مع أنها عادة اشتهروا بها إلا أنهم في شهر رمضان الكريم أشد إمعاناً فيها، مستغلين طيبة الناس وحبهم لفعل الخير، والتزود بالطاعات والصدقات في هذا الشهر الفضيل. أولئك هم أرباب حزب الإصلاح وجباة أموال الناس، الذين ينشطون هذه الأيام في حملات واسعة ظاهرها جمع الصدقات والتبرعات من الناس وفاعلي الخير بزعم توزيعها على المحتاجين وفيما يعود على المجتمع بالخير، لكنها في حقيقتها ليست إلا عملاً ممنهجاً يهدفون من ورائه إلى تزويد خلاياهم بالعدة والعتاد اللازمين للفتنة، كل ذلك من أموال البسطاء وفاعلي الخير.. في المدن والأرياف يتوزع دعاة حزب الإصلاح حاثين الناس أينما حلوا على التبرع بالمال نقداً أو عيناً بدعاوي عديدة، تارة بدعوى إغاثة النازحين، وأخرى بدعوى مساعدة المحتاجين، وثالثة بدعوى دعم فلسطين.. إلى ما هنالك من مصارف لا تعدو عن كونها حيلاً وألاعيب يتقن الإصلاحيون حبكها، فيقع البسطاء من الناس في شراكهم وحبائكهم، دون أن يعلموا حقيقة أين تذهب صدقاتهم وتبرعاتهم، وعلى ماذا يتم صرفها، وكيف؟؟؟!. وبات واضحاً اليوم كيف يجند هذا الحزب كل إمكانياته لخوض حرب باسم الدين، لا يتورع فيها عن استخدام الدين مطية ينال من خلالها غاياته الكيدية، فبعد أن بنى الإصلاح من أموال البسطاء وتبرعاتهم امبراطورية تجارية ضخمة، تضم عقارات واستثمارات حتى في الخارج، يعود ريعها كله على الحزب، ها هو الآن يمضي في طريق تسليح مليشياته وتزويدها بآلات القتل والخراب، وذلك من أموال البسطاء وتبرعات المغرر بهم، الذين يظنون بهذا الحزب خيراً، وأنه كما يزعم يجمع التبرعات ليصرفها في الخير، وبما يعود على المجتمع بالفائدة!!. هل يعقل أن يستغفل دعاة حزب الإصلاح ووعاظه الناس من خلال حثهم على ما يسمونه تجهيز الغازي في سبيل الله عوضاً عن الجهاد بالنفس لمن لم يستطع، وأي جهاد هذا الذي يزعمون، وأي غازٍ هذا الذي يدعون الناس إلى تجهيزه بالمال والسلاح؟!!. هذا هو ما يحدث اليوم من دعاة حزب الإصلاح المنتشرين في أكثر من مكان، ومع أن المواطنين على وعي كبير ببطلان ما يدعو إليه هذا الحزب ويسعى نحوه، إلا أن هناك من البسطاء من لم تزل الحيلة تنطلي عليهم، أفلا يتقي دعاة الإصلاح ربهم في هؤلاء الناس، ويتركون التغرير بالبسطاء، وسلب أموال الناس بالباطل، ومن ثم صرفها في باطل آخر أشد جرماً وأكبر شناعة؟!!. لن يرعوي دعاة الإصلاح عن مسلكهم الآثم، فمن شب على شيء شاب عليه، وهم معروفون منذ زمن باختلاس أموال الناس بالباطل، لكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد من التغرير بالبسطاء وسرقة أموالهم لصرفها عياناً بياناًَ على الحرابة وإيقاظ الفتنة، فإن ذلك مما يشيب له الوليد، ويتطلب وقفة جادة من كل الدعاة إلى الله والحق والعدل والأمن والأمان، للوقوف صفاً واحداً في وجه دعاة الفتنة، جامعي أموال الناس بالباطل، وصرفها في الباطل الأكبر..