا عن آرائهم، كوننا في بلد ديمقراطي لكن - للأسف الشديد - هؤلاء الشباب استغلوا وتم التغرير بهم بعد ان سرقت الأحزاب ثورتهم السلمية الداعية إلى إصلاح الأوضاع وتأمين مستقبل الشباب، وكلنا نؤيد هذه المطالب كحق مشروع لكل مواطن ينشد الأمن والسلام والاستقرار لهذا الوطن الحبيب، كما أننا مع الحوار لمعالجة هذه الأزمة.. وأشتي اقول لك اننا تربينا على حب الرئيس علي عبدالله صالح ولا ننسى فضله اطلاقاً الداعم للمرأة خاصة والفن بشكل عام. * هل شاركت في أي من المسيرات والاعتصامات التي يشهدها الشارع اليوم المؤيدة للشرعية أو المطالبة باسقاط النظام؟ - لا لم أخرج للتظاهر حتى الآن وان قررت الخروج في هذه المسيرات سأكون إلى جانب الوطن، وعبر صحيفتكم أنصح الشباب المعتصمين بأن يجعلوا حب الوطن هو الأول، وأن يبتعدوا عن هذه النزعات والشعارات الغوغائية، وأن يفكروا فيما بعد عندما يصبح الحديد على النار أين سيذهبون ومن سيقف إلى جانبهم لمساندتهم.. عليهم أن يفكروا في مصلحة البلد أولاً وأخيراً بعيداً عن الحزبية التي شتت الأهل والأحبة.