يقول المثل "اليهودي يهودي ولو أسلم".. ولسنوات عدة وربما عقود من الزمن صدقنا هذا المثل الذي ظل الناس يكررونه وخصوصاً علماء دين في محاضراتهم، ويستشهدون على ذلك بقصص من تصرفات يهود خيبر والمدينة ومكرهم وكذبهم وخداعهم، وغيرها من القصص التي كانت معظمها تأليف من "أصحابنا" لبدئها بجملة (يحكى أن أحد اليهود ذهب إلى أحد المسلمين) أو يقال (إن يهودياً في المدينة عمل كذا وكذا)، يعني كما يحدث الآن في إعلام الإخوان المسلمين من أخبار وقصص كاذبة مبنية على "مصدر" مجهول الهوية والانتماء. المهم أن اليمنيين وانطلاقاً من براءتهم وقلوبهم النظيفة والمؤمنة صدقوا تلك الحكايات، وبعضهم حمل في قلبه من الحقد على اليهود اليمنيين الكثير.. حتى جاءت الأيام وأثبتت عكس ذلك تماماً.. نعم قد يتمسك اليهود بديانتهم التي ولدوا وتربوا عليها، ولكنهم في تصرفاتهم وأخلاقهم يمنيين.. ونستطيع القول إنهم فاقوا بمواقفهم القريبة جداً من تعاليم الإسلام أولئك الذين يدَّعون ليل نهار أنهم الوحيدون الذين يحملون مفاتيح الجنة. يهود اليمن وليس اليهود المحتلون لفلسطين أثبتوا أنهم مسالمون في حياتهم وتعاملهم مع جيرانهم المسلمين، ولا يحملون في قلوبهم ذرة حقد على المجتمع والوطن ومصالح المواطنين الخاصة والعامة.. يهود اليمن في أكثر من تصريح عبر وسائل الإعلام وبالتحديد صحيفة "الجمهور" أعلنوا استنكارهم وإدانتهم الشديدين لكل أعمال العنف والتخريب وقطع الطرقات وسفك الدماء وقتل رجال الأمن الساهرين لحماية الوطن والمواطنين، والاعتداء على الشعراء والخطباء بالضرب وقطع الألسنة.. ودعا حاخام اليهود يحيى يوسف موسى، جميع الأطراف السياسية في اليمن أكثر من مرة إلى "أن يصلُّوا على النبي ويحكموا العقل ويجلسوا جميعاً على طاولة الحوار ويجعلوا مصلحة الوطن هي المصلحة الأم بعيداً عن المصالح الشخصية"، ولم يسلم الحاخام يحيى يوسف من عنف إخواننا في الله لتصريحاته التي لم تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.. حيث قال أحدهم وهو يخطب في منبر أحد المساجد: "من عجائب الزمن أن يظهر علينا باقي يهودي ويدعونا إلى أن نصلي على النبي محمد". وكان آخر موقف وطني لليهود إدانتهم واستنكارهم لجريمة جامع النهدين الإرهابية، التي استهدفت رئيس الجمهورية وعدداً من كبار قيادات الدولة، وقال الحاخام يحيى يوسف موسى في تصريح لصحيفة "الجمهور": "إن هذا العمل يتنافى مع الدين الإسلامي الذي يحث على احترام أماكن العبادة والديانات، والأفضع من ذلك أن هذه الجريمة ارتكبت في يوم (أول رجب) والذي يعتبر لدى المسلمين عيداً لأنه يوم دخولهم الإسلام". وبعيداً عن اليهود التزم العلماء المنضوون في تنظيم الإخوان المسلمين، الصمت ولم نسمع منهم أي بيان إدانة واستنكار وتجريم لما حدث في مسجد النهدين وقت صلاة الجمعة، وللجرائم التي ترتكب ضد رجال الأمن والمواطنين الأبرياء من قبل إرهابيي القاعدة أو بلاطجة المشترك أو عصابات أولاد الأحمر في حي الحصبة، ولم نسمع منهم إدانة لقطع الطرقات وتخريب محطات الكهرباء ومنع وصول النفط والغاز للمواطنين، ولما يحدث في ساحات الاعتصام من انتهاك للشباب والشابات باسم الدين، وضرب وتعذيب واعتقال للعشرات منهم في معتقلات الفرقة ولجنة النظام المسيطر عليها الاخوان المسلمين، بل على العكس من ذلك ظهر علينا "العالم الجليل" الذي يدعى "عبدالمجيد الزنداني" وقدم التحية ل"المجاهدين" من عصابات أولاد الأحمر لما أحدثوه من فساد في منطقة الحصبة كاحتلال الوزارات والمنشآت الحكومية، ونهب أجهزتها وحرق مبانيها وضربها بالصواريخ والأسلحة الثقيلة وقذف منازل المواطنين الرافضين لتصرفاتهم بقذائف الهاون وال"آر. بي. جي" وقتل أسر بأكملها نساءً ورجالاً وأطفالاً ونهب منازل مواطنين آخرين.. كل هذا اعتبره "العالم الزنداني" جهاداً في سبيل الله بالإضافة إلى خطبه الأخيرة المتكررة التي تدعو في مضمونها المواطنين إلى الفرقة والتناحر وحمل السلاح في وجه الدولة والخروج على النظام والقانون والإضرار بالسلم والاستقرار.