الوطن هو الباقي وعلى الجميع الحفاظ على ترابه الطاهر “الثقافة” و”الإعلام” قتلتا الفن والمال هو الملاذ الوحيد لخلق دراما منافسة من قطعوا لسان الشاعر الرميشي تفوقوا على الشيطان شركات الانتاج تتاجر بالفن وإغلاق نقابة الفنانين واجب وطني منى علي.. فنانة مبدعة عشقت التمثيل منذ طفولتها لتجد نفسها على خشبة المسرح المدرسي، وعمرها لا يتجاوز 8 سنوات في العاصمة صنعاء.. هوايتها للفن دفعتها لمواصلة مشوارها الفني بنوعيه متحدية كل الصعاب. “الجمهور” استضافت الفنانة منى في لقاء سريع وناقشت معها العديد من القضايا والأحداث الجارية على الساحة.. * كيف جئت إلى عالم التمثيل؟ - من المدرسة وعمري حينها 8 سنوات لأنني كنت أهوى التمثيل منذ الطفولة.. * متى كانت انطلاقتك الفنية تحديداً؟ - في عام 2005م كان أول ظهور لي على شاشات التلفزيون، أما بالنسبة للمسرح فكانت بدايتي على خشبة المسرح المدرسي وكان عمري حينها لا يتجاوز 8 سنوات. * أول عمل درامي شاركت فيه؟ - “كيني ميني” الجزء الثاني و”شر البلية” الجزء الثالث. * وبالنسبة للأعمال المسرحية ما هي أول مسرحية شاركت فيها؟ - مسرحية عن البيئة لا أذكر اسمها. أسرتي دعمتني * من وقف إلى جانبك عند بداياتك الفنية؟ - أسرتي طبعاً بعد الله سبحانه وتعالى هي من دعمتني وساندتني وما زالت كذلك حتى الآن. * هل واجهتك صعوبات أو عوائق عند التحاقك بهذا المجال؟ - بالتأكيد مثل أية امرأة يمنية التحقت بمجال الفن، فنظرة المجتمع الذي نعيش فيه ما زالت قاصرة تجاه المرأة.. وهذه النظرة جعلتها تدفع ضرائب هذه المهنة، والحمد لله تلاشت هذه النظرة بعد أن عرف المجتمع أهمية هذه المهنة وأن التمثيل عمل راقٍ يعشقه الكبار والصغار والمثقفون والأميون. * كما رصيدك من الأعمال الفنية بنوعيها؟ - والله ما بين أحسب كم، لكن الحمد لله لدي رصيد فني متميز أكسبني محبة الجماهير. * أبرز الأعمال الدرامية والمسرحية التي حققت نجوميتك؟ - هناك الكثير من الأعمال منها مسلسل “الرحلة”، “علاجك عندي”، “أشواق وأشواك”، “كيني ميني”، “همي همك”، “شر البلية” وغيرها، بالإضافة إلى مسرحية “معك نازل” التي تم عرضها في ألمانيا. بعد الفوات * ما جديدك الفني؟ - أشارك حاليا في تصوير مسلسل “بعد الفوات” والذي سيعرض على قناة “اليمن” خلال شهر رمضان المقبل. * من هو مخرج هذا المسلسل ومؤلفه ومن الشركة المنتجة؟ - لا أحب أن أتحدث عن هذا العمل لأننا بادئون في عملية التصوير ولا داعي لشرح التفاصيل. مهضوم ومقتول * ما تقييمك لواقع الفن اليمني؟ - صحيح عاد احنا بادئون لكنه للأسف مهضوم ومقتول إلى أبعد حد. * ما هي أبرز المشاكل والصعوبات التي تعيق تطور الفن في بلادنا؟ - المال يعني ما فيش دعم من وزارة الثقافة لأنها المسؤولة الأولى على هذا المجال، ولهذا فهي مقصرة تماماً تجاه الفن، بالإضافة إلى وزارة الإعلام فهي تتحمل أيضا جانباً من مسؤولية تدني الدراما اليمنية. * يعني المشكلة ليست في الكادر أو الممثلين أو المخرجين؟ - لا المشكلة في تقصير المسؤولين في الثقافة والإعلام وليس في الممثلين والمخرجين، لأن بلادنا لديها كوادر مؤهلة وإبداعية قادرة على صناعة دراما راقية، لكن ينقصهم المال ولا يجدون من يدعمهم. إنتاج محترم * ما الحلول برأيك لخلق دراما يمنية منافسة للدراما العربية؟ - إذا أنت تشتي (عمل كويس) لازم تصرف (كويس).. يعني إذا فيه إنتاج محترم سيكون العمل محترماً، لأننا بنستلم فتات الفتات مقارنة بالممثلين في دول الجوار.. يعني ما تتقاضاه لا يساوي ربع ما يتقاضاه زملاء المهنة في دول الخليج مثلا، ومع هذا ننظر إلى الفن كرسالة وليس إلى كم با يجنيه من المال، فهذا شيء لا يذكر.. وبعدين أنا وزملائي من الفنانين والفنانات الكبار والصغار ما فيش معنا لا تأمين صحي ولا فيه دخل زي الناس ولا رواتب زي الناس ولا فيه احترام ولا تقدير للفنان من قبل المعنيين عليهم.. يعني احنا خارج بلادنا محترمون وداخل بلادنا ما حدش بيعبرنا. تهميش الفنان * تقصدين أن الجهات المعنية تهمش الفنان اليمني؟ - نعم.. ولو وجدنا مسؤولين يشجعوننا ويقفون إلى جانبنا أكيد سنرتقي بالفن إلى مستوى الدراما العربية، بالإضافة إلى وجود المال. * برأيك هل ساهمت شركات الإنتاج الخاصة في الرقي بالفن ولو بشكل بسيط؟ - لا والسبب أن الفن في بلادنا لا يزال موسمياً وما فيش على مدار السنة.. يعني زيها زي القطاع الحكومي، ومع ذلك فالقطاعان الحكومي والخاص بيعملون بنفس المسار في السنة حسنة. * تقصدين أن وجود هذه الشركات مثل عدمها؟ - نعم وجودها وغيابها سواء.. واعتقد أنه ما بش فرق بينها وبين القطاع الحكومي في الأجور إلا حاجات بسيطة جداً لا تكاد تذكر. استثمار الفن * إذاً لماذا وجدت برأيك؟ - لاستثمار الفن وليس لدعمه أو تطويره.. صحيح أنها أوجدت أكثر من فرصة للفنان ولكن في الموسم فقط وليس في شهور السنة الأخرى.. يعني نتفاجأ أن هذه الشركات والقطاع الحكومي وتحديداً قبل رمضان بفترة قليلة يطلبون أعمالاً، زي الذي فاقوا من الغيبوبة!!. إغلاق النقابة واجب * ماذا عن دور نقابة الفنانين تجاه منتسبيها من الفنانين؟ - حدث ولا حرج!!.. نقابة الفنانين وجودها زي عدمها.. يعني ما حدش عارف ليش وجدت هذه النقابة، لأنها لم تقدم لأي فنان أية خدمة أو تقف إلى جانبه في أية قضية أو مهنة.. في نظري لو تغلق أنه أفضل. * مَنْ مِنْ المخرجين تفضلين العمل معه؟ - والله أحب العمل مع أكثر من مخرج لأن كل مخرج له رؤيته الإخراجية وطقوسه الخاصة. * وبالنسبة للممثلين هل شاركت مع ممثلين كبار وتتمنين تكرار العمل إلى جانبهم؟ - نعم شاركت مع الأستاذين نبيل حزام وفؤاد الكهالي منذ حوالي خمس سنوات. رضا الجمهور * بمن تأثرت من الفنانين؟ - بالنسبة لي ما أحب أتأثر بأحد أو أنني أقلد فناناً معيناً.. أنا أحب أن أؤدي الدور الذي اقتنع به أنا ويرضي الجمهور، وهذا هو ما أطمح إليه. * بالنسبة للمشاركات الخارجية هل لديك أعمال في هذا الجانب؟ - نعم شاركت في مسرحية “معك نازل” التي عرضت في ألمانيا وكان لدي مشاركة في مسلسل يمني عماني في مسقط إلا أن المشاكل التي يشهدها الوطن العربي أجلت الموضوع. * مَنْ مِنْ الممثلات اللاتي كن سيشاركن إلى جانبك في هذا المسلسل؟ - شقيقتي أفراح علي وغيدا جمال وغيرهن من الكادر النسائي. * ماذا تعني لك مهنة التمثيل؟ - الماء والهواء. الوطن باقي * كيف تنظرين إلى الأحداث الجارية على الساحة اليمنية؟ - والله الوضع الحالي في بلادنا لا يسر عدواً ولا حبيباً وأتمنى من الجميع سواء كانوا مؤيدين أو معارضة أو أيا كانوا أن يراقبوا الله سبحانه وتعالى هذا أول شيء في هذا الوطن، لأنه بلادنا احنا لا هو بلد فلان ولا بلد علان، وإنما بلد عيالنا وأجيالنا والوطن هو الذي سيبقى وكل شيء زائل، ويجب علينا كلنا فنانين، أدباء، شعراء، مطربين، محامين، طلاب، طالبات أن نخاف الله في هذا البلد، وأن نحافظ على تراب هذا البلد ولا داعي للقيام بتدميره وتخريب مؤسساته ومنشآته وبعدين نقوم نبني من جديد.. من الصفر لأن الإعمار من جديد صعب، وطن الجميع. خطوط حمراء * ما تعليقك على دور المرأة وتفاعلها تجاه الأحداث القائمة على الساحة؟ - الآن التم الشامي على المغربي وما عاد بندري أين الصح أين الخطأ!! ومع ذلك فإن المرأة نصف الرجل وضروري أن تبدي رأيها في إطار المقبول، وهناك خطوط حمراء المفروض ما حدش يعديها.. يعني أنا مع مشاركة المرأة في مسيرات تكون كلها نسائية وما فيش أي عنصر رجالي، وبعدين فيه حاجات سيئة بتحصل بس لو واحد يتكلم با يؤولونها إلى أشياء أخرى.. * مثل ماذا؟ - زي بقاء المرأة خارج بيتها في الساحات طول هذه الفترة، لأن مثل هذه التصرفات عندنا عيب وعاداتنا وتقاليد مجتمعنا اليمني لا تسمح بذلك.. يعني يحق للمرأة أن تعبر عن رأيها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وتطالب بحقوقها ولكن في إطار معقول ومحدود. ضد الاختلاط * أفهم من كلامك أنك ضد الاختلاط؟ - نعم أنا ضد الاختلاط. * بماذا تنصحين الشباب والشابات المعتصمين في الساحات ما يسمى بالتغيير؟ - أنصحهم بالحفاظ على بلدنا وألا يخربوا ويدمروا كل منجزات الثورة والوحدة، وما فيش داعي نرجع نبني من الصفر، كما أتمنى أن تكون اعتصاماتهم سلمية ويتحلوا بالأدب والأخلاق لأنه ما فيش داعي للتجريح وقلة الأدب، لأنه لا عاداتنا ولا تقاليدنا ولا مجتمعنا يسمح لنا بما نسمعه اليوم من ألفاظ بذيئة وجارحة، لأننا- كما قلت - تربينا على الأدب واحترام الكبير، احترم المعلم فما بالك باحترام ولي الأمر.. يعني يعتصمون كما يشاؤون لكن باحترام وما فيش داعي لطول اللسان حتى تكسب رأي الشارع ويعتبروك صاحب حق، كما أدعو الحكومة إلى الاستجابة لمطالب الشباب المشروعة وتحسين أوضاعهم المعيشية وتوظيفهم. إسرائيل لم تفعلها * ما رأيك فيما تعرض له الشاعر وليد الرميشي لقطع لسانه كونه عبر عن رأيه؟ - أشتي أقل لك إن إسرائيل ما قد فكرت أنها تقطع لسان أي فلسطيني أو أي عربي.. احنا فقنا على الشيطان، حتى الشيطان تبرأ من هذا الفعل، وهم بهذا الجرم يريدون إيصال رسالة مفادها لا تعبر عن رأيك طالما وأنت تدافع عن هامة وطنية بحجم الرئيس علي عبدالله صالح، واعتقد أن بدل وليد فيه ألف وليد والعنف ما يولد إلا عنفاً أكبر منه وأن يبقى اليمن فوق كل اعتبار.