صبيان وصبايا ورجال ونساء ثكلى وشيوخ عجزة منهم من جهروا بمعاناتهم ومنهم من همس بعذابهم مع جماعة الحوثي بعد أن طفح الكيل حين زادت غطرستهم وعنجهيتهم واستحالت حياتهم مع الحوثيين عذاباً وخزي ومهاناً. العالم شاهد في الفضائية اليمنية نماذج من ضحايا الحوثة ومن منا لم يتذكر تلك الفتاة العشرينية التي تحدت خوفها وباحت بمكنون معاناتها لتكشف عن صورة قاتمة لوحوش ضارية ليس لهم من صفات الإنسان سوى التكوين الجسدي وما عداه أقرب إلى الذئاب. عشرينية وغيرها خمسينية وغير ذلك بمختلف الأعمار جميعهن وقفن بشجاعة وصرحن للفضائيات وهن يحملن رؤسهن بين أيديهن لهول ما يقلنه وتداعيات فضائح وجرائم جماعة الحوثي في حقهن وحق رجالهن وأطفالهن.. جميعهم تحدثوا بتحدي وصمود لا يلين مهما كانت ردود الأفعال الحوثية، وكانت النتيجة ما لا يتصورها عاقل: كم من طفل أغواه الحوثيون ومضى معهم، وكم من طفل رفض الاستجابة لهم فكان جزاءه الإعدام!!؟ كم من شاب أجبر على الانصياع لأوامرهم وتنفيذ مأربهم تحت تهديد السلاح؟ كم من شابة تبكي شرفها الذي أباحه الحوثي لجماعته الذين يسمون أنفسهم بالمجاهدين!!؟ كم من امرأة افترشت الأرض والتحفت السماء في الجبال بين ذئاب البشر من الحوثيين على سبيل المتعة كما يجيزها معتقداتهم الشيعية؟ كم من رجال قضوا نحبهم غلباً وقهراً لما يشاهدونه من جرم يرتكب في حق أهلهم؟ كم من أطفال ونساء ورجال أعدموا بشريعة الحوثة ثم صودرت أموالهم ومكتسباتهم؟ كم وكم وكم؟؟!! جرائم لا تعد ولا تحصى ارتكبت في حق أبناء صعدة ممن تطالهم عصابة الحوثي؟ يسمع شكواهم ؟ من يلبي استغاثتهم؟ من يحميهم من المجرمين والمخربين الذين أشاعوا الفتنة وأفسدوا الأخلاق وأساءوا إلى الإسلام وإلى آل البيت الذين يدعون بهتاً وزوراً أنهم أنصاره وعترته وسلالته؟! حيرى تداعت بعد أن انكشف المستور وبانت حقيقة الحوثيين على الملأ حين شهد عليهم من بني جلدتهم ممن يقتسمون معهم أساسيات الحياة. حصحص الحق وعلى المنظمات الإنسانية والهيئات الدولة والزاعمين بحماية حقوق الإنسان أن يسمعوا ماذا يفعل الحوثيون بالنساء والأطفال في محافظة صعدة؟ الجميع أن يستنفر الهمم لنصرة من علت استغاثاتهم عبر وسائل الإعلام ونصرة تلك الاستغاثات المكتومة التي ما زالت تحت سيطرة الحوثيين وما عرفت إلى الجهر سبيلا. وليس الغد قبلتنا صعدة لنطهرها من درن الحوثية. ونعيد البسمة لوجوه الأطفال والأمل للنساء والثقة للرجال والشيوخ، ليشعروا جميعاً أنهم مواطنون مثلهم مثل مواطني صنعاء وعدن وتعز وغير ذلك، يحتكمون للدستور والتشريعات اليمنية ولا وصي يفرض عليهم معتقدات مذهبية غريبة وسلوكيات شاذة عرفاً وعقيدة ومذهباً.