أقام مجلس شباب الثورة السلمية ومنضمة صحفيات بلا قيود صباح اليوم مهرجاناً كرنفالياً مهيباً بمناسبة تسليم السيدة توكل كرمان المبلغ النقدي لجائزة نوبل للسلام لصالح صندوق رعاية اسر الشهداء و جرحى ثورة فبراير 2011م والحراك السلمي الجنوبي وذلك في قاعة المركز الثقافي بصنعاء . وتمت مراسيم تسليم شيك قيمة جائزة نوبل للسلام الخاص بنصيب السيدة توكل كرمان (نصف مليون دولار ) الى رئيسة ادارة الصندوق سارة عبد الله حسن وذلك بحضور المبعوث الاممي الى اليمن السيد جمال بن عمر ورئيس الوزارء محمد باسندوة وعدد من سفراء الدول الاجنبية والعربية وكذلك وزراء الحكومة وممثلي الاحزاب السياسية وفي مقدمتهم د/ ياسين سعيد نعمان وسعيد شمسان واخرون وبعض رؤساء منظمات المجتمع المدني واهالي الشهداء والجرحى . بداية الحفل القت المديرة التنفيذية لمنظمة صحفيات بلا قيود بشرى الصرابي كلمة باسم المنضمة التي تراسها توكل كرمان حيث قالت : كثيرون يسألونني لماذا لم تحصل المنظمة على أي جزء من القيمة المالية لجائزة نوبل، ألم يكن هذا الأمر متاحاً ويدعو للبهجة، وكان ردي على هؤلاء جميعاً، هناك من هو أحق بالمال والرعاية، يوجد أشخاص بذلوا أرواحهم من أجلنا، وهناك أشخاص آخرين يعانون من أوضاع صحية صعبة، فقط لأنهم قرروا مواجهة جبروت النظام السابق. وتابعت يدعوني هذا الأمر بصفتي المسؤولة التنفيذية أن أبارك هذه الخطوة، وأرجو أن يستمر اهتمامنا بشهدائنا وجرحانا، ومن جانبنا، سنكون سنداً لكل فكرة نبيلة تسعى لإحداث التغيير والإنصاف. ندرك جيداً أن نضالنا من أجل إقامة دولة الحق والقانون سوف يستمر، وأننا ما زلنا في أول الطريق. بعدها مباشرة القى الاستاذ / عبد الغني الماوري المدير التنفيذي لمجلس شباب الثورة كلمة باسم المجلس تحدث فيها ان هناك من كان يعتقد انه يصعب أن يأتي هذا اليوم، وراكم على مدى عامين أوهامه حتى خُيل له أن بإمكانه إقناعنا بأن ما وعدت به توكل كرمان ذات يوم ليس سوى خيال.
واضاف الماوري : يمكننا الآن أن ندرك كم كان البعض ظالما للحقيقة ولتوكل على حد سواء بالنسبة لنا نحن مجلس شباب الثورة السلمية لم نكن نقابل ذلك إلا بمزيد من عدم الاهتمام، فمثل تلك الترهات غالبا ما كانت تأتي من أشخاص يفخرون بسرقة المال العام. وفي نفس الإطار أكد الماوري أنهم في المجلس سيقومون بكل ما من شانه المساعدة في تمكين الصندوق من كل الأدوات اللازمة لنجاحه. الصندوق يتعلق بشيء عزيز في الثورة ولن يسمحون بسرقته مؤكدا على ضرورة التعامل مع الشهداء وأسرهم بكل احترام وتبجيل، وبكل شفافية وانضباط. وفما يتعلق بالمعتقلين خاطب الماوري كل من رئيس الوزراء، وجمال بن عمر : برغم أن إبراهيم الحمادي وشعيب الجعبري بريئان ولا شيء ضدهما، وفق ما قاله النائب العام أمام أعضاء من مؤتمر الحوار الوطني، فإنه ومن دون أسباب لم يتم الإفراج عنهما لحد هذه اللحظة. إننا نطالب وبشكل فوري بالإفراج عنهما أو إظهار أدلة توجب إبقاءهما في السجن، نحن نريد العدالة لا شيء آخر. وبعد فاصل فني شارك فيه الفنان الشاب فؤاد عبد الواحد في مقطوعة صغيرة لحنها واهداها الى الشهداء والجرحى والثورة بهذه المناسبة . محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء قام بإلقاء كلمة الحكومة ، عبر فيها عن شكره لمبادرة توكل كرمان بالتبرع بالجائزة لصالح الصندوق والتي قال بانه دليل قاطع على اثبات بانها وطنية حتى الثمالة . واضاف باسندوة خلال كلمته بالقول : اعترف ان الحكومة لم تتمكن من القضاء على الفساد ولم توفر الامن وهذا من العيب ان نخفيه على الناس .. فانا اتعامل معكم بشفافية واريد ان يسود القانون والعدالة في البلاد وانا اول شخص مستعد لان اموت في سبيل تحقيق هيبة الدولة والقانون . وقالت توكل كرمان بان الصندوق بالنسبة لها يعتبر فصلا اخرا من قصة العشق الطويلة والعميقة التي جمعتها مع ثورة الشباب وحراك الجنوب منوهة الى ان الشهداء والجرحى ليسوا مجرد ارقام، وحين يجري الحديث عن شهداء ثورة سلميه وجرحاها فإن الحديث يختزل المشهد كاملا . وفي رسالة منها إلى مؤتمر الحوار بكافة أعضاءه,قالت كرمان : ان افضت الحلول والسياسات والتوافقات الى حاضر ومستقبل رشيد فأنتم تمثلون شعبكم .. أما حين تفضي الى اعادة دورات العنف والفساد والصراع والفشل فأنتم خائنون للعهد مخالفون للوعد. وخاطبت توكل كرمان الإخوة الأعداء ..الذين يتقاتلون في صعده اليوم وهم اطراف في الحوار : انكم تقدمون رسالة بالغة السوء امنحوا انفسكم السلام قبل ان تمنحوه شعبكم .. اسدوا لأنفسكم معروفا قبل ان تسدوه لمواطنيكم في كل مكان وفي كل زمان. وفي نهاية الكلمة قبل بداء مراسيم تسليم الجائزة اوضحت توكل كرمان عن قيمة المبلغ بالتحديد حيث قالت : نصيبي من جائزة نوبل للسلام في عام 2011 ، هو نصف مليون دولار .. تم تحويله إلى حسابي في بنك التضامن بعد خمسة أشهر من استلامي للجائزة ، بعد أخذ رسوم التحويل .. وصل إلى حسابي مبلغ اربعمائة وستة وسبعين ألف ومائه وتسعين دولار وثلاثة واربعين سنتاً بقت في حسابي لمدة عام وأكثر ، الأرباح خلال عام 2012 بلغت سبعة آلاف وستمائة واثنين وخمسين دولارا وثمانية واربعين سنتين وبذلك يصير مجموع ما سيحصل عليه الصندوق اليوم هو أربعمائة وثلاثة وثمانون ألف وثمانمائه واثنان وأربعون دولار وواحد وتسعين سنتا ... وسيتبقى مبلغ الربح لعام 2013 ، سيتم تحويله مباشره إلى حساب الصندوق فور اعلامنا من البنك وأتمنى أن أكون قد أديت الأمانة .. ثم دعت سارة عبد الله حسن لتسليمها الشيك والتوقيع على الشيك . رئيسة ادرأه الصندوق سارة عبد الله حسن بادرت لمصافحة كرمان والمشاركة في استلام شيك بقيمة الجائزة تحدثت بعد ذلك في كلمة تعقيبيه قائلة : حاولت ان تقنع توكل كرمان بان تؤجل تسليم جائزة نوبل لصندوق رعاية اسر شهداء و جرحى ثورة فبراير و الحراك الجنوبي السلمي وقابتها بالرفض وأصرت منذ لحظة تهنئتها بعد صدور القرار الرئاسي مباشرة على تسليم مبلغ جائزة نوبل كاملا الى الصندوق . فجائزة نوبل كانت و لازالت في نظر توكل كرمان مجرد أمانة و تسليمها مسؤولية لمن ترى انهم الأحق بها و هم اسر الشهداء و الجرحى كما تحدثت سارة عبد الله حسن .. حرصا منها على ان لا تضيع الجائزة في دهاليز أخرى و لا تصل لأصحابها قررت توكل ان تنتظر الوقت المناسب و المكان المناسب لتقديم الجائزة و لأن انشاء صندوق رعاية اسر الشهداء و الجرحى هو مطلب ثوري فقد رأت فيه توكل انه سيكون المكان الصحيح لجائزة نوبل . البمعوث الاممي السيد جمال بن عمر شارك في كلمة قصيرة قبل نهاية الحفل ووصف خلالها مبادرة توكل كرمان بقيمة الجائزة لصندوق الجرحى بالعمل الانساني والنبيل واشار الى ان تضحيات الشهداء والجرحى لن تذهب سدى وقال بن عمر ان دمائهم قد اثمرت بمرحلة انتقالية لم يشهد لها مثيل في منطقة الربيع العربي ؟ وتعهد بن عمر الى الشهداء والجرحى بان الشعب لن يقبل بالعودة الى الوراء والماضي لأنه مصرًا على استكمال المسار في بناء الدولة . هذا وقد حضر المهرجان الكرنفالي مئات الشباب وعدد من الاكاديميين والصحفيين كما تم عرض فلم وثائقي قصير حول مسيرة توكل كرمان منذ استلامها الجائزة وتعهدها بتسليمها لصندوق الشهداء والجرحى وجاء هذا اليوم التي وفت بوعدها وقامت بتسليمها .