لا أدري من أين ابدأ الكتابة والمعلومات تتزاحم في ذهني والأفكار والصور يكاد يحتل بعضها مكان الآخر.. فأنا أجد نفسي أمام شخصية وطنية وأمام عملاق مكلل بقيم المحبة والإخاء والتسامح.. عملاق قدم من عمق الأرض اليمنية يحمل صفاء جوّها ونقاء سريرتها وآمال وتطلعات أبنائها. معاني كثيرة وخلال عظيمة تجلت في هذا الرجل الذي لم أكن أعرف مَنْ هو في سبيعنات القرن الماضي؟!!.. لم أكن اسمع عن علي عبدالله صالح كثيراً سوى ما سمعته عنه بأنه قائد لواء تعز، وأن ابراهيم الحميد قد أطلق عليه لقب "صقر القوات المسلحة"، وهو الذي يكره الخيانة والتآمر، وهو الذي فضح محاولة الاغتيال للمرحوم الحمدي في مطار الجند كما علم بها الكثير. دعوني اليوم- وعلى عكس كل مقالاتي- أخاطب هذا الزعيم وأوجه اليه رسالتي هذه مباشرة.. وأنا حين اكتب إليه قد كتبت عنه منذ عدة سنوات، وفي كل مرة أغوص في أعماق هذا الزعيم أجد معاني أجمل من تلك التي عرفتها، وحين اكتب لا أكتب من أجل عطية أو هبة، لأنني لا أحبه من اجل مصلحة شخصية ولكن من اجل الوطن ومن اجل ما يحققه لليمن، فأنا واحد من عدد يتجاوز الخمسة والعشرين مليون نسمة؛ وعندما ابحث عن مطمع شخصي فأنا أناني احب ذاتي وحاشى لله ان أكون كذلك. لقد عيّرني بعض من أعرفهم بقولهم: إنني لم اكسب من علي عبدالله صالح شيئاً، وأما هم – حسب قولهم- فقد حصلوا على الكثير مما أرادوا الحصول عليه، وهم اليوم (ثوار) في الساحة فقلت لهم: انتم ذهبتم إلى حائط المبكى "مجسم الايمان يمان في جولة الجامعة" لتستغفروا عن ذنوبكم، أما أنا فليس لأحد عندي شيء، ولذلك فأنا لست بحاجة إلى ان اذهب إلى الساحة كما تسمونها وهي شارع، فسببتم للمجتمع الأذى وتنافت أفعالكم مع كل قيم الأخلاق الإسلامية وأضرت بحقوق المواطنة التي كفلها الدستور لكل مواطن. أعود إلى القراء الكرام وأقول: اسمحوا لي ان اسجل هذه الرسالة إلى قائد الأمة وزعيمها الأخ الوفي لمبادئ الثورة والجمهورية والشعب اليمني عموماً. اقول له: الأخ الرئيس.. أيها الإنسان الذي تجلت فيك مشاعر النبل والحب والخير والتسامح، لقد تابعت خطاباتك وأحاديثك التي أدليت بها بعد العدوان الآثم عليك وأنت في بيت من بيوت الله، فاستشفيت منها عمقاً في الرؤية وتفانياً في حب أبناء هذا الوطن الذين يبادلونك الحب والوفاء وتسامياً فوق الجراح والآلام، تعلو على الصغائر من أجل وطنك.. واعلم ان خصومك قد اختلقوا الخصومة وغالوا في الفجور وتمادوا في العدوان والحقد حتى صاروا هم الحقد ذاته والفجور بعينه، ولسان حالك يقول": يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الاحراق طيبا فالشعب اليمني يكن لك كل الحب والتقدير وهم يبادلونك الوفاء بالوفاء، ويقدرون ما قدمت لهم وما أنجزت على الساحة اليمنية من أجلهم، ولا ينكر ذلك إلا من به "رمد".. قال الشاعر: والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا قد يرى الشوك بالورود ويعمى ان يرى الندى فوقه إكليلا لقد قدمت في زمن الشتات.. زمن تمزقت فيه الأمة والوطن وهاجت العواصف والمحن، وتردد الكثير ممن كانوا يطمحون إلى السلطة والجاه في أن يتقدموا لها.. كانت سفينة الوطن حائرة تدور في مرفئها، فكل واحد يريد ان يديرها نحو وجهته.. مر أكثر من ستة عشر عاماً على قيام الثورة والسفينة تدور في مكانها واليوم هاهي الأحزاب من ناصريين وبعثيين واخوان واشتراكيين قد نشأت وتشكلت، ومن يمثلونها أصبحوا يتصارعون على السلطة وعلى تسيير دفة السفينة، وحين توقفت هذه السفينة بعد مقتل الغشمي لم يتقدم أحد لقيادتها لانهم كانوا قد أوصلوا الوطن إلى الضياع، فسلطة الدولة حينها لم تتجاوز الأزرقين ونقيل بن غيلان وأرحب، ومن جنوبصنعاء كانت الجبهات تسيطر على معظم المديريات الحدودية والحرب قائمة بين ما يسمى بالشمال والجنوب. انقذت السفينة ودعيت لمؤتمر شعبي عام احترمت فيه كل الارادات وأصبح الجميع يساهم في صياغة ميثاق وطني، وثيقة سياسية وطنية تتناسب مع آمال وتطلعات الشعب اليمني وتبني مستقبله. بدلاً عن الوثائق الايديولوجية للاخوان والوثائق الناصرية والبعثية والاشتراكية والقومية التي لا تمت بصلة لطموحات وتطلعات الشعب اليمني سوى ما تجسده من الولاء والتبعية السياسية للخارج. كانت صنعاء العاصمة لا تخرج عن سورها والمدارس بعدد أصابع اليد اليمنى، وكانت خطوط التواصل الهاتفي بين المحافظات من خط إلى ثلاثة خطوط تلفون، والطرق لا تتجاوز طريقي (صنعاء- الحديد) و(صنعاء- وتعز) فإلى أي مدى وصلت المدارس والاتصالات والطرق اليوم؟!!.. استخرجت النفط وبنيت اكثر من ثلاثة آلاف سد وأربعة آلاف حاجز مائي!!.. كان عدد الكليات أربع، فاصبح عدد الجامعات اليوم 15 جامعة تحوي العديد من الكيات في معظم المحافظات. رفضت الانتساب المناطقي والأسري وانتسبت لليمن عموماً حين أسقطت ذلك من اسمك، ورفضت ان يقال لك فخامة فأصدرت قراراً بالغاء القاب التبجيل فاكتفيت برئيس مع إضافة كلمة "أخ".. أوقفت الملاحقات السياسية والغيت المعتقلات وسعيت إلى تحقيق الوحدة وقدت عملية التغيير السياسي والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي.. وقلت سنحمي الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية.. دخلت في انتخابات تنافسية وديمقراطية فكان المنافسون لك يقولون في حقك ما لا ينبغي ان يقال، فلم يحصل لهم أية مضايقة أو أذى.. حددت في الدستور فترة الرئاسة بدورتين وكنت بذلك عظيماً من عظماء الرجال.. أردت ان تؤسس للتداول السلمي للسلطة.. أردت ان تعلمهم الحب والتسامح، لكنهم غاصوا في وحل الحقد والكراهية.. حاولوا النيل من مكانتك الاجتماعية وتجاوزوا آداب الحديث والخصومة واعراف القبائل وأخلاق الاسلام، وحاولت السنتهم القذرة أن تنال من طهارة بيتك وقدسية مكانتك فلم ترد عليهم. لقد ربيت أبناء وبنات على العفة والعفاف والفضيلة والنبل والتواضع، وجعلتهم جزءاً من نسيج المجتمع، فلم يعرف أحدنا لهم اسما أو تميزاً، فميزتهم بالأخلاق والقيم والنبل والتسامح.. لم يعرف الشعب أولاد علي عبدالله صالح إلا بهذه القيم كما عرف أولاد خصومك بما وصفوا والتصقوا به.. ثلاث سنوات وابنة الرئيس زميلة لطالبة لم تعرف انها ابنة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. هكذا هم أولادك وهكذا هن بناتك، وأبناء الشعب كلهم أبناؤك. استخرجت النفط وبنيت وحققت الوحدة والتنمية والبنية التحتية، رغم ان اليمن لم تستقر والامكانات متواضعة مقارنة بدول الجوار. ان من الإنصاف ان نرجع الفضل لصاحب الفضل غير أن ما يصدر من بعض المرضى إنكار كل ما تم انجازه حسدا وبغضا، فأي كلام في حقك قليل فإن اكبر ما أعطيتنا إياه الحرية السياسية التي استغلت استغلالاً سيئاً من قبل المرضى السياسيين الذين يتطاولون عليكم اليوم. أمنت خصومك فنجدهم اليوم يتجولون بأمان وحرية وينعمون بعفوك وتسامحك "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وان انت اكرمت اللئيم تمردا". نصرك الله على أعدائك وأعادك إلينا سليما معافى وقائداً منتصراً على كل المؤامرات لتقود تنظيمك السياسي والجماهير اليمنية، وتحمي مع الشرفاء كل ما تم إنجازه.. وعشتم ودمتم للوطن ذخراً وسنداً.