أعلن الناطق باسم الجيش السنغالي، عبدولاي ندياي، أن الجيش السنغالي يستهدف أهدافا عسكرية في غامبيا في إطار العملية لقوات أفريقية لدعم الرئيس الغامبي المنتخب اداما بارو، التي انطلقت مساء الخميس. وقال الناطق باسم الجيش السنغالي لوكالة "سبوتنيك": "نقوم باستهداف أهداف عسكرية ذات فائدة لنا"، مؤكدا عدم وجود اَي مقاومة من الجيش الغامبي حتى الان. وفي وقت سابق، أكد الناطق باسم الجيش السنغالي ل "سبوتنيك"، أن قوات دول غرب أفريقيا، استعجلت الدخول إلى غامبيا لفتح طريق آمن للرئيس آداما بارو، كي يتمكن من ممارسة دوره السياسي بأسرع وقت. وقال ندياي إن "القوات العسكرية لدول غرب أفريقيا، استعجلت الدخول إلى غامبيا لفتح طريق آمن للرئيس آداما بارو، كي يتمكن من ممارسة دوره السياسي بأسرع وقت". وأضاف أن "العملية العسكرية قد بدأت، وستستمر، ولدينا تفويض من الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لعزل الرئيس يحيى جامع، بشتى الطرق". وأكد: "في حال لم يرضخ الرئيس، أو قرر المقاومة، لن يكون أمامنا سوى عزله هو والقوات العسكرية الموالية له، بالقوة، حتى يتمكن آداما بارو من قيادة البلاد". وتابع الناطق: "حول مكان الرئيس جامع، ليس من صلاحياتي أن أعلن عن هذه الإحداثيات، لدواع أمنية". ويأتي تدخل القوات السنغالية بعد وقت قليل من تنصيب غريمه الفائز في الانتخابات آداما بارو في حفل أقيم في سفارة غامبيا في دكار. وقد شهدت الساعات الأخيرة تطورات متلاحقة بشأن الأزمة في غامبيا، حيث أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع يعتبر بارو رئيسا شرعيا لغامبيا ويدعو جامي لتسليم السلطة واحترام إرادة المواطنين. وأكد متحدث باسم الجيش السنغالي أن قوة بلاده دخلت فعليا إلى غامبيا لإجبار جامي على التخلي عن السلطة بعد رفضه التنحي سلميا. كما أعلن الجيش النيجيري أنه سينشر قوات في غامبيا لحماية شعبها وحفظ الأمن والسلام الإقليمي. وقد رحبت واشنطن بدخول قوات أفريقية إلى غامبيا وأعلنت عن إغلاق سفارتها هناك. وجاء الإعلان عن بدء التدخل العسكري الفعلي بعد أن أدى بارو القسم رئيسا جديدا لغامبيا من داخل سفارتها في دكار بحضور مفوضة المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) وسفرائها، ومسؤولين سنغاليين. وتم تنصيب بارو بعد ساعات من انتهاء المهلة التي منحتها "إكواس" لجامي لتسليم السلطة سلميا. وبمجرد أداء القسم بالسفارة الغامبية بدكار انطلقت احتفالات في شوارع بانجول. وأطلقت مجموعات من المتظاهرين هتافات ابتهاج وسط إطلاق العنان لأبواق السيارات، في حين ارتدى بعضهم قمصانا كتب عليها "غامبيا اختارت" وهو شعار مؤيدي بارو. وقد دعا بارو جنود غامبيا للبقاء في ثكناتهم وحذرهم من أن مخالفة قرارته ستجعلهم متمردين. وفي وقت سابق، أكد رئيس أركان الجيش الغامبي الجنرال عثمان بادجي أنه لن يصدر أوامر لقواته بالتصدي للتدخل الأفريقي المحتمل، قائلا "لن ننخرط عسكريا، هذا نزاع سياسي". ومن جانبه، طالب مجلس الأمن بإبداء الدعم الكامل لمجموعة دول غرب أفريقيا في التزامها لضمان احترام رغبة الشعب "عبر الوسائل السياسية في المقام الأول". وأكد قرار مجلس الأمن أن بارو أصبح رئيسا جديدا وشرعيا لغامبيا، وأن جامي أصبح رئيسا سابقا وطالبه باحترام إرادة المواطنين والتخلي عن السلطة. وحصل القرار على إجماع الأعضاء بمن فيهم روسيا التي أوضح مندوبها أن الخطوة لا تعني تأييد التدخل العسكري. ومن جانبها، أوضحت موريتانيا أن وساطتها في الأزمة الغامبية لا تزال مستمرة لإقناع جامى بتسليم السلطة لبارو وتجنب التدخل العسكري الأفريقي. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ إن هذه الوساطة أظهرت أن جميع الأطراف الغامبية تتوق للحل السلمي لمعرفتها بخطورة عواقب الخيار العسكري. وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بدأ مساء الأربعاء وساطة في الأزمة وقام بزيارة بانجول حيث التقى جامى في اجتماع مغلق استمر ساعات. ولاحقا غادر ولد عبد العزير إلى دكار وعقد اجتماعا مع الرئيس السنغالي ماكي سال تناول الوضع الغامبي بحضور بارو. يذكر، أن القوات السنغالية توغلت داخل أراضي غامبيا مساء الخميس 19 كانون الثاني/يناير لتأمين انتقال السلطة للرئيس المنتخب، آداما بارو، وذلك بعد رفض الرئيس السابق، يحيى جامع، الذي خسر الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، تسليم السلطة.