تقرير رسمي لوزارة الداخلية التي يديرها وزير من المجلس الوطني الذي فيه تمثيل كبير لأولاد الشيخ عبدالله الأحمر بصفاتهم وأتباعهم.. تقول الوزارة في تقريرها أن المجاميع القبلية المسلحة التابعة لأولاد الأحمر لا تزال متمركزة خلف(200) متراس وحاجز ترابي وعشرات الخنادق و(100) عمارة كل منها مكونة من عدة شقق، وذلك في منطقة الحصبة والأحياء المجاورة من كل الاتجاهات.. وذكر التقرير أن هذه المجاميع مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة.. مدافع.. صواريخ.. بنادق.. رشاشات.. ألغام يمكن تفجيرها عن بعد وأسلحة أخرى.. وما يعطي هذا التقرير مصداقية هو أبناء الشيخ أنفسهم، وفي مقدمتهم الشيخ صادق الأحمر الذي أكد في مقابلة أجرتها معه قناة " سهيل" وبثت قبل أيام، أكد أن المجاميع القبلية المسلحة التابعة لهم لا تزال متمركزة في أماكنها بدعوى تأمينهم، وقال إنه لا توجد دولة تحميهم ولذلك يصبح وجود هذه المجاميع في الحصبة وما حولها مبرراً من وجهة نظر الشيخ صادق.. ولكن الشيخ صادق لم ينتبه إلى كلام آخر قاله لقناة "سهيل" فقد قال إنه كان بإمكانهم احتلال التلفزيون والإذاعة ووزارة الاتصالات، وهم قادرين على ذلك لكنهم لم يفعلوا.. وهذا كلام يؤكد فيه الشيخ صادق عدة أمور: الأول: إن ما ورد في تقرير وزارة الداخلية عن بقاء المظاهر المسلحة في الحصبة صحيحاً وقد شهد له كلام الشيخ بالمصداقية، ومعنى هذا أيضاً إن لجنة الشئون العسكرية قد فشلت في تطبيع الأوضاع الأمنية في الحصبة وما جاورها واستسلمت للتحدي القبلي هناك.. والثاني: إن الشيخ صادق الأحمر برر وجود أوبقاء تلك المجاميع القبلية المسلحة وبقاء المتاريس والخنادق والأسلحة المختلفة بأنها لدواعي الأمن الشخصي في ظل غياب الدولة حد تعبيره.. لكن كيف يصمد هذا التبرير إذا كانت المجاميع القبلية المسلحة والخنادق والمتاريس منتشرة في الحصبة وما جاورها من أحياء قريبة وبعيدة.. فالمسألة ليست ضرورة الأمن الشخصي، ولو كانت مسألة أمن شخصي لأقتصر تمركز القبائل على بوابة قصر الأحمر أو لنقل في محيط القصر، وهذا يحتاج إلى عدد محدود من الحراس أو رجال القبائل.. لكنها ليست مسألة " أمن شخصي" بل مسألة تحدي للدولة وعدوان على مؤسساتها ومواطنيها في الحصبة وما جاورها، وهذا ما فهمه المشاهد الذي تابع كلام الشيخ صادق الأحمر لقناة " سهيل" الذي اعتد فيه بنفسه وإخوانه وقبائله قائلاً إنهم كانوا قادرين على احتلال التلفزيون والإذاعة ووزارة المواصلات لكنهم لم يريدوا ذلك. الثالثة: إن الشيخ صادق الأحمر عندما يعتد بنفسه وإخوانه وقبائله المسلحة على تحدي الدولة واحتلال تلفزيونها وإذاعتها وأهم وزاراتها " الاتصالات" لم يبالغ في ذلك الاعتداد.. ربما أنه لم يكن أميناً في تبرير عدم احتلال التفلزيون والإذاعة والوزارة.. حيث زعم إنهم لم يريدوا ذلك ولو أرادوا لفعلوا.. وفي الحقيقة هم أرادوا ذلك وحاولوا لكنهم لم يتمكنوا.. ويكفي لصحة ذلك الاعتداد بالنفس وقوة القبيلة أن أولاد الشيخ الأحمر وقبائلهم إنهم تمكنوا من احتلال وتدمير وزارات ومؤسسات أخرى في الحصبة كوزارة الإدارة المحلية ووزارة التجارة وهيئة المياه وكالة الأنباء اليمنية سبأ وغيرها من الوزارات والمؤسسات.