- علي محسن حاول إقناعي بالتحالف مع الحوثيين ولو جلس في البيت لكان أفضل وأشرف له - لدى أولاد الأحمر مرتزقة صوماليين متخصصين في حفر الخنادق وبناء المتارس.. ومقاتلوهم من مليشيات الإصلاح - لن تتحقق الدولة المدنية بوجود مشائخ يرفضون التخلي عن البنادق وحكم "المحدعش" - على لجان التهدئة إلزام المسلحين المؤيدين والمعارضين بالخروج من العاصمة وأنا أولهم - لن تسلم صنعاء من الشر إذا لم يخرج منها المشائخ وأنا ساهمت في طمس ملامح المدنية منها - جميع مشائخ وأبناء حاشد مع الشرعية والذين مع أبناء الأحمر لا يتجاوزون 15% - يجب على الدولة أن تقتلع جذور التمرد.. وأي تفاوض انتقاص من هيبتها - حسين الأحمر خدعني وتآمر مع الحوثيين وعلي محسن لم يفي بوعده - نفس السيناريو الذي حصل في صعدة يتكرر الآن في صنعاء ونطالب الدولة بالحسم - قدمنا 5 شهداء و 15 جريح ومنزلي تعرض لخراب بنسبة 60% لا يكاد يمر أسبوع في هذه الفترة إلا ويتعرض فيه منزل الشيخ صغير بن عزيز في العاصمة صنعاء لقصف بالمدافع وصواريخ (لو) وقذائف ال(آربي جي) من قبل عصابات أولاد الأحمر والمنشقين من الفرقة الأولى مدرع.. قصف لدرجة أن هذا القصف أصبح أشبه بوجبة إرهابية أسبوعية يجب أن تقدمها عصابات الأحمر والاخوانجيين والمنشقين من الفرقة للشيخ بن عزيز وأتباعه وجيرانه. اعتداء يفسره بن عزيز بأنه انتقاما منه لوقوفه إلى جانب الشرعية الدستورية فيما يدعي الطرف الآخر أن بن عزيز هو "حرس جمهوري بلباس شيخ". صحيفة "الجمهور" اتصلت الأربعاء الماضي بالشيخ صغير بن عزيز وناقشت معه على عجالة أحداث الحصبة والمظاهر المسلحة في العاصمة، وعلاقته بعلي محسن صالح.. فإلى الحوار.. • بداية كيف الوضع عندكم في الحصبة اليوم "الأربعاء 5 اكتوبر"؟ ** الوضع تمام هادئ مع وجود بعض الحالات لبناء متارس جديدة وحفر خنادق والتحرش. • من قبل من؟ ** أولاد الأحمر الذين ما زالوا إلى اليوم في عمل مستمر لبناء المتارس. • الكثير من الناس لا يزالون حتى الآن يتساءلون ما الذي يحدث في العاصمة صنعاء وخصوصا في الجهة الشمالية الغربية.. باعتبارك واحداً من أطراف الأحداث الأخيرة.. هل بإمكانك التوضيح للمواطنين ما الذي يحدث في عاصمة البلاد؟ ** الذي يحدث في العاصمة يتمثل في الاعتداء على الحريات العامة ومضايقة المواطنين العاديين وانتهاكات لحرمات المنازل وقطع الشوارع ومنع المارة من المرور بحرية واستخدام الطريق العام.. وطبعاً هذا كله منافٍ لكل الأعراف والتقاليد وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.. فالدراسة والتعليم والطريق وحرمات المنازل هذه الأشياء ليس لها علاقة باحتجاجات أو باعتصامات وإن كان البعض يعتبر الاحتجاجات والاعتصامات حق مشروع.. ولكن ليس من حقه أن يمنع أي شخص من الدراسة أو من أن يؤدي واجبه الوظيفي أو يمنعه من المرور في الشارع. • ولكن يا شيخ صغير الكثير من المواطنين الحالمين بالمدنية والرافضين للتسلح والتمترس يفسرون بأن ما يحدث لهم ولمنازلهم والطريق العام وإغلاق المدارس والجامعات.. بأنه انتقاما منهم لرغبتهم في المدنية التي يطبق فيها القانون على الجميع؟ ** الآن الذين يقطعون الشوارع ويضايقون الناس في منازلهم ويعتدون على المارة في الطرقات العامة ويفتشون كل من يمر منها.. هؤلاء هم من يرفعون الآن شعار الدولة المدنية. • ولكن ما يحدث على أرض الواقع يناقض الشعارات التي يرفعونها ويزعمون فيها أنهم من دعاة الدولة المدنية؟ ** اتضح لنا أنهم يريدون أن يعيدوا البلاد إلى مئات السنين، الإمارات الإسلامية والحكم الفردي وكبت الحريات يعني إلى أشياء كان الشعب اليمني قد بدأ في نسيانها.. بالمختصر هم الآن يريدون أن ينقلبوا على الديمقراطية بكلما تعنيه الكلمة من معاني الانقلاب على الديمقراطية.. لم تعجبهم الحرية والديمقراطية والانتخابات.. لأنهم مفلسون وليس لديهم قاعدة شعبية.. فلجأوا إلى العنف وقطع الشوارع ومضايقة الناس ومنع الدراسة و... • "مقاطعا" من تقصد بالتحديد؟ ** أقصد أحزاب اللقاء المشترك ومن يتعاون معهم من مشائخ فقدوا مصالحهم عندما بدأ الناس يعرفون ويفهمون ويعقلون بأن الحياة المدنية لا يتحكم بها شخص.. أن الحياة المدنية التي يبحث عنها الناس لم تعد تابعة للشيخ فلان أو الفندم فلان أو من يمتلك المال والشركات.. أصبح الناس الآن واعين لكل هذا. طمس ملامح المدنية • هناك من المراقبين من يقول أن أولاد الأحمر يسعون الآن إلى طمس ما تبقى من ملامح المدنية والتحضر في العاصمة صنعاء.. هل توافقهم الرأي؟ ** هذا شيء مؤكد.. وقد فهموه الناس.. شوف التغيير هو سنة الحياة وكلنا نطمع في التغيير إلى الأفضل ولابد أن يأتي التغيير.. وعندما حصلت اعتصامات الشباب العفوية.. الشباب الذي لديه طموحات.. اعتقدنا بأن اعتصاماتهم ستأتي بشيء جديد.. شيء ينفع الشعب اليمني.. ولكن عندما انظمت إلى تلك الاعتصامات المشيخات ومراكز القوى الذين كانوا ينهبون المال العام والذين كانوا متسلطين على الناس.. ضيعوا هذا الكلام كله وأعادوا الناس إلى المربع الأول، حيث عدم احترام الرأي والرأي الآخر، يا أخي هؤلاء بمجرد انضمامهم إلى ساحة الاعتصام قاموا بعمل سجون داخل الساحة وما زالت هذه السجون موجودة وأكدت ذلك منظمات محلية وخارجية اطلعت على هذا الكلام وعرفوا أن هناك سجون داخل ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء. • أفهم من كلامك بأن الدولة المدنية التي يرفع اليوم أولاد الأحمر وبعض المشائخ شعارات المطالبة بها.. لن تتحقق طالما وهؤلاء المشائخ موجودون وأن سجونهم ومعتقلاتهم ستستمر ولن يتخلوا عنها أبداً؟ ** لن تتحقق الدولة المدنية في ظل وجود من يسعى من أجل مصلحته الشخصية. • ما أقصده في سؤالي وهو ما يتحدث به الكثير.. باستحالة أن تتحقق الدولة المدنية في ظل وجود مشائخ يرفضون التخلي عن "البنادق" وحكم "المحدعش"؟ ** نعم.. نعم.. لن تتحقق الدولة المدنية في ظل وجود أشخاص مثل هؤلاء.. سواء أولاد الشيخ عبدالله أو غيرهم ممن يبحثون عن أن تكون الدولة في أيديهم مجرد دمية يحركونها كيفما يشاءون. • والبعض يرى بأننا إذا أردنا العودة بالعاصمة صنعاء إلى ما كنا قد حققناه من المدنية والمجتمع الحديث فيجب أولا أن يخرج هؤلاء المشائخ منها ويعودون إلى قراهم؟ ** إذا أرادوا الأمن والاستقرار وأرادوا الدولة المدنية والحرية والديمقراطية فعليهم أن يتحرروا من أفكارهم الموجودة في رؤوسهم الآن.. والأفضل لهم أن يخرجوا ويتركوا الشعب اليمني في حاله.. يقرر مصيره بنفسه. • أفهم من كلامك بأنك تؤيد قول البعض بوجوب رحيل المشائخ من صنعاء حتى نستطيع العودة بها إلى ما كنا قد حققناه من مدنية؟ ** لن تسلم صنعاء من الشر إذا لم يخرجوا منها.. وبالنسبة لأولاد الشيخ عبدالله ابن حسين الأحمر فالأفضل لهم أن يحافظوا على تاريخ والدهم.. فوالدهم اعتصم الاعتصام الأول في خمر بعد قيام الثورة.. ولم يقطع شوارع صنعاء ولم يفجع الآمنين والمارين في الطرقات.. ذهب إلى القرية في خمر واعتصم هناك حتى لا يأذي أحد. المشائخ سبب المشاكل • وهناك من يرى بأن اليمن ابتليت بالمشائخ وأنهم – أي المشائخ- سبب كل المشاكل التي تعرضت لها البلاد منذ ثورة 26 سبتمبر حتى اللحظة؟ ** لاشك يا أخي.. لكن المشائخ الذين يحترمون المواطن ويحترمون حريته وآدميته.. هم كثر والشعب اليمني مليء بهم والمشيخة متوارثة أبا عن جد.. وتحترم في كل الأوقات وفي كل الأمكنة إلا من أحب نفسه.. وهؤلاء الأخيرين – من أحبوا أنفسهم- قد ظهروا أمام الشعب في هذه الأزمة التي تمر بها البلاد.. ظهروا أمام الشعب كله وعرف الناس جميعا أن هؤلاء لا يحبون للشعب الخير ولا يبحثون عن الدولة المدنية وإنما يبحثون عن مصالحهم الشخصية ولا يهتمون بمصلحة أي شخص. • ولكنك يا شيخ واحد من المشائخ الذين يسهمون في طمس ملامح المدنية من العاصمة صنعاء من خلال التسلح والتمترس وكل المظاهر المضادة للدولة المدنية؟ ** أنا لا أنكر هذا الكلام. • يعني تعترف بأنك ساهمت في ذلك؟ ** أنا لم أساهم بإرادتي، ولكني اعترف أن وجود مثل هؤلاء في تزمتهم وتواجدهم بالمظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء.. اضطرنا بأن نكون مشاركين في المظاهر المسلحة بسبب هؤلاء.. يعني عبارة عن دفاع عن النفس.. وليس من أجل التسلط على أحد أو إفزاع المواطنين أو تشويه منظر العاصمة ولكن للدفاع عن النفس فقط.. ولو فيه يعني نوايا صادقة من اللجان التي تسعى من أجل تهدئة الوضع في العاصمة صنعاء فعليهم أن يلزموا كل المجاميع المسلحة الموجودة في صنعاء سواء المؤيدين للشرعية أو غير المؤيدين للشرعية بالخروج من العاصمة وطمس كل المظاهر المسلحة ومظاهر التمترس من أي مكان داخل العاصمة.. وأنا شخصيا موافق على هذا الكلام وأطالب من اللجنة أن تخرج من العاصمة كل شخص مسلح وأنا مستعد أن أخرج أول واحد.. في حال التزمت بقية الأطراف بهذا الكلام. • يقال بأن علاقتك بأولاد الأحمر كانت جيدة وقوية حتى وقت قريب.. ما الذي حدث لينقلبوا عليك بهذا الشكل؟ ** علاقتي بأولاد الأحمر علاقة إخاء وقرابة وجوار سواء في مناطقنا الريفية أو في العاصمة صنعاء.. وبيننا وبينهم علاقة وبين أبناءنا وأبنائهم وأجدادنا وأجدادهم علاقة تاريخية كبيرة سواء على المستوى القبلي أو السياسي، ولكنهم بعد أن توفي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر "رحمه الله" نسوا هذا الكلام وتنكروا لكل أصحابهم وأصدقائهم وحتى لأقربائهم.. بسبب ما وصلوا إليه من الجاه والسلطان والأموال الكثيرة التي جنوها سواء بطرق شرعية أو غير شرعية.. ففقدوا كل أصحابهم وكل إخوانهم وأصدقائهم بسبب تصرفاتهم وتعاملهم مع الناس. أولاد الأحمر لم يقتدوا بوالدهم في تعاملهم مع الناس.. فوالدهم كان الناس يحترموه ليس بسبب ماله أو جاهه وإنما لحسن تعامله معهم. حسين الأحمر تعاون مع الحوثيين • حتى أن البعض يتحدث عن دعم حسين الأحمر لك أثناء حربك مع الحوثيين في حرف سفيان؟ ** بالعكس.. حسين الأحمر كان في البداية يوهمني بأنه سيقف إلى جانبي.. وكنت أنا مقتنع بل متأكد وواثق بأنه وكثير من الناس سيقفون إلى جانبي.. لكن أثناء نشوب الحرب بيننا وبين الحوثيين اتضح لي جليا- ولدي ما يثبت ذلك- بأن حسين الأحمر تعاون مع الحوثيين ودعمهم ضدي وتآمر على إخراجي من منطقتي وعلى ضرب منازلنا ومنازل أصحابنا الذين وقفوا ضد الحوثي.. ولا يزال حسين الأحمر حتى هذه اللحظة يتعاون مع الحوثيين ويتعامل معهم ويتواصل معهم. حريص على العيش والملح • فيما يتعلق بأحداث الحصبة اتهمك أولاد الأحمر بأنك من بدأت بالهجوم عليهم وأن الحرس الجمهوري يدعمك بالأسلحة والذخيرة؟ ** في بداية أحداث الحصبة أنا لم اعتد على أولاد الشيخ عبدالله ولم أقاتلهم وكنت أنا مكلف بحماية بعض المنشآت العامة في منطقة الحصبة والحمد لله قمنا بدورنا على أكمل وجه. • "مقاطعا" مكلف من قبل من؟ ** من قبل الدولة.. والحمد لله قمنا بدورنا وحمينا هذه المنشآت وعندما جاءت اللجنة واستلمت منا هذه المنشآت العامة.. دخل ذلك في نفوس أولاد الشيخ لأنهم يعتقدون أنه لا أحد سيقف في وجوههم.. وأنهم سيعتدوا وينهبوا دون أن يقف أمامهم أحد.. بالنسبة لي فأنا حريص كل الحرص على ألا أتقاتل أنا وهم ولا أتواجه أنا وهم.. بالرغم من أن موقفي واضح وأيضا سيظل واضحاً وثابتاً مع الشرعية الدستورية، إلا أنني حريص كل الحرص بأن لا أتواجه أنا وهم مراعاة لما بيننا إحنا ووالدهم وهم من علاقة وتقارب.. وإذا كانوا هم لا يحملون المعروف فنحن إن شاء الله سنحمل المعروف ونعمل به وبالعيش والملح بقدر ما نستطيع.. ولن نعتدي عليهم بالرغم من أنهم اعتدوا علينا أكثر من مرة ونحن وقفنا مدافعين عن أنفسنا وسنقف مدافعين، لأننا حريصون على عدم المواجهة معهم وحريصون على العيش والملح، ولن نعتدي عليهم إلا إذا كان رد على اعتداء منهم. بيتي مضروب بالدبابات • ولكن إعلام المشترك وخصوصا الإخوان المسلمين تحدث عن امتلاك الشيخ صغير بن عزيز لأسلحة ثقيلة ومتطورة لا توجد إلا لدى الحرس الجمهوري؟ ** يا أخي بالنسبة لي فلدي مجاميع من أصحابي حراسة حول بيتي وليس لدي أي أسلحة ثقيلة.. وعندما اعتدوا عليا قبل حوالي أسبوع الأمور واضحة.. بيوتنا وبيوتهم متقاربة بيتي مضروب بالمدافع والرشاشات الثقيلة والصواريخ وكذلك بالدبابات من جهة الفرقة.. أما بيوتهم فليس فيها سوى ضرب بالبنادق.. وهذا واضح وضوح الشمس واللي يكذب با يفتضح.. بالنسبة لنا عندما اعتدوا علينا احنا وأصحابنا واجهناهم بالبنادق وبالكثير إذا في معانا رشاش معدل.. أما هم فالضرب في بيتي واضح من جهة الجنوب من قبل أولاد الأحمر والفرقة من جهة الغرب حتى أن بيتي ضرب من الفرقة بالدبابة والمدفعية والضربات لا زالت واضحة في البيت. • خلال حروبك مع الحوثيين في حرف سفيان كنت تحصل على الأسلحة من الفرقة الأولى مدرع والجميع يعرف ذلك حتى أنك أشرت إلى ذلك بطريقة غير مباشرة في تصريح سابق لك؟ ** بالنسبة إلى الأسلحة أؤكد لك بأن الفرقة لم تدعمني بأية قطعة سلاح لا خفيف ولا ثقيل.. معي أسلحتي الشخصية وأسلحة خاصة بي كانت مع والدي اكتسبها من أيام الحرب بين الجمهورية والملكية، لأن والدي من المقاتلين في صفوف ثورة 26 سبتمبر.. وبالنسبة لدعم الفرقة لنا نحن كنا فعلا في سفيان وصعدة تابعين للمنطقة الشمالية الغربية بقيادة اللواء علي محسن، والدعم اللي كان يقدمه لنا هو من الوحدات التابعة للمنطقة والموجودة في منطقتنا.. احنا كنا عبارة عن دعم لهذه الوحدات نقاتل معها.. ولم يكن بيننا احنا والحوثي ثأر ولا بيننا احنا والحوثي مال أو خلاف شخصي.. كنا ندافع مع الوحدات العسكرية الموجودة في منطقتنا ونقاتل.. وقدمنا عشرات الشهداء ومئات الجرحى من قبائل سفيان ونحن نقاتل مع الدولة بقيادة المنطقة الشمالية الغربية، يعني لم يسلم لنا سلاح ثقيل.. لكن كان السلاح مع الوحدات الذي نقاتل معها.. فنحن كنا دعم للوحدات الموجودة في منطقتنا لأنه كان المتمردون "الحوثي وأتباعه" يعتدون على هذه الوحدات فكنا نقاتل مع هذه الوحدات وندعمهم بالرجال والغذاء بحكم أننا أصحاب المنطقة وفعلا كنا نقاتل معهم وبأسلحتهم التي هي عهدة عليهم. ملتزم بقرارات الوساطة • ماذا عن لجنة الوساطة التي بينكم وبين أولاد الأحمر؟ ** لجنة الوساطة هي مكلفة من نائب رئيس الجمهورية حفظه الله.. وهم يؤدون واجبهم فيما يتعلق بنا نحن وأولاد الشيخ عبدالله مثل بقية العاصمة، ونحن تعاونا معهم وقلنا سنخضع لما اتخذه فخامة الأخ رئيس الجمهوري حفظه الله من قرار لتهدئة الوضع ورفع المتارس، وقبل ذلك وقف إطلاق النار.. والتزمنا بكل ذلك.. ولكنهم – أي أولاد الأحمر- لم يلتزموا واللجنة تعرف هذا وهم مسؤولون أمام الله أولا ثم أمام الشعب اليمني لتوضيح الحقائق.. من هو المتعنت ومن هو الذي رافض لما وجهت به اللجنة. • ولكن يا سيدي مسألة أن تكون هناك وساطة بين دولة ذات سيادة وتمتلك القوة والقانون وبين عصابات متمردة خارجة عن القانون.. أمر انتقده الكثير من الناس؟ ** جميعنا ننتقد هذا.. ونطلب من الدولة الحسم في مثل هذا الأمر وأن تحسم موضوع تأمين العاصمة وإخلائها من المسلحين وبسط نفوذ الدولة وإحلال الأمن والاستقرار.. يعني أن تتخذ الدولة واجباتها الدستورية والقانونية لحماية المواطنين ضد المسلحين والمتمردين والخارجين عن الشرعية، وليس على العزل والمعتصمين العاديين الذين لا يحملون السلاح.. أما الذين يحملون السلاح سواء كانوا مدنيين أو عسكريين ويقفون في وجه الدولة ويخيفون المواطنين ويقلقون الأمن والاستقرار.. نطالب الدولة بأن تقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في ردعهم. • وطبعا أي تفاوض مع مثل هؤلاء يعتبر انتقاص من هيبة الدولة؟ ** هذا فعلاً انتقاص وأيضا سيفتح المجال لمن هو مريض أو لديه مصالح شخصية أو تضرر من وجود الديمقراطية والحرية، لتكرار ما يحصل من قبل أولاد الشيخ عبدالله رحمه الله أو من قبل بعض الخارجين عن الشرعية الدستورية سواء عسكريين أو مدنيين. • وقالوا أيضا أن الدولة كان يجب عليها أن تقتلع جذور التمرد الأحمر في الحصبة – كما أسماه البعض- في أول مواجهات.. وأن الدولة لن تستعيد هيبتها طالما وما زال هناك عرق ينبض بالتمرد؟ ** أولاد الشيخ عبدالله أو غيرهم.. كل من خرج عن النظام والقانون وخالف الدستور.. يجب على الدولة أن توقف أمامه وقفة صادقة وجادة حتى تدرأ هذه الفتنة. • ويجب عيها أن تقتلع جذور التمرد الأحمر من الحصبة؟ ** يجب عليها أن تقتلع جذور أولاد عبدالله ابن حسين الأحمر أو غيرهم من داخل العاصمة.. كل من يريد أن يقلق الأمن والاستقرار في العاصمة أو في غيرها يجب على الدولة أن تقتلع جذوره منها. • وآن الأوان للدولة بأن تفرض هيبتها؟ ** نعم لابد للدولة أن تفرض هيبتها وإلا فالمواطن متضرر.. والفتنة لن تخمد إلا بتقارب من قبل الأطراف لحوار جاد وصادق أو إخراج كل من يريد أن يقف في وجه الدستور والقانون والديمقراطية. سيناريو صعدة • ما يحدث الآن من تمرد وخروج عن القانون وتطاول على الدولة ثم لجان وساطة وما تليها من خروقات للهدنة من قبل العصابات المتمردة.. كل هذا السيناريو ألا يذكرنا بما كان يحدث في صعدة وحروبها الستة؟ ** احنا والله كلمنا اللجنة وقلنا هذا السيناريو نفس الذي حصل في صعدة حتى وصلت صعدة وحرف سفيان وبعض مناطق الجوف إلى ما وصلت إليه، فنحن نخاف أن تصل صنعاء إلى نفس ما وصلت إليه صعدة أو غيرها.. فمطلوب من اللجنة إذا كانت فعلا جادة.. يجب أن تتخذ قراراً حاسماً.. هل فيه استعداد عند الأطراف للتجاوب للحوار لرفع المتارس ولخروج المسلحين لتهدئة الوضع والعودة إلى طاولة الحوار والتفاهم حول إخراج اليمن مما أوصلها إليه أصحاب المصالح الشخصية..؟ مالم فيجب على اللجنة أن تصدر قراراً صادقاً بأن على الدولة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطن والحفاظ على أمن واستقرار اليمن. • وهل وجدت أنت أن اللجنة جادة في العمل التي هي مكلفة به؟ ** والله في الظاهر هم جادين.. وما في الصدور لا يعلم به إلا الله.. لكن في الأخير إذا لم يكن قراراهم حاسم وصادق ضد كل من يريد أن يقلق الأمن والاستقرار فسيفتضحون أمام الشعب اليمني وسيتعرون ويتحملون المسؤولية.. حاشد مع الشرعية • من خلال الأحداث التي شهدتها الحصبة حاول أولاد الأحمر جاهدين الظهور بأنهم قوة لا يستهان بها وأن لديهم مقاتلين كثر.. من أين يأتون بهؤلاء المقاتلين أو العصابات؟ ** يا أخي ليس لديهم مقاتلين كثيرين، مثلما يتصور أو يفهمه البعض، ليس لديهم سوى أشخاص محددين من بعض القُبل الذين هم من مليشيات الإصلاح، وإلا فأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ينتمون إلى قبلية حاشد وهي قبيلة معروفة بعراقتها ونضالها عبر التاريخ فأبنائها، معروفون بتاريخهم النضالي في ثورة سبتمبر وغيرها.. وفي هذه الأزمة وقفوا مع الحق.. مع الشرعية الدستورية عرفوا أين يقفوا.. أما الذين مع أولاد الشيخ عبدالله من قبيلة حاشد فلا تصل نسبتهم إلى 15% فقط أما البقية فهم مع الشرعية.. كل مشائخ حاشد وكبار حاشد مع الشرعية.. لأنهم عارفين أن الحق مع الشرعية.. • البعض يقول بأن أولاد الأحمر لجأوا إلى تجنيد مرتزقة من خارج اليمن في مواجهتهم مع رجال الأمن ومعكم بالحصبة؟ ** ليس من خارج اليمن.. هناك مليشيات من الإصلاح ومن بعض المنتفعين أو الباحثين عن المال فقط، من داخل اليمن.. وبالنسبة للذين هم من خارج اليمن.. فلديهم بعض العمالة المتهربين من الصومال، وهؤلاء يستخدمهم أولاد الأحمر في حفر الخنادق وبناء المتارس يعني أعمال تحصينات.. أما المقاتلين الذين معهم فهم قليلين ومن بعض القبل المنتمية لحزب الإصلاح والذين هم يعتبروا عقائديين ومقتنعين بسفك الدماء بفتوى من بعض علمائهم الجهلة.. يعني أغلبهم مغرر بهم. بعيد عن الأضواء • الملاحظ يا شيخ صغير أنك اختفيت من الساحة منذ بداية الاعتصامات ولم يخرجك إلى السطح إلا عندما تعرض منزلك للقصف من قبل عصابات أولاد الأحمر أما قبل ذلك فلم نسمع لك خبراً، في وقت كان الكثير من المشائخ وبالأخص مشائخ عمران يتصدرون الصفوف الأولى في إدانة الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الإخوان وعناصر الفرقة وعصابات أولاد الأحمر بما في ذلك محاولة اغتيال رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة؟ ** حقيقة الوضع بحاجة إلى أن كل شخص يوضح بالكلام باللقاءات الصحفية والتوضيح للشعب اليمني.. لكن أنا شخصيا لا أبحث عن الظهور أو أبحث عمن يعمل معي لقاء صحفي، لكن إذا طلب مني في أي وقت فلن أتأخر في حاجة ستنفع الشعب اليمني. • أيضا مشائخ عمران ومعظم مشائخ اليمن المؤيدين للشرعية لم يطلب منهم أحد أن يدينوا تلك الجرائم ومع ذلك خرجوا إلى العلن وصرحوا وأدانوا.. سؤالي هو: هل اختفاءك أو سكوتك خلال الفترة السابقة كان خوفا أم حيلة سياسية كما فسره البعض أم ضغوطا من جهات أو أشخاص أو قادة عسكريين؟ ** أولا نحن لسنا إلى هذا الحد بأن نقف مكتوفي الأيدي أو صامتين بسبب تهديد أو بسبب آخر.. وإنما لا نسعى إلى أن نبحث عمن يعمل معنا لقاء صحفي.. ففي عمران منذ بداية الأزمة تكلمت في أكثر من لقاء تلفزيوني وفي لقاءات مع فخامة الأخ الرئيس وفي بعض الحضور في ميدان السبعين وتكلمت أكثر من مرة وهذه الأشياء مسجلة وموجودة في الانترنت وفي المواقع الالكترونية لبعض المحطات التلفزيونية اليمنية.. وأقول لك نحن لن نتأخر بدماءنا وبكلما نملك من أجل اليمن. فاجأت علي محسن • بصراحة يا شيخ صغير هناك معلومات بأن علي محسن ومن خلال العلاقة الحميمة التي بينكما طلب منك الانشقاق معه والوقوف إلى صفه ضد النظام ولكنك رفضت ذلك فأمرك علي محسن بالبقاء بعيداً عن الأضواء وحذرك من الظهور أو التصريح ضده أو ضد الفرقة..؟ ** لا أخفي أنه تربطني بعلي محسن علاقة صداقة حميمة وأخوة وحاولت أن أقنعه بأن يقف محايداً وكذلك كنت أتمنى إقناع الشيخ صادق ابن عبدالله ابن حسين الأحمر.. المهم حاولت مع اللواء علي محسن وقابلته حتى بعد أن أعلن تأييده – مثلما قال- للثورة السلمية وللأسف باءت المحاولات بالفشل.. أؤكد لك كل التأكيد بأنه لم يطلب مني أن أنظم إليه.. لأني باشرته في أول لقاء التقيته بعد أن أعلن تأييده للثورة السلمية وقلت له: أنت الآن تؤيد أعدائك وأعداءنا وأعداء الوطن.. فقال لي (لا أبدا أنا أعلنت فقط تأييدي) قلت له: أبداً أنت بهذا تخرب ما بنيت وينطبق عليك المثل القائل: (انا الدرويش في قوم نفسي خربت قصري يوم زان بناه) يوم سبر البناء بدأ يخربه.. فعلي محسن كان مقتنع أنني سأكون إلى جانبه.. ولكنني فاجأته منذ البداية بأنه احنا لو نعرف أن وقفتك هذه وقفة حق.. لوقفنا معك ولو جلس علي محسن في بيته وكان محايداً لكنا محايدين معه.. • وهل كان هذا أفضل له من الانشقاق؟ ** كان أفضل له وأشرف له وكلنا سنحايد معه ونقف موقف المتفرج. • وأيضاً كان أفضل وأشرف له من أن يتحالف مع أولاد الأحمر؟ ** من أن يتحالف مع من هم لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية.. الشعب اليمني الآن شعب واعي أصبح يعرف أين تكون مصلحته ويعرف من هو معه ومن يبحث عن مصلحته وأيضا من يبحث عن مصالح شخصية. • قلت أنك التقيت بعلي محسن قبل أن ينضم للمعتصمين؟ ** كنت التقي به يوميا قبل أن يعلن تأييده للثورة السلمية. • وهل كنت تشعر من خلال حديثه معك بأنه ينوي الانشقاق عن النظام والانقلاب ضده؟ ** لا.. كنت أشعر من كلامه أنه يتضايق في بعض الأحيان ولم يبوح لي بما هو سبب تضايقه لكنه كان في نفسه شيء.. أما بعدما أعلن تأييده للثورة صارحناه بأكثر من موقف وكان أكثر شيء حول موضوع الحوثيين وتحالفه معهم ووقفته معهم وبرر ذلك بأنه لا يوجد حوثيين في الفرقة وإنما هم موجودين في الساحة وأنه ليس منشق وإنما هو مؤيد للثورة وحامي لها. • تقصد أنه أراد إقناعك بالتحالف مع الحوثيين؟ ** لا.. هو حاول.. يعني لم يصر وإنما قال لي: (بإمكانك أن تكون معنا وأنت لك مكانتك واحترامك وتقديرك) فقلت له: أنا لا أستطيع أن أقف حيث يقف المتمرد الحوثي وحيث يقف منهم أعداء اليمن والذين حاربناهم من أجله في أكثر من موقف.. ونقف الآن إلى جانبهم هذا مستحيل ولا نستطيع. وعد وأخلف • متى كانت آخر مرة تواصلت فيها بعلي محسن؟ ** لم أتواصل معه تقريبا منذ شهر رمضان. • خلال مواجهتك مع أولاد الأحمر هل اتصل بك علي محسن؟ ** لم يتصل بي ولكنه أرسل إلي ناس "وساطات" على أساس ألا أتواجه مع أولاد الأحمر فقلت له أنا ما اشتيت أتواجه أنا وإياهم ولا أشتي أتقاتل أنا وإياهم، ولكن إذا اعتدوا علي سأقف موقف المدافع.. وأيضا حصلت بعض الاستفزازات من قبل أفراد الفرقة لأكثر من مرة واتصل بي ووعدني بأنه سيمنع مثل هذه الاستفزازات وللأسف لم يحصل أي شيء من ذلك الكلام. • ورغم أنك لم تنضم إلى صف علي محسن إلا أنه لم يقطع عنك الاعتمادات الشهرية الخاصة بمرافقيك؟ ** بالنسبة للأفراد الذين معي، مستحقاتهم الشهرية تصرف من الدائرة المالية، يعني الأفراد سواء الشهداء أو الجرحى الذين شاركوا معنا في الحرب ضد التمرد في صعدة وسفيان.. وبالنسبة لما كان يسلم من مخصصات لبعض الأشخاص بنظري من المنطقة أوقفها علي محسن بعدما أعلن تأييده للمعتصمين بحوالي شهرين. 5 شهداء و 15 جريح • سؤالي الأخير.. هل لديكم إحصائية بالخسارة التي تعرضتم لها في المال والرجال خلال مواجهات الحصبة؟ ** قدمنا 5 شهداء من المشائخ وبعض الأشخاص اللي معنا ولدينا أيضا 15 جريح ومنزلي تعرض لضربات كثيرة وقوية من الفرقة الأولى مدرع بالدبابات والمدفعية 120 و 106 وأيضا من قبل أولاد الأحمر بكل الأسلحة اللي معهم واللي أعطاهم إياها الأخ اللواء علي محسن وتقريبا المنزل تعرض لخراب بنسبة أكثر من 60% وكل هذه الأشياء لن تهزنا على الإطلاق.. سيظل موقفنا ثابتاً وواضحاً مع الشرعية الدستورية، وسنظل على مبدأ ولن يتغير أو يتحول إن شاء الله والنصر حليف الشرعية والشعب اليمني، والحمد لله أن الأزمة اللي مرت بها البلاد هذه الفترة كشفت للشعب اليمني وبشكل واضح من هم الذين يريدون الخير لليمن، ومن الذين يريدون تدميره من أجل مصالحهم الشخصية.. وهؤلاء سينتهون وسيبقى اليمن وشعب اليمن حراً أبياً محافظاً على شرعيته وعلى المضي في التطوير والتنمية واحترام الرأي والرأي الآخر.. والنهج الذي انتهجه الشعب اليمني ودعا إليه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وكل الخيرين من أبناء الشعب والنصر من عند الله سبحانه وتعالى للشعب اليمني.. وشكراً لكم.