ارتفعت حدة التوتر في عدن بين حزب الإخوان المسلمين "الإصلاح" وبين كل من أنصار الحراك الجنوبي والنشطاء المستقلين. حيث أفشل العشرات من شباب مديرية المنصورةبعدن عصر الثلاثاء مسيرة كان ينوي حزب الإخوان تسييرها من الأطراف الشمالية للمديرية، وقاموا بمنع انطلاقها وأجبروا المشاركين فيها على العودة فوق حافلات أقلتهم من مديريات عدة في عدن ولحج. واندلعت مصادمات عنيفة بعد وصول عدد من الحافلات التي تقل العشرات من أنصار حزب الإخوان إلى خلف مستشفى النقيب بالمنصورة بهدف تنظيم مسيرة كان مقرراً لها أن تنطلق من ذلك المكان وتتوجه صوب ساحة التغيير بالشيخ عثمان، وذكرت مصادر محلية أن العشرات من شباب المنصورة طلبوا من أنصار حزب الإخوان الانصراف من المكان ونقل تظاهراتهم إلى مكان آخر، وهو ما رفضه أنصار حزب الإخوان ليتطور الموقف إلى مشادات كلامية ثم مصادمات عنيفة استخدمت فيها الحجارة والعصي من الجانبين، وأسفرت عن جرح 12 شخصاً ليضطر أنصار حزب الإخوان المسلمين بعد ذلك إلى الانسحاب من المكان وإلغاء التظاهرة. وبحسب المصادر فقد قام ناشطون من شباب المنصورة في مسيرة احتجاجية إلى مقر حزب الإخوان الواقع في بلوك 38 للتعبير عن احتجاجهم على محاولة أنصار الإخوان التظاهر في مديريتهم، إلا أن أحد حراس المقر قام بإطلاق النار عليهم دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. واستنكر بيان لحزب الإخوان في عدن في بيان له مساء الثلاثاء ما أسماه "مهاجمة" مقره بالمنصورة من قبل عناصر قال إنها "تزعم دعمها لاستقلال الجنوب" وذلك في اتهام واضح للحراك الجنوبي وتداولت وسائل إعلام تابعة لحزب الإخوان المسلمين أسماء 6 أشخاص متورطون في قيادة عملية "الهجوم" على مقر الحزب بالمنصورة، لكن فصيلاً في الحراك أصدر بياناً في ذات الليلة استنكر فيه "تشهير وسائل إعلام حزب الإصلاح بمناضلين شرفاء في الحراك الجنوبي"، معتبراً نشر أسمائهم "تجنباً كبيراً على شباب يعرفهم الجميع ويعرف أخلاقهم جيداً". واتهم البيان حزب الإخوان المسلمين بافتعال أزمات ومشاكل تستهدف أمن واستقرار عدن، محذرا من المساس بحياة "مناضلين" من شباب المنصورة، معتبراً مسيرة الثلاثاء التي حاول من أسماهم البيان "مقاولي المظاهرات" تنظيمها "استفزازاً لشباب الحراك في المنصورة". ومن جانبه اتهم الشيخ علوان العطري رئيس الحراك بمديرية طور الباحة بلحج أنصار حزب الإخوان "الإصلاح" بالسعي إلى "إشعال فتنة في الجنوب بعد تخلفهم عن التزاماتهم الأخلاقية التي تم الاتفاق معهم حولها في بداية الثورة" وقال في تصريح لموقع "التغيير نت" أن هناك مخطط يسعى من خلاله حزب الإصلاح إلى استهداف الحراك الجنوبي" وفي تطور لاحق، نظم نشطاء مستقلون دشنوا قبل أشهر بعدن حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم، عصر الأربعاء مظاهرة حاشدة مناوئة لحزب الإخوان المسلمين وقائد الفرقة المنشق "علي محسن الأحمر" ورجل الأعمال الإخواني "حميد الأحمر". وأطلق الناشطون على تظاهرتهم مسمى "تظاهرة استراد الثورة". وردد المشاركون هتافات مناوئة لحزب الإخوان المسلمين متهمين إياه بأنه سرق الثورة من الشباب المستقل الذي فجرها في عدن في فبراير, متوعدين بتواصل التظاهرات حتى استرداد ما وصفه النشطاء ب"الثورة المسروقة". وقالت الناشطة "ضياء حسن" والتي كانت من أوائل الناشطات المستقلات في عدن المشاركات في الاحتجاجات المناوئة للنظام ان تظاهرات الأربعاء هي تدشين لمرحلة حاسمة من التظاهرات ستشهدها عدن خلال الأيام القادمة, وسيقودها الشباب المستقل وهدفها "استعادة الثورة التي سطت عليها الأحزاب وفي مقدمتها حزب الإصلاح". وقالت ضياء حسن أن التظاهرة جاءت "بعد أن وصل تطاول حزب الإصلاح على نشطاء الثورة الشبابية مبلغاً لايمكن السكوت عليه".. موضحة بأن كل من شاركوا في تظاهرة اليوم لبوا الدعوة التي وجهها الناشط السياسي "وائل ثابت" والذي كان قد اتهم في وقت سابق من الأسبوع الماضي نشطاء في حزب الإصلاح بالاعتداء عليه بالضرب, خلال مسيرة احتجاجية الجمعة بعد محاولته ونشطاء مستقلين رفع جنازة تندد بتعامل المعارضة اليمنية مع "الثورة اليمنية". وأشارت الناشطة ضياء حسن إلى أن التظاهرة المناوئة للأحزاب اليمنية ستستمر في عدن ولن تتوقف حتى يتم "استرداد الثورة".. منوهة بأن النشطاء ينوون الاثنين القادم تنظيم مظاهرة تنطلق من بوابة عدن ويحمل فيها المشاركون جنازات متعددة فيها صور كل أسرة آل الأحمر وقيادات حزب الإصلاح واللواء المنشق علي محسن الأحمر" موضحة أن مطالب الشباب المستقل هي "رحيل كل هؤلاء" وليس استبدال فاسد بآخر أفسد منه، كما قالت.