تصرفات ومواقف باسندوه تذكرنا بحال "العطاس" خلال الفترة الانتقالية إذ كان يتعامل وكأنه رئيس وزراء الحزب الإشتراكي وليس رئيس وزراء الجمهورية اليمنية يقال إن المقدمات تدل على النتائج ومقدمة رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه لا تبشر بإمكانية النجاح، حتى وإن أوحى الرجل أنه مسنود بقوى خارجية وأنه يعمل وفقاً لرغبات وإرادة تلك القوى إلى جانب قوى داخلية تقليدية، كانت بالنسبة لباسندوه عبارة عن الملاذ الآمن خلال الفترة القليلة الماضية التي خرج فيها باسندوه من الخدمة لوصوله أحد الأجلين، والمتمثل في انتهاء فترة وصلاحية الرجل كموظف عام، لكن مع ذلك عاد باسندوه إلى الواجهة على رافعة قوى داخلية متمردة وقوى خارجية وجدت نفسها تواجه مأزق انفراط الدولة على خلفية مؤامرة (قذرة) فجرها في وجه الوطن والشعب حلفاء وأصدقاء هذه القوى الخارجية في الداخل اليمني، وفي مقدمتهم (أولاد الشيخ الأحمر وحليفهم الجنرال العسكري وتيار الإخوان المسلمين)!.. بعيداً عن هذه المقدمة دعوني أعود إلى باسندوه الذي أتذكر أنه خلال عودته من (الرياض) بعد توقيع (المبادرة) رفض التحدث لمندوب الفضائية اليمنية في مطار صنعاء، واصفاً الفضائية بالقناة الرسمية وأنه لا يتحدث لقناة رسمية!!. بعد تشكيل الحكومة وبعد أداء القسم بدقائق أصدر باسندوه سلسلة من القرارات الإقصائية بحق كوادر إعلامية بذريعة (أن هؤلاء شتموا باسندوه)!!. هذه السلوكيات والمواقف ينبغي ألاَّ تصدر – قطعاً- عن رجل يرأس حكومة يطلق عليها (حكومة الوفاق).. فتصرفات ومواقف الرجل لا تدل على أنه واع لتصرفاته, بل كشفت مواقف الرجل أنه يتعاطى مع دوره وكأنه رئيس وزراء المشترك، وهذا يذكرنا بحال (العطاس) خلال الفترة الانتقالية، إذ كان يتعامل وكأنه رئيس وزراء الحزب الاشتراكي وليس رئيس وزراء الجمهورية اليمنية!!. في تصريح أطلقه محمد سالم (الأحمر) لقناة "العربية" مؤخراً تحدث بلغة زائفة وكاذبة للأسف وغير صادقة.. لغة حملت في مفرداتها الكثير من (الخبث والتضليل والتزييف) كاشفاً عن نوايا غير مطمئنة، يجتر من خلالها ثقافة الأزمة التي كنا نظن أن (المبادرة) قد جبتها وردمتها وألقتها وراء الذاكرة الوطنية.. ومما قاله الرجل ل" العربية" (إنه تسلم الحكومة بخزينة فارغة وخاوية ومفلسة)، وفي هذا القول الكذب بعينه وببشاعته ومجونه، وكان رئيس حكومة الوفاق المزعوم في هذا التصريح مبشراً بمرحلة (خناق) شكل بذاته وبمواقفه مداميكها في مطار صنعاء الدولي يوم عاد من الرياض كاسراً فرحة كانت تعتمل في نفوس أبناء الشعب الذي تبدد فرحهم قطعا بذاك التصريح القاصر وغير المسؤول لمن يفترض أن يداوى جراحات شعب ووطن!!.. وتجاهل الرجل حديث فخامة الأخ رئيس الجمهورية، والذي أعلن لكل الدنيا أن حكومة الوفاق تسلمت من حكومة الأستاذ مجور احتياطياً نقدياً مقداره (اربعة مليارات وسبعمائة مليون دولار) داخل خزانة البنك المركزي.. إذاً لماذا يقول باسندوه ما قاله؟!!.. وما هي دوافعه لمثل هذا القول؟!!.. إنه يجسد حقيقة فساده وفساد العصابة الواقفة خلفه.. لكن دعونا نعرف من هو باسندوه هذا الذي يتلقى راتباً شهرياً مقداره (ألف دولار)!!. ولمن لا يعلم فإن باسندوه هذا وحين كان وزيراً للإعلام هبر مبلغاً وقدره خمسة ملايين دولار رصدت حينها لصالح أحد المشاريع، لكن المبلغ اختفى والمشروع ويعرف باسندوه وحده أين ذهبت ميزانية الوزارة ذلك العام إلى جانب الملايين الخمسة!!. لباسندوه شقتان في حي الدقي بمصر مفتوحتان على بعضهما، وله أيضاً في مصر وفي مدينة 6 أكتوبر ثلاث فلل، وله في عاصمة الضباب البريطانية لندن شقة قيمتها سبعة ملايين جنيه استرليني!!.. ولباسندوه في دولة الإمارات العربية المتحدة شقتان إحداهما في دبي والأخرى في أبوظبي تتنقل بينهما عائلته الكريمة دوما!!. لباسندوه أو رئيس حكومة الوفاق والثورة ومكافحة الفساد فلة جوار جامع أبو بكر الصديق في أمانة العاصمة، تم تأثيثها بمليوني دولار، وله فلة في شارع مجاهد بالعاصمة أيضاً. اللهم لا حسد لكنني أتساءل فقط: هل هذه الممتلكات من تحويشة الراتب الشهري الذي يعادل (الف دولار)؟!!.. هل يمكن لباسندوه وأمثاله أن يجيبوا على تساؤلاتنا حول مصدر هذه الثروة والممتلكات؟!!.. ومن أين حصلوا عليها؟!!.. وكيف حصلوا عليها؟!!.. يقال إن الثلاث الفلل التي يمتلكها الرجل في مدينة 6 اكتوبر بمصر قد حصل عليها من حميد الأحمر.. السؤال: مقابل ماذا يمنح حميد باسندوه مثل هذه الهبات والمكارم مع علمنا أن حميد لا يعطي بل ينهب على الدوام؟!!.. وكل ما سلف من القول لا نتجنى فيه على الرجل الذي هو من تجنى على وطن وعلى شعب وعلى مستقبلهما، حين يفكر بطريقة هلامية غير مسؤولة ولا توحي للرأي العام اليمني الذي عانى على مدى قرابة عام من أكاذيب باسم الثورة ومكافحة الفساد، وأتحفنا خلال هذا العام الموحدون والملحدون بكثير من المفاهيم والقيم والمفردات الغريبة والدخيلة، وصبرنا على كل هذا حباً في اليمن ومن أجل أمنه واستقراره وحرصاً على سكينته وعلى منجزات وتحولات حضارية وطنية نسجت على خارطة الوطن, مكاسب جعلت اليمن تبدو بها ومن خلالها في أبهى حلتها وفي أجمل صورة لم تعرفها اليمن عبر قرون موغلة، لكنها عرفتها مع فخامة حادي الركب وصانع المنجزات والتحولات والزعيم القائد الذي كان له شرف وضع مداميك الدولة اليمنية الحديثة, وهو من صنع الوحدة اليمنية وسيجها بالدم والدموع والعرق والآهات على مدى عقدين من الزمن, وحدة لم تنكسر ولن تنكسر ومنجزات وضعت اليمن في مصاف الدول المتقدمة, بل كانت اليمن بقيادة الفارس الإنسان فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله أول دول المنطقة العربية والعالم الثالث أخذت بخيار التقدم الحضاري والتطور، وهو الخيار الديمقراطي، وأعطى كل القوى السياسية اليمنية مكانة لم تحصل عليها مثيلاتها في أرقى دول الديمقراطية المزعومة, بل واحتضن هذا القائد الإنسان بتسامحه وحكمته كل الأطياف بما في ذلك رموز القتل ودهاقنة الإرهاب، وأتاح لهم فرص التوبة والعيش الكريم فاعلنوا بدورهم (التوبة) والاستقامة، لكنهم تنكروا لكل جميل في أول لحظة صلح وتصالح مع أسيادهم في أجهزة الغرب!!. لكل هذا لم يفاجئنا باسندوه بقوله بل بأقواله ومواقفه، فالرجل ليس صاحب إرادة ولا يملك موقفاً، بل حتى شخصيته - كإنسان - مهزوزة ولا يملك ثقة كبيرة بنفسه، لكن للأحداث تبعاتها وللأزمات نتائجها وهو حصيلة تطورات درامية قذفت به إلى الواجهة من قبل قوى رغبت في الرهان على الرجل حتى وهو مسكون ب"زهايمر" متعدد الجوانب!!.. نكتفي بهذا القدر ونتواصل لاحقاً لتناول حكاية رجل بينه وبين (الطهارة والعفة) ما بين هذه القيم النبيلة والجميلة وبين آتان الاصفهاني!!.