سلمت اليوم الخميس الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان المبلغ النقدي لجائزة نوبل لصالح صندوق رعاية جرحى وأسر شهداء الثورة الشبابية السلمية والحراك السلمي الجنوبي. وأكدت توكل كرمان ،في كلمتها خلال الحفل الذي نظمته منظمة صحفيات بلا قيود ومجلس شباب الثورة، أنه منذ لحظة إعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام تشعر بأن المبلغ النقدي ليس حقاً شخصياً لها ، وأن القيمة المعنوية للجائزة ليست حكرا على توكل كرمان. وقالت : «كان العالم وهو يكرم توكل كرمان يكرم فيها عظمة نضال اليمنيين السلمي التي تجلت في ثورة الشباب وحراك الجنوب وانه لولا الثورتين لما تسلمت اليمن الجائزة .. ولولا انني كنت واحدة منهم ما تسلمتها نيابة عنهم» ، مؤكدة أن هذه الجائزة منحت لهم وليست سوى واحدة منهم. وأضافت إن «صندوق رعاية جرحى وأسر شهداء الثورة السلمية والحراك الجنوبي السلمي يعد فصلا أخر من قصة العشق الطويلة والعميقة التي جمعتني مع ثورة الشباب». وتابعت : «أدشن إيداع أول مبلغ إلى أول مؤسسة يتم انشاؤها بعد الثورة لرعاية أسر وجرحى شهداء الثورة ، فإن لدي حلم أننا سنبني دولة المؤسسات مؤسسة بعد أخرى ، وأننا سنحقق الإنجازات انجازا بعد انجاز، وأننا سنمضي نجوب الآفاق افقا بعد افق». وأشارت إلى أن المستقبل يبدأ الآن بأول مؤسسة يتم بناؤها خاصة بالثورة السلمية والحراك الجنوبي السلمي ، لافتة إلى أنه إعلان ميلاد كفاح البناء من أجل المستقبل الذي يبدأ الآن. وأوضحت توكل أن عظمة تضحيات شهداء وجرحى الثورة الشبابية تضعنا جميعا أمام استحقاق تاريخي حضاري لا نملك دون المضي في تحقيقه , كما أن العدالة والإنصاف والحرية والكرامة والمساواة والمساءلة وسيادة القانون والمواطنة المتساوية هي بعض ما ارادوه هؤلاء النبلاء. وتابعت كرمان : «العدالة والإنصاف والمستقبل والحاضر مرهونين بتسوية ملف الشهداء والجرحى تسوية تنتصر لأهدافهم وطموحاتهم ،وانه حين تطوي ما حدث لهم ولا تسمح بتكراره ، حين تكفل العدالة والإنصاف لهم ولعوائلهم، وتمنحهم ما يستحقون من الاعتراف والتكريم وجبر الضرر وانه بعد ذلك لن يضير الشهداء والجرحى ان تمنحو قاتليهم عفوا مشروطاً بعدم التكرار في الحاضر والمستقبل ، فقط ان كان مشروطا بأن يجري في حال التكرار محاسبتهم بصورة فورية وعاجلة عن كل شيء من قبل ومن بعد». ولفتت إلى أن الشهداء والجرحى ليسوا مجرد أرقام، وحين يجري الحديث عن شهداء ثورة سلمية وجرحاها فإن الحديث يختزل المشهد كاملا ، والقضية العادلة والتضحية العظيمة ، والاستحقاقات والنتائج التي يجب أن تسفر عن تحولات عظيمة وعن انجازات فارقة. وقالت إن «حل قضايا الماضي وتسوية المظالم وحالات العدوان والانتهاكات وجبر الضرر إجراء لازم لا تكتمل العدالة بدونه ولا يمكن الحديث عن الانتصار لمشروع الشهداء والجرحى الحضاري دون تسوية لكل القضايا ودون اتخاذ هذا الاجراء». ولفتت إلى أنه حين يتورط القتله في الجرائم مجددا ؛ وحين يصرون على إعاقة التغيير والتمنع دون العبور إلى حاضر سوي ومستقبل افضل ؛ وحين يطمحون إلى العودة للهيمنة على الحاضر والمستقبل، ويسعون الى إفشال الطموح بالتغيير وتدميره، فالمطالبة بمحاكمتهم هي محاكمة لسياساتهم الخاطئة ولسلوكهم العدواني وليست محاكمة لأشخاصهم فحسب. واستطردت توكل : «هناك بعض الامور التي لابد من ايضاحها وهي أن نصيبي من جائزة نوبل للسلام في عام 2011 ، هو نصف مليون دولار ، تم تحويله إلى حسابي في بنك التضامن بعد خمسة أشهر من استلامي للجائزة ، بعد أخذ رسوم التحويل .. وصل إلى حسابي مبلغ اربعمائة وستة وسبعين ألف ومائه وتسعين دولار وثلاثة واربعين سنتاً وانها بقت في حسابي لمدة عام وأكثر ، الأرباح خلال عام 2012 بلغت سبعة آلاف وستمائة واثنين وخمسين دولارا وثمانية واربعين سنتين وبذلك يصير مجموع ماسيحصل عليه الصندوق اليوم هو أربعمائة وثلاثة وثمانون ألف وثمانمائه واثنان وأربعون دولار وواحد وتسعين سنتا وسيتبقى مبلغ الربح لعام 2013 ، سيتم تحويله مباشره إلى حساب الصندوق فور اعلامنا من البنك». من جانبها شكرت رئيس مجلس إدارة صندوق رعاية أسر شهداء وجرحى ثورة 11 فبراير 2011م الشبابية الشعبية السلمية والحراك السلمي في المحافظات الجنوبية سارة عبدالله حسن الناشطة توكل كرمان لما أسمته المساعي الثورية . وقالت إن «هذا اليوم الذي تسلمت فيه القيمة المالية لجائزة نوبل من توكل كرمان باسم صندوق رعاية أسر شهداء و جرحى ثورة فبراير والحراك الجنوبي السلمي هو يوم مهم في حياتي». وأكدت أنها حاولت إقناع الناشطة توكل كرمان بأن تؤجل تسليم جائزة نوبل إلا أنها رفضت و بشدة عملية التأجيل. وبينت أن الشعوب تكتشف شهدائها باستمرار، وتعطيهم التقدير الذي يليق بتضحياتهم، كم يبدو هذا الأمر صعب التحقيق. ودعت سارة كافة المنظمات الخيرية ورجال الاعمال والخيرين التبرع لصالح صندوق رعاية الجرحى والشهداء ، كما دعت الحكومة الى تسهيل عمل الصندوق. من جهتها قالت بسر الصرابي المدير التنفيذي لمنظمة "صحفيات بلا قيود انه «في مثل هذه اللحظات المشحونة بالعاطفة الصادقة، يمكننا جميعاً، أن نحتفل ليس بجائزة نوبل وحسب، ولكن بالطريقة التي قررت صاحبتها التعامل مع الجائزة». وأضافت بشرى في كلمتها التي القتها في الحفل : «لم تكن جائزة نوبل في نظر الأستاذة توكل كرمان سوى بداية جديدة ومختلفة، فلم تركن للراحة كما كان يظن البعض، بل واصلت وما تزال العمل الدوؤب من أجل تحقيق الحلم الذي خرج في سبيله الثوار في كل الميادين والساحات وهو حلم دولة مدنية حقيقية».