محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    "تسمين الخنازير" و"ذبحها": فخ جديد لسرقة ملايين الدولارات من اليمنيين    الكشف عن آخر التطورات الصحية لفنان العرب "محمد عبده" بعد إعلان إصابته بالسرطان - فيديو    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    ردة فعل مفاجئة من أهل فتاة بعدما علموا أنها خرجت مع عريسها بعد الملكة دون استئذانهم    اعلامي مقرب من الانتقالي :الرئيس العليمي جنب الجنوب الفتنة والاقتتال الداخلي    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهود العيان ليسوا مجرمين !
نشر في الخبر يوم 12 - 03 - 2017

– خرج الوحش ، تحرر المارد الذي حاصره "علي حسن الشاطر" في ميدان التحرير ، ولن تفلح أي قوة في إعادة الطلقة إلى الوراء !، لقد سُرق "مارد سبتمبر العظيم" ، لكن ذلك لم يثنِ اليمنيين عن إدراك جرائم الهاشميين وضرورة تحقيق العدالة ، حتى أولئك الذين يصرخون معهم ، لا يمكن أن يفعلوا شيئًا أكثر مما فعله سيد "أنصار الله" اللعين .
– لا يجوز للإعلامي الساخر "محمد الربع" الدعوة إلى إعادة ضبط "بوصلة" الحرب بإتجاه أفراد خطرين ، على أنهم كل المشكلة واساس مصيبة اليمن ونكبة الحرب ، وسبب الجريمة ، سأحسن الظن بالفتى الوسيم ، فما كتبه وجدته منقولاً منذ مدة على شفاه كل الهاشميين الذين جاؤوا مع الشرعية الدستورية وينتمي أغلبهم إلى تيار التجمع اليمني للإصلاح ، وبعض الفئات السلفية التي ترى أن خرافة "آل البيت" إحدى ثوابت الإحترام التي تجعل النبي "محمد" مسرورًا بنا ، وبتوقيرنا لأنجاله الذين لا يقرهم القرآن .
– المشكلة معقدة ، لا تقف عند ما كتبه "الربع" ، وما يخشاه على جماعته الهاشميين من مستقبل لا يثابوا فيه على نضالهم وكفاحهم ضد الحوثيين ! ، الجريمة أخطر من "علي عبدالله صالح" أو "عبدالملك الحوثي" ، إنها تاريخ مُشبع بالدم ، خُرافة مريضة يسوّقها الهاشميون لينالوا مكانة مميزة في المجتمع الإسلامي ، عِرقية أخطر من صهيونية إسرائيل ، سلالية متوارثة وعصبية ، داءٌ مزمن إسمه "آل البيت" ! ، وراثة لا تموت ، يتناقلونها جينيًا ، تراها في بريق أعينهم إن جاؤوا على ذكر أنسابهم ، ورغم كل الضحايا الذين تزهق أرواحهم بسببها ، إلا أنهم لا يكفون ، ولا يتعلمون ، لا يعتبرون مما انتهت إليه نزعة أجدادهم السادية في السلطة والثروة قديمًا أو حديثًا ، المشكلة ليست وليدة اليوم ، ليست لحظة طيش لقاتل متسلسل يذبح ضحاياه بدعوى أن الرب منحه تلك الصلاحيات المرعبة ، وأرجو ألا يقول لي أحدٌ لا تعمم ، طبعًا هناك استثناءات ، لكنها .. إستثناءات !
– المشكلة بدأت منذ زمن طويل ، طويل جدًا ، حيث كان رجل الدين "زيد بن علي" يضع اللمسات الأخيرة لمذهبه الذي يجيز حمل السلاح والثورة على الحاكم بمجرد توافر أبسط عناصر التمرد ، كان "زيد" متأثرًا من حكم الدولة الأموية التي قضت على أي آمال للعلويين في الخلافة ، وجاء تأثره الشخصي ليلقي بظلاله على كل أتباع المذهب الزيدي الذين ما يزالون إلى اليوم يعيثون الخراب في وجه خصومهم ، وكلما أردنا إستعادة مصيرنا كيمنيين في أرض تجمعنا مع كل المهاجرين ، يقفز إلينا هاشمي من بوابة التاريخ وعاطفة الدين ليؤكد أن علينا دفع ثمن منع "علي بن أبي طالب" من أن يكون الخليفة الأول بعد وفاة النبي محمد ! ، ما شأني وقريش ! .. هذه هي الخرافة الأكثر دموية في التاريخ ، الخرافة التي لا تموت ، أنهم "هاشميون" ، مشكلتهم ليست في أرضنا ، نحن يمانيون ، أجدادنا أنبياء ، هود وإدريس وصالح ويونس وذو الكفل وإلياس وشعيب صلوات الله عليهم، ولنا الفاتح العظيم "الصعب بن رائش الحميري" الملقب ب "ذي القرنين" ، لا مزية لهم عندنا ، ولا قداسة .. لقد منحناهم هوية يمنية ، جعلناهم أبناء أنبياء ، كفلناهم ، حميناهم ، أدخلناهم قرانا ، وبيوتنا ، ومنحناهم من أرضنا ما يقتاتون به ، إلا أنهم استكبروا ، أعرف أن "الربع" مؤمن بذلك ، وإيمانه لا يعنيني البتة ، فهو واحد من ملايين لا يترددون في ذكر قداستهم ك "هاشميين" !.
الثنائي المميت
– قد تبدو المشكلة في قطبين ناريين "زيدي وهاشمي" إذا اجتمعا في جماعة أو فرد مهووس ، فعلى الجميع وضع أياديهم في آذاناهم حذر الموت !، إستطاع القبائل اليمنيون التخلي عن الزيدية بعد انفجار ثورة سبتمبر العظيم ، فهي لا تمثل عقيدة إستراتيجية بالنسبة لهم ، و ليسوا مستفيدين منها ، بعكس الهاشميين الذين يعتبرونها الحامل السياسي والمذهبي القوي لبلوغهم إلى السلطة ، وتجيز لهم ولأتباعهم حمل السلاح وتزوير وتسميم وتخدير عقول البسطاء من عوام الفلاحين ، ولما شعر الإمام الهاشمي أن أنصار مذهبه تحرروا من موالاته سقط سقوطًا مدويًا ، وبطبيعة الهاشمية فإنها متحولة ، تستطيع التكيف مع المتغيرات ، ما بقيت عقيدتهم متوارثة في تلقين الآباء لأبنائهم فضائل أنسابهم ، تتماوت مثل الذئب ، وسرعان ما تنقض على ضحيتها في لحظة إطمئنان .
– تستطيع أن تبتلع حوثًا ، قضمة وراء أخرى يتبخر ذلك المخلوق الضخم ، ذلك ما فعله الهاشميون منذ اليوم الأول لهروب الإمام "البدر" ، أدركوا أن إمامتهم إنتهت ، وأن اخطائهم دفعت بهم إلى نتيجة الإزالة ، ففكروا في كيفية إبتلاع الجمهورية ، السيطرة عليها تجعل فرصتهم في إيقاظ النازية العرقية ممكنة ، بدأوا بالخطوة الأولى : تجريم "أسرة حميد الدين" فقط وتقديمهم كبش فداء لإنقاذ الهاشمية !، ثم الإحتفاظ بإرث الأئمة السابقين في متناول أيديهم ، تلاها الخطوة الثانية ، إغلاق بوابة الزعيم "السلال" عن وعينا الجمهوري وذاكرتنا والسخرية منه ، جعلوا "الحمدي" آلهة الجمهورية وضربوا سبتمبر العظيم في العُمق عبر تسوية هاشمية أفضت إلى حركة 13 يونيو 1974م ، واستبدلوا "محمد محمود الزبيري " ب "حسن الشرفي ، وعباس الديلمي ، واسماعيل الوريث" ، ومن رئيس إلى آخر تنقلوا بحذر ، حتى وصلوا إلى "صالح" ، وقد كان عارفًا بعرقيتهم ، غير أن تذاكيه – مؤخرًا – على الثوابت أوقعه في شر أعماله ، ولإنقاذ الهاشمية مرة أخرى من كارثة الغضب الجمهوري الجديد ، يُقدّمون "صالح" كبش فداء لتخفيف معاناتهم ، ومعه "المؤتمر الشعبي العام" الذي أرادوه ضعيفًا مخترقًا ، ومختزلاً في شخص "الزعيم" الصنم ، وكإثبات حُسن نية ، سيجد المستأجرون مساحة لتشوية وعي الرأي العام بإعادة التفاوض مع الحوثيين مقابل التخلي عن سلاحهم ، والتضحية بعدد من الكوادر الحوثية المسلحة ! ، سيقولون أنه حل معقول مقابل السلام ! ، وذلك ما توفره أرضية "الربيع العربي" كإحدى القواسم المشتركة بين الثائرين على صالح ، والمتحاذقين الذين جعلوا منها مطية لإيصال الحوثيين إلى السلطة المقدسة ، هذه العبقرية الدعائية تُفسر حملة "عروهم" التي حاولت اجتذاب الحقد الجاهل على المؤتمر الشعبي العام كتنظيم حاكم ، و إعتباره الحامل الشرعي للتمدد الحوثي في المحافظات اليمنية ، والتغلغل في الشرعية الدستورية وإظهار الهاشمية كمظلومية من خلال التسويق لعدد من الحقائق الصغيرة على أنها الصورة الكاملة للجريمة ، وتلك حماية – عن قصد – للهاشمية من علوها وطغيانها الكبير الذي يتكرر تاريخيًا ، قبل أن يُخلق المؤتمر ، أو يتولى "صالح" رئاسة اليمن .
مذاهب الهاشمية
– الحمقى الذين يقاتلون مع الحوثيين ، ينتمون إلى المذهب الزيدي – الهادوي – ، وقد وأدنا تلك البذرة الشيطانية بأيدينا ، حتى لم يعد في اليمن الشمالي أحدٌ منهم ، سوى أوكارٌ دينية ومقابر يزورها الغلاة المُعممين ! ، إيقاظ الفكرة الزيدية – الهادوية – جاءت لإحياء الجريمة مجددًا ، وكانت تلك إحدى أفكار غُلاة المتطرفين الزيود في "صعدة" ، الذين أدركوا جيدًا أن العزف على مظلومية "الزيدية" وتكوين منظمة "الشباب المؤمن" سبيلهم القاتل لتجميع أدوات الجريمة ، ولكي أكون دقيقًا فقد إنقسم الهاشميون بحسب طبيعة الجغرافيا ، حيث الجبال الجرداء كان الهاشميون الزيود يرفعون سيوفهم كسبيل للوصول إلى السلطة ، وفي مروج إب وأودية الجند ، وسهول المخا والحديدة ، توطّن الشوافع الماكرون ، ألانتهم الخضرة والعيون العذبة ، فلم يطلبوا السلطة ، وانصرفوا للتجارة الدينية واكتساب المال والأرض ، محتالون ، بقداسة النبي الذي انتسبوا إليه غصبا ، أقاموا مكانة خرافية وثراء مالي عوّضهم عن مآسي السلطة وإنحرافاتها .
– الزيدية والشافعية والصوفية ثلاث بوابات ذهبية لعبور الهاشميين إلى الكرسي والثراء والأرض والمكانة المقدسة ، تحتل الزيدية – الهادوية المكانة الأخطر بين هذه المذاهب ، لأنها تؤمن بالثورة المستمرة على الحاكم الظالم ! ، إجمالاً يمكن القول أن المذاهب التي أنشأها هاشميون بما فيها الشافعية تمثل مرتعًا خصبًا لإبقاء خرافة "آل البيت" ، وتسويق مكانة الهاشميين التي تأبى الذوبان في المجتمع اليمني ، فهم يعتبرون الدين الإسلامي مجرد حق فكري جاء به "جدّهم" ، شأنه كأي قصيدة أو نوتة موسيقية لا تُستخدم من الغير إلا بطلب الإذن من ورثة المؤلف ، غير أن الهاشميين لا يريدون مواجهة الحقيقة أن النبي مُحمد لا ورثة له من الرجال ، وأنه ليس صاحب تلك الكلمات المقدسة ولا مؤلفها ، وأن الدين دين الله ، وما محمدٌ إلا رسول عظيم اختصه الله لإبلاغ رسالته الأخيرة إلى العالمين فقط .
– لا احترم أحدًا من المقدسين إلا بمدى إحترامه للآخرين ، إنسانيته هي التي تحدد أفعاله ، مهما اقترب الرجل في نسبه إلى النبي محمد صلوات الله عليه ، إلا أنه يظل بشرًا محكومًا بالتصرفات ، وخاضعًا للعقاب بمجرد إستخدامه تلك القرابة النوعية للإساءة إلى الآخرين .. يقول الصهاينة الذين احتلوا أرض فلسطين لإحياء خرافتهم الدينية أن لهم حق تاريخي ، ولأجل ذلك جلبوا اليهود من كل أصقاع الدنيا بالقوة ، وبالإتفاق مع أقطاب الهاشميين الذين كانوا يحكمون مختلف مناطق الوطن العربي ، حيث كانت فكرة بقاء اليهود أو المسيحيين في أوطانهم الأصلية معضلة كبرى للهاشمية التي لا تستطيع الحكم دون بقاء خرافتها ، وقد اتفق " شيعة علي و شيعة هارون" على أن تمنح الأوطان هوية دينية واحدة ، طرد الصهاينة المسلمين ، وطرد الهاشميون اليهود ، كان الإتفاق واضحًا ، إلا أنهم اخفقوا في "مصر" المُشبّعة بالوطنية الفرعونية ، على عكس الأمازيغ في المغرب الذين استعبدهم الهاشميون فألغوا حضارتهم ، وحكموا بقداسة رجل من قريش ، حدث ذلك في اليمن ، والعراق ، وفي سوريا التي تحكمها الطائفة العلوية .
الإصلاح والهاشمية
– أظهر "محمد الربع" في تناولته المريعة ، صراع هويتين في داخله ، ثقافته وتربيته التي اكتسبهما من خلال انتماءه السياسي المذهبي إلى التجمع اليمني للإصلاح ، ما جعله متأثرًا بفكرة أن "صالح" هو العدو الأول لليمن ، و إنتماءه العرقي إلى الهاشميين ، الإنتماء الأول دفعه إلى رفض الطريقة الحوثية لإدارة الحُكم متضامنًا مع حزبه ، وإنتماءه الثاني دفعه إلى التبرير للهاشمية بتحميل وزرها إلى غيرها ، وقد قدّم عِدة مسوغات منها أن "المجلس السياسي" وحكومة التمرد تكاد تخلو من الأسماء الهاشمية ! ، لم يناقش "الربع" الحاكم الفعلي للجريمة وهو عبدالملك الحوثي الذي لم يظهر على الناس، ويسوق فكرته ويرفع السلاح في وجه المجتمع والدولة إلا لكونه هاشمي يؤمن بالحق الإلهي في السلطة والثروة ! ، العِلة في الهاشمية وليس الحوثية ، فقد قُتل "حسين الحوثي" في الحرب الأولى لكنه الحوثية لم تمت !، لأن الهاشمية هي من تسقيها بذرة الحياة والسبب الوحيد للقتل ، الهاشمية هي التي جعلت من رجل ماكر قرانًا ناطقًا ، ومنحت شقيقه الأصغر ولاءً يتدثر به لتبرير جرائمه ، الهاشمية هي التي اقنعت الهاشميين عدم الخروج عن طاعة قائدهم الذي منحوه لقب "السيد الأول" ، الهاشمية هي من تعمل ليل نهار في المدن والقرى والأرياف والمؤسسات الحكومية والقطاعات المختلفة لتجسير فكرتها بالعنف ، وإشاعة السيئات عن الخصوم ، وتبرير الجرائم ، وفي أفضل الحالات يتحول الهاشميون المرتعشون إلى مخبرين لدى الفرق الأمنية الحوثية لمراقبة تحركات الأعداء المحتملين .
– لماذا يدافعون عن أبناء عمومتهم وقد تلطخوا بالدم والجريمة والنهب ، لم يكن هذا الذي يحدث في اليمن حالة فردية ، أو نزقًا مترفًا ، إنه تنظيم خطير من القدرات والأفراد ، مئات الالآف من المجرمين الذين أوقعوا "صعدة" بمساعدة أحزاب اللقاء المشترك ، واقتحموا "صنعاء" بتواطئ وقح من كل الهاشميين في كل الأحزاب ، وبمساعدة جهات وأسماء متعددة كان أبرزها الرئيس السابق ودولته العميقة من المهربين الذين صنعهم على عينه وجعلهم مشايخًا قبليين يبطش بهم خصومه ويُلوّنهم كيفما يشاء .
– ليست هذه المرة الأولى التي يوقد فيها الهاشميون أوار الحرب ، ويضرمون النار في سعادة اليمنيين ، فلكل زمان حوثييه ، ومنهم ابراهيم الجزار ، والهادي الرسي ، وابو الفتح الديلمي ، المطهر بن شرف الدين ، وعبدالله بن حمزة الذي أباد "المطرفية" ولم يشعر بعد "محمد الربع" بالندم على تلك الجرائم الوحشية التي نفّذها الحوثيون الغابرون ! ، ألم يكن الأجدر بصديقنا الوسيم مطالبة عقلاء الهاشميين بتقديم إعتذار حقيقي للشعب اليمني على ذلك الجحيم الذي أسعره أجداده بالأمس ، وعلى الدمار الهائل الذي ألحقه بنا أبناء عمومته اليوم ، فما تمثله الحوثية في رقعة الصراع المستمر داخل حدود الجغرافيا اليمنية لا يعدو كونه وظيفة عسكرية باذخة في الأذى ، تستخدمه الجماعات العنصرية لإخضاع شعوبها وحُكمها بالعنف واللاهوت !، وما دون ذلك سيكون حديثًا ملغومًا يدافع عن المجرم الحقيقي ويحميه ، ويُضلل العدالة في أحكامها ، ويلهي الناس بإتخاذهم عدوًا آخر لم يكن مسؤولاً عن الهوس الجيني للهاشميين في السلطة ، ولا عن استماتتهم في البقاء كما يشاؤون على مكانتهم داخل عمق الدين الإسلامي .
– التفسير الآخر لتلك الحماية استغلت كراهية التجمع اليمني للإصلاح للرئيس السابق "علي عبدالله صالح" ، وجعلت كل من ينتقد الهاشمية أو يؤصل جريرتها التاريخية المستمرة مُتهمًا بموالاته في الخفاء ! ، تلك التهمة الحمقاء المُعلبة تتناثر في وجوه إعلاميين وعسكريين يؤمنون بضرورة إستيعاب الجيش السابق في عملية التحرير الوطنية الكُبرى ، وتجريم الهاشمية كفكرة عنصرية ، وتوعية اليمنيين من عدم الإنجرار إلى خرافة "آل البيت" ، والإعتزاز بالهوية الوطنية اليمنية ، والجذور التاريخية ، والكشف عن مذابح الهاشميين المخجلة على السكان في القرى والعزل والمدن ، وقد دونوها بأقلامهم في كتبهم على سبيل المفاخرة والمباهاة .
– لقد بدأ الحوثيون بالحرب الأولى ، وليس علي عبدالله صالح أو غيره من وزراء المؤتمر الشعبي العام ، المهمة الأساسية لنا كباحثين عن الحقيقة هي ترديد السؤال الآتي : لماذا رفع حسين الحوثي وجماعته السلاح في وجه الدولة ؟ ، الإجابة مختصرة وواضحة : لقد أراد أن تُعقد له الولاية ، ف "صالح" بالنسبة إليه غير جدير بالرئاسة في وجوده ، نسبه الهاشمي علّمه ذلك ! ، مذهبه الزيدي – الهادوي أقنعه بحمل السلاح ، والده العجوز أوحى إليه بنبوغ عرقه ، كما أوحى جده إلى أبيه ، وكما يوحي عبدالملك الحوثي إلى أنجاله ، ومثلما يستمر الهاشميون في ترديد هذه المفاخرة العابثة على مسامعنا وتلقينها لأولادهم ليشعروا أنهم محظوظون بنسبهم ، وأن ذلك يعني لهم الكثير في مجتمع لم يستطع بعد التحرر من أغلاله الدينية ، وإذا ما شعروا بإنفراط الحماسة ، عادوا إلى موقعة كربلاء ، حيث يكون للنواح صدى ، وللبكائيات سبيل لخشوع العوام الجاهلين ، فيستغلون دم "الحسين" للوصول إلى السلطة ، وإذا لم ينفع الأمر ، انقسموا إلى فريقين لإثارة خلاف "معاوية وعلي" ، يتطرف الفريقان حتى تتكاثر التساؤلات ، ويعم الهرج ، وينصرف الناس عن شؤونهم بالتحديق في تفاصيل الموت القادم من قريش لمعرفة دوافعه وأسبابه .. إنهم بارعون في الفتنة ، مثلما برعوا في استغلال التجمع اليمني للإصلاح لتأدية وظيفة الدفاع عن الهاشميين ، وإعتبار "صالح" وحزبه وحرسه ونظامه وكل من كان معه سببًا لهذه المجزرة التي تُرتكب كل يوم ! ، وفي سبيل تحقيق الهدف كاملاً فإنهم لا يمانعون في اعتبار العشائرية القبلية التي تسكن أعالي اليمن جزءًا مما يسمونه "الهضبة" المتخلفة ، التي تسعى للسيطرة على الحكم ، وهزيمة الشرعية ، ولأجل هذا يتعرض شيوخ آل الأحمر للتعنيف المستمر من الكتائب الإليكترونية مدفوعة الثمن ، تلك المرويات الخبيثة لا تختلف عن مصطلحات "العفاشية" التي تشتت رؤية المجرم الحقيقي يتجول في مسرح الجريمة ممسكًا بخنجره ، لتُلقى التهمة على شاهد العيان لأنه كان يبكي فقط .
– لقد أصبح الإعلاميون متهمون بالجريمة ، لأنهم شهود عيان .. وحين لا يستطيع محامي القاتل التشكيك في روايتهم ، يعمد إلى تشويه نزاهتهم ، وربطهم بجهات خارجية لها خصومة مع موكلهم اللعين .. هذه المرة كان "محمد الربع" محامي الشيطان ، أراد لهيئة المحلفين مشاهدة صورة نجل القاتل البريء ، حفّزهم على تخفيف العقوبة لأن قلب الطفل الصغير لا يحتمل ! ، قال لهم : أن بائع السكاكين هو القاتل الأصلي ، لأنه أثار لعاب موكله ، وما كان عليه أن يفعل ذلك ! .
* كاتب وصحافي يمني
│المصدر - الخبر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.