تجثم على صدور اليمنيين منذ خمسة أشهر فاجعة، مأساة عبثية عنوانها : " الثورة الشبابية الشعبية" كما يسميها أصحابها.. ومن يتأمل واقعنا المعاش خلال هذه الفترة المؤلمة يدرك مدى الجروح العميقة التي أثخنت أجساد اليمنيين، ويبدو أن هذه الجروح في ظل هذا الوضع المؤلم لم يكتب لها أن تندمل، فما زال هناك من يمعن التوغل في الخطأ والتحريض على الاستمرار فيه.. وبالتالي تلك الثورة التي صرح بها من يسمون أنفسهم ب" ثوّار" ويبشرون بخيرها وعطائها، ليست على النحو الذي يزينوه للشعب ولعامة الناس.. فقد اتضح جلياً خلال هذه الفترة الكثير من الأمور المهمة وانكشف المستور وتجلت الصورة واضحة على حقيقتها دون رتوش أو معالجات لجوانب القبح.. الثورة المزعومة تجلت بعد مرور خمسة أشهر على ميلادها حيث عرفها الجميع بأنها ليست سوى " الثورجية العمياء" ولعل العدائية التي صاحبتها منذ الإفصاح عنها تثبت ذلك.. العجيب والغريب هو ما آلت إليه هذه الثورة في صورتها الأخيرة والتي تم فيها الإعلان عن تشكيل مجلس انتقالي للثورة من قبل توكل كرمان، بالصورة التي أثارت استياء كثير من قادة أحزاب المشترك والقيادات الشبابية المساهمة في الثورة المزعومة.. وذلك لما غلب على التشكيل من مزاجية لامسئولة هي أقرب ما تكون لتصرفات الصبيان والمراهقين، إذ تم الزج بأسماء في المجلس دون الرجوع إليهم للموافقة أو الرفض.. وهو ما دفع الكثير منهم بالنفي القاطع والرفض التام للمجلس الانتقالي حيث أكد بعض قيادات المشترك أن مجلس كرمان الانتقالي لا يمثل إلا من شكلوه وليس لهم علاقة به، كما نفت رموز المعارضة في الخارج كأمثال العطاس وعلي ناصر محمد موافقتهم على الآلية التي تشكلت بها المجلس الانتقالي. إذا ومن خلال ما سبق من ردود أفعال مستاءة من توكل ، ألا يدل ذلك على العبثية التي تدثرت بها " الثورجية العمياء".. إنه بالفعل ذلك وأكثر منه اعتقاد توكل كرمان وأصحابها المراهقين أنهم بهذا الإشهار للمجلس قد قضوا على النظام ورموزه.. يا الله!! ما هذا العبث؟ ما هذا الوهم؟ متى تتعافى كرمان وأصحابها من أحلام اليقظة؟ إن إدمانهم لمثل هذا النوع من الأحلام الوهمية يعزز المأساة ويعمق الجروح لأنهم يظلون بعيدين عن الحقيقة كما هي على الواقع.. وبالتأكيد لا عاصم لنا من هذا العبث سوى فرض هيبة الدولة ويدعمها في هذا التوجه إرادة شعبية تعيد من ظل السبيل إلى الصواب.