تعتزم بلادنا خلال الأيام المقبلة مطالبة الحكومة الفرنسية بدفع تعويضات لأسر ضحايا الطائرة المنكوبة وشركة الخطوط الجوية اليمنية بعد أن كشف خبراء دوليون محققون في الحادثة تعرض الطائرة اليمنية لصاروخ أطلقته إحدى السفن الحربية الفرنسية التي كانت تنفذ مناورة عسكرية في المنطقة ما أدى إلى إسقاطها. يأتي ذلك وسط الغموض الذي ظل يكتنف تحطم الطائرة اليمنية المنكوبة ووسط التعقيدات التي رافقت التحقيقات الفرنسية حول الحادثة منذ أواخر يونيو الماضي بهدف إخفاء الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك، وكذا الأدلة التي يمكن من خلالها الكشف عن حقيقة الملابسات، حيث كشفت دوائر تحقيقات عالمية أن تضرر ذاكرتي الصندوقين الأسودين الخاصة بالطائرة اليمنية قد حدث نتيجة سقوط الطائرة بانفجار صاروخي، وهو ما يتطابق مع تصريحات مسؤول قمري أكد فيها وجود مناورات فرنسية في ذات التوقيت وفي المنطقة التي سقطت فيها الطائرة. وفسر خبراء طيران مدني وعسكري أسباب العثور على أجزاء من حطام الطائرة اليمنية المنكوبة وبالذات مؤخرتها في سواحل كينيا وتنزانيا، بأن الطائرة ضربت بصاروخ في مؤخرتها وتفجرت في السماء وتناثرت وتطايرت أجزائها على مسافات كبيرة ومختلفة، وتطايرت ومعها أيضا جثث الضحايا التي وصلت إلى شواطئ أكثر من دولة.. مشيرين إلى أن بعض هذه الجثث التي يتم انتشالها حتى الآن وجد عليها آثار حريق، ويكشف بأن الطائرة احترقت بعدما أصيبت بالصاروخ، منوهين بأن جثث الضحايا التي وجدت في سواحل كينيا وتنزانيا هي لركاب المقاعد الخلفية، وهو ما تؤكده الفحوصات التي أجريت لمعرفة هوية جثث الضحايا وأرقام المقاعد المحددة لهم مسبقا عند إتمام إجراءات السفر. كما أن الإصرار الغريب من جانب الفرنسيين على ترؤس فريق التحقيق وحصر عملية البحث عن حطام الطائرة وجثث الضحايا عليهم فقط بزعم ان منطقة جزيرة "رينيون" خاضعة لسيطرتهم، يعتبر- بحسب الخبراء- أكثر تأكيداً على تورط البحرية الفرنسية في إسقاط الطائرة لافتين إلى تعجيل السلطات الفرنسية بتسفير الطفلة الفرنسية التي كانت الناجية الوحيدة من بين ركاب الطائرة من جزر القمر إلى باريس، والذي كان من الممكن أن تمثل شاهدا على حقيقة ما حدث. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية قد نقلت في وقت سابق عن مسؤول قمري طلب عدم ذكر اسمه قوله: "إن السفير الفرنسي في موروني أكد لبعض كبار مسؤولي الحكومة القمرية أن قطعاً حربية تنتمي إلى الأسطول الفرنسي كانت موجودة في مكان الحادث قبل يوم واحد فقط من تحطم الطائرة.. لافتاً إلى قيام السلطات الفرنسية بسحب الغواصين بعد تغيير موقع الطائرة إلى مواقع أخرى غير المواقع الموجودة فيها الطائرة فعلياً، متهماً البحرية الفرنسية الموجودة في موقع الحادث بتعمد إبعاد فرق الإنقاذ والإغاثة غير الفرنسية عن مكان الحادث". وأضاف بالقول: "لا نستبعد حدوث هذا.. ولكن يبدو أن الطائرة وجدت في الوقت الذي لا يجوز فيه أن توجد". يذكر أن حادث تحطم طائرة الإيرباص رقم (310) التابعة للخطوط الجوية اليمنية قبالة سواحل جزر موروني نهاية يونيو الفائت، قد أدى إلى وفاة (152) شخصا، بمن فهيم طاقم الطائرة في حين نجت طفلة وامرأة من ركاب الطائرة.