من الذي يشن هجوما على عضو أعلى سلطة في صنعاء..؟!    وسط هشاشة أمنية وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.. اختطاف خامس حافلة لشركة الاسمنت خلال شهرين    لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال "البلد في المجهول"    سان جيرمان يتوصل لاتفاق مع بديل دوناروما    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    تعرّض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    شباب الغضب يحمل العسكرية الأولى مسؤولية القمع في تريم    وزير التجارة يكشف في حوار مع "الصحوة" إجراءات إنعاش الريال ويعلن عن حدث اقتصادي مرتقب    مجلس القضاء: المطالبة بتحسين الأوضاع ليس مبررا لتعطيل العمل بالمحاكم    قبيل مشاركته بكأس الخليج.. التعديلات الجديدة في قانون التحكيم الرياضي بمحاضرة توعوية لمنتخب الشباب    المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بيانًا هامًا    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    مهما كانت الاجواء: السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع غدًا    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الرئيس الزُبيدي يطّلع من وزير النفط على جهود تشغيل مصافي عدن وتأمين وقود الكهرباء    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    محاضرات قانونية بالعاصمة عدن لتعزيز وعي منتسبي الحزام الأمني    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    خسارة موريتانيا في الوقت القاتل تمنح تنزانيا الصدارة    آسيوية السلة تغيّر مخططات لمى    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهود العيان ليسوا مجرمين !
نشر في الخبر يوم 12 - 03 - 2017

– خرج الوحش ، تحرر المارد الذي حاصره "علي حسن الشاطر" في ميدان التحرير ، ولن تفلح أي قوة في إعادة الطلقة إلى الوراء !، لقد سُرق "مارد سبتمبر العظيم" ، لكن ذلك لم يثنِ اليمنيين عن إدراك جرائم الهاشميين وضرورة تحقيق العدالة ، حتى أولئك الذين يصرخون معهم ، لا يمكن أن يفعلوا شيئًا أكثر مما فعله سيد "أنصار الله" اللعين .
– لا يجوز للإعلامي الساخر "محمد الربع" الدعوة إلى إعادة ضبط "بوصلة" الحرب بإتجاه أفراد خطرين ، على أنهم كل المشكلة واساس مصيبة اليمن ونكبة الحرب ، وسبب الجريمة ، سأحسن الظن بالفتى الوسيم ، فما كتبه وجدته منقولاً منذ مدة على شفاه كل الهاشميين الذين جاؤوا مع الشرعية الدستورية وينتمي أغلبهم إلى تيار التجمع اليمني للإصلاح ، وبعض الفئات السلفية التي ترى أن خرافة "آل البيت" إحدى ثوابت الإحترام التي تجعل النبي "محمد" مسرورًا بنا ، وبتوقيرنا لأنجاله الذين لا يقرهم القرآن .
– المشكلة معقدة ، لا تقف عند ما كتبه "الربع" ، وما يخشاه على جماعته الهاشميين من مستقبل لا يثابوا فيه على نضالهم وكفاحهم ضد الحوثيين ! ، الجريمة أخطر من "علي عبدالله صالح" أو "عبدالملك الحوثي" ، إنها تاريخ مُشبع بالدم ، خُرافة مريضة يسوّقها الهاشميون لينالوا مكانة مميزة في المجتمع الإسلامي ، عِرقية أخطر من صهيونية إسرائيل ، سلالية متوارثة وعصبية ، داءٌ مزمن إسمه "آل البيت" ! ، وراثة لا تموت ، يتناقلونها جينيًا ، تراها في بريق أعينهم إن جاؤوا على ذكر أنسابهم ، ورغم كل الضحايا الذين تزهق أرواحهم بسببها ، إلا أنهم لا يكفون ، ولا يتعلمون ، لا يعتبرون مما انتهت إليه نزعة أجدادهم السادية في السلطة والثروة قديمًا أو حديثًا ، المشكلة ليست وليدة اليوم ، ليست لحظة طيش لقاتل متسلسل يذبح ضحاياه بدعوى أن الرب منحه تلك الصلاحيات المرعبة ، وأرجو ألا يقول لي أحدٌ لا تعمم ، طبعًا هناك استثناءات ، لكنها .. إستثناءات !
– المشكلة بدأت منذ زمن طويل ، طويل جدًا ، حيث كان رجل الدين "زيد بن علي" يضع اللمسات الأخيرة لمذهبه الذي يجيز حمل السلاح والثورة على الحاكم بمجرد توافر أبسط عناصر التمرد ، كان "زيد" متأثرًا من حكم الدولة الأموية التي قضت على أي آمال للعلويين في الخلافة ، وجاء تأثره الشخصي ليلقي بظلاله على كل أتباع المذهب الزيدي الذين ما يزالون إلى اليوم يعيثون الخراب في وجه خصومهم ، وكلما أردنا إستعادة مصيرنا كيمنيين في أرض تجمعنا مع كل المهاجرين ، يقفز إلينا هاشمي من بوابة التاريخ وعاطفة الدين ليؤكد أن علينا دفع ثمن منع "علي بن أبي طالب" من أن يكون الخليفة الأول بعد وفاة النبي محمد ! ، ما شأني وقريش ! .. هذه هي الخرافة الأكثر دموية في التاريخ ، الخرافة التي لا تموت ، أنهم "هاشميون" ، مشكلتهم ليست في أرضنا ، نحن يمانيون ، أجدادنا أنبياء ، هود وإدريس وصالح ويونس وذو الكفل وإلياس وشعيب صلوات الله عليهم، ولنا الفاتح العظيم "الصعب بن رائش الحميري" الملقب ب "ذي القرنين" ، لا مزية لهم عندنا ، ولا قداسة .. لقد منحناهم هوية يمنية ، جعلناهم أبناء أنبياء ، كفلناهم ، حميناهم ، أدخلناهم قرانا ، وبيوتنا ، ومنحناهم من أرضنا ما يقتاتون به ، إلا أنهم استكبروا ، أعرف أن "الربع" مؤمن بذلك ، وإيمانه لا يعنيني البتة ، فهو واحد من ملايين لا يترددون في ذكر قداستهم ك "هاشميين" !.
الثنائي المميت
– قد تبدو المشكلة في قطبين ناريين "زيدي وهاشمي" إذا اجتمعا في جماعة أو فرد مهووس ، فعلى الجميع وضع أياديهم في آذاناهم حذر الموت !، إستطاع القبائل اليمنيون التخلي عن الزيدية بعد انفجار ثورة سبتمبر العظيم ، فهي لا تمثل عقيدة إستراتيجية بالنسبة لهم ، و ليسوا مستفيدين منها ، بعكس الهاشميين الذين يعتبرونها الحامل السياسي والمذهبي القوي لبلوغهم إلى السلطة ، وتجيز لهم ولأتباعهم حمل السلاح وتزوير وتسميم وتخدير عقول البسطاء من عوام الفلاحين ، ولما شعر الإمام الهاشمي أن أنصار مذهبه تحرروا من موالاته سقط سقوطًا مدويًا ، وبطبيعة الهاشمية فإنها متحولة ، تستطيع التكيف مع المتغيرات ، ما بقيت عقيدتهم متوارثة في تلقين الآباء لأبنائهم فضائل أنسابهم ، تتماوت مثل الذئب ، وسرعان ما تنقض على ضحيتها في لحظة إطمئنان .
– تستطيع أن تبتلع حوثًا ، قضمة وراء أخرى يتبخر ذلك المخلوق الضخم ، ذلك ما فعله الهاشميون منذ اليوم الأول لهروب الإمام "البدر" ، أدركوا أن إمامتهم إنتهت ، وأن اخطائهم دفعت بهم إلى نتيجة الإزالة ، ففكروا في كيفية إبتلاع الجمهورية ، السيطرة عليها تجعل فرصتهم في إيقاظ النازية العرقية ممكنة ، بدأوا بالخطوة الأولى : تجريم "أسرة حميد الدين" فقط وتقديمهم كبش فداء لإنقاذ الهاشمية !، ثم الإحتفاظ بإرث الأئمة السابقين في متناول أيديهم ، تلاها الخطوة الثانية ، إغلاق بوابة الزعيم "السلال" عن وعينا الجمهوري وذاكرتنا والسخرية منه ، جعلوا "الحمدي" آلهة الجمهورية وضربوا سبتمبر العظيم في العُمق عبر تسوية هاشمية أفضت إلى حركة 13 يونيو 1974م ، واستبدلوا "محمد محمود الزبيري " ب "حسن الشرفي ، وعباس الديلمي ، واسماعيل الوريث" ، ومن رئيس إلى آخر تنقلوا بحذر ، حتى وصلوا إلى "صالح" ، وقد كان عارفًا بعرقيتهم ، غير أن تذاكيه – مؤخرًا – على الثوابت أوقعه في شر أعماله ، ولإنقاذ الهاشمية مرة أخرى من كارثة الغضب الجمهوري الجديد ، يُقدّمون "صالح" كبش فداء لتخفيف معاناتهم ، ومعه "المؤتمر الشعبي العام" الذي أرادوه ضعيفًا مخترقًا ، ومختزلاً في شخص "الزعيم" الصنم ، وكإثبات حُسن نية ، سيجد المستأجرون مساحة لتشوية وعي الرأي العام بإعادة التفاوض مع الحوثيين مقابل التخلي عن سلاحهم ، والتضحية بعدد من الكوادر الحوثية المسلحة ! ، سيقولون أنه حل معقول مقابل السلام ! ، وذلك ما توفره أرضية "الربيع العربي" كإحدى القواسم المشتركة بين الثائرين على صالح ، والمتحاذقين الذين جعلوا منها مطية لإيصال الحوثيين إلى السلطة المقدسة ، هذه العبقرية الدعائية تُفسر حملة "عروهم" التي حاولت اجتذاب الحقد الجاهل على المؤتمر الشعبي العام كتنظيم حاكم ، و إعتباره الحامل الشرعي للتمدد الحوثي في المحافظات اليمنية ، والتغلغل في الشرعية الدستورية وإظهار الهاشمية كمظلومية من خلال التسويق لعدد من الحقائق الصغيرة على أنها الصورة الكاملة للجريمة ، وتلك حماية – عن قصد – للهاشمية من علوها وطغيانها الكبير الذي يتكرر تاريخيًا ، قبل أن يُخلق المؤتمر ، أو يتولى "صالح" رئاسة اليمن .
مذاهب الهاشمية
– الحمقى الذين يقاتلون مع الحوثيين ، ينتمون إلى المذهب الزيدي – الهادوي – ، وقد وأدنا تلك البذرة الشيطانية بأيدينا ، حتى لم يعد في اليمن الشمالي أحدٌ منهم ، سوى أوكارٌ دينية ومقابر يزورها الغلاة المُعممين ! ، إيقاظ الفكرة الزيدية – الهادوية – جاءت لإحياء الجريمة مجددًا ، وكانت تلك إحدى أفكار غُلاة المتطرفين الزيود في "صعدة" ، الذين أدركوا جيدًا أن العزف على مظلومية "الزيدية" وتكوين منظمة "الشباب المؤمن" سبيلهم القاتل لتجميع أدوات الجريمة ، ولكي أكون دقيقًا فقد إنقسم الهاشميون بحسب طبيعة الجغرافيا ، حيث الجبال الجرداء كان الهاشميون الزيود يرفعون سيوفهم كسبيل للوصول إلى السلطة ، وفي مروج إب وأودية الجند ، وسهول المخا والحديدة ، توطّن الشوافع الماكرون ، ألانتهم الخضرة والعيون العذبة ، فلم يطلبوا السلطة ، وانصرفوا للتجارة الدينية واكتساب المال والأرض ، محتالون ، بقداسة النبي الذي انتسبوا إليه غصبا ، أقاموا مكانة خرافية وثراء مالي عوّضهم عن مآسي السلطة وإنحرافاتها .
– الزيدية والشافعية والصوفية ثلاث بوابات ذهبية لعبور الهاشميين إلى الكرسي والثراء والأرض والمكانة المقدسة ، تحتل الزيدية – الهادوية المكانة الأخطر بين هذه المذاهب ، لأنها تؤمن بالثورة المستمرة على الحاكم الظالم ! ، إجمالاً يمكن القول أن المذاهب التي أنشأها هاشميون بما فيها الشافعية تمثل مرتعًا خصبًا لإبقاء خرافة "آل البيت" ، وتسويق مكانة الهاشميين التي تأبى الذوبان في المجتمع اليمني ، فهم يعتبرون الدين الإسلامي مجرد حق فكري جاء به "جدّهم" ، شأنه كأي قصيدة أو نوتة موسيقية لا تُستخدم من الغير إلا بطلب الإذن من ورثة المؤلف ، غير أن الهاشميين لا يريدون مواجهة الحقيقة أن النبي مُحمد لا ورثة له من الرجال ، وأنه ليس صاحب تلك الكلمات المقدسة ولا مؤلفها ، وأن الدين دين الله ، وما محمدٌ إلا رسول عظيم اختصه الله لإبلاغ رسالته الأخيرة إلى العالمين فقط .
– لا احترم أحدًا من المقدسين إلا بمدى إحترامه للآخرين ، إنسانيته هي التي تحدد أفعاله ، مهما اقترب الرجل في نسبه إلى النبي محمد صلوات الله عليه ، إلا أنه يظل بشرًا محكومًا بالتصرفات ، وخاضعًا للعقاب بمجرد إستخدامه تلك القرابة النوعية للإساءة إلى الآخرين .. يقول الصهاينة الذين احتلوا أرض فلسطين لإحياء خرافتهم الدينية أن لهم حق تاريخي ، ولأجل ذلك جلبوا اليهود من كل أصقاع الدنيا بالقوة ، وبالإتفاق مع أقطاب الهاشميين الذين كانوا يحكمون مختلف مناطق الوطن العربي ، حيث كانت فكرة بقاء اليهود أو المسيحيين في أوطانهم الأصلية معضلة كبرى للهاشمية التي لا تستطيع الحكم دون بقاء خرافتها ، وقد اتفق " شيعة علي و شيعة هارون" على أن تمنح الأوطان هوية دينية واحدة ، طرد الصهاينة المسلمين ، وطرد الهاشميون اليهود ، كان الإتفاق واضحًا ، إلا أنهم اخفقوا في "مصر" المُشبّعة بالوطنية الفرعونية ، على عكس الأمازيغ في المغرب الذين استعبدهم الهاشميون فألغوا حضارتهم ، وحكموا بقداسة رجل من قريش ، حدث ذلك في اليمن ، والعراق ، وفي سوريا التي تحكمها الطائفة العلوية .
الإصلاح والهاشمية
– أظهر "محمد الربع" في تناولته المريعة ، صراع هويتين في داخله ، ثقافته وتربيته التي اكتسبهما من خلال انتماءه السياسي المذهبي إلى التجمع اليمني للإصلاح ، ما جعله متأثرًا بفكرة أن "صالح" هو العدو الأول لليمن ، و إنتماءه العرقي إلى الهاشميين ، الإنتماء الأول دفعه إلى رفض الطريقة الحوثية لإدارة الحُكم متضامنًا مع حزبه ، وإنتماءه الثاني دفعه إلى التبرير للهاشمية بتحميل وزرها إلى غيرها ، وقد قدّم عِدة مسوغات منها أن "المجلس السياسي" وحكومة التمرد تكاد تخلو من الأسماء الهاشمية ! ، لم يناقش "الربع" الحاكم الفعلي للجريمة وهو عبدالملك الحوثي الذي لم يظهر على الناس، ويسوق فكرته ويرفع السلاح في وجه المجتمع والدولة إلا لكونه هاشمي يؤمن بالحق الإلهي في السلطة والثروة ! ، العِلة في الهاشمية وليس الحوثية ، فقد قُتل "حسين الحوثي" في الحرب الأولى لكنه الحوثية لم تمت !، لأن الهاشمية هي من تسقيها بذرة الحياة والسبب الوحيد للقتل ، الهاشمية هي التي جعلت من رجل ماكر قرانًا ناطقًا ، ومنحت شقيقه الأصغر ولاءً يتدثر به لتبرير جرائمه ، الهاشمية هي التي اقنعت الهاشميين عدم الخروج عن طاعة قائدهم الذي منحوه لقب "السيد الأول" ، الهاشمية هي من تعمل ليل نهار في المدن والقرى والأرياف والمؤسسات الحكومية والقطاعات المختلفة لتجسير فكرتها بالعنف ، وإشاعة السيئات عن الخصوم ، وتبرير الجرائم ، وفي أفضل الحالات يتحول الهاشميون المرتعشون إلى مخبرين لدى الفرق الأمنية الحوثية لمراقبة تحركات الأعداء المحتملين .
– لماذا يدافعون عن أبناء عمومتهم وقد تلطخوا بالدم والجريمة والنهب ، لم يكن هذا الذي يحدث في اليمن حالة فردية ، أو نزقًا مترفًا ، إنه تنظيم خطير من القدرات والأفراد ، مئات الالآف من المجرمين الذين أوقعوا "صعدة" بمساعدة أحزاب اللقاء المشترك ، واقتحموا "صنعاء" بتواطئ وقح من كل الهاشميين في كل الأحزاب ، وبمساعدة جهات وأسماء متعددة كان أبرزها الرئيس السابق ودولته العميقة من المهربين الذين صنعهم على عينه وجعلهم مشايخًا قبليين يبطش بهم خصومه ويُلوّنهم كيفما يشاء .
– ليست هذه المرة الأولى التي يوقد فيها الهاشميون أوار الحرب ، ويضرمون النار في سعادة اليمنيين ، فلكل زمان حوثييه ، ومنهم ابراهيم الجزار ، والهادي الرسي ، وابو الفتح الديلمي ، المطهر بن شرف الدين ، وعبدالله بن حمزة الذي أباد "المطرفية" ولم يشعر بعد "محمد الربع" بالندم على تلك الجرائم الوحشية التي نفّذها الحوثيون الغابرون ! ، ألم يكن الأجدر بصديقنا الوسيم مطالبة عقلاء الهاشميين بتقديم إعتذار حقيقي للشعب اليمني على ذلك الجحيم الذي أسعره أجداده بالأمس ، وعلى الدمار الهائل الذي ألحقه بنا أبناء عمومته اليوم ، فما تمثله الحوثية في رقعة الصراع المستمر داخل حدود الجغرافيا اليمنية لا يعدو كونه وظيفة عسكرية باذخة في الأذى ، تستخدمه الجماعات العنصرية لإخضاع شعوبها وحُكمها بالعنف واللاهوت !، وما دون ذلك سيكون حديثًا ملغومًا يدافع عن المجرم الحقيقي ويحميه ، ويُضلل العدالة في أحكامها ، ويلهي الناس بإتخاذهم عدوًا آخر لم يكن مسؤولاً عن الهوس الجيني للهاشميين في السلطة ، ولا عن استماتتهم في البقاء كما يشاؤون على مكانتهم داخل عمق الدين الإسلامي .
– التفسير الآخر لتلك الحماية استغلت كراهية التجمع اليمني للإصلاح للرئيس السابق "علي عبدالله صالح" ، وجعلت كل من ينتقد الهاشمية أو يؤصل جريرتها التاريخية المستمرة مُتهمًا بموالاته في الخفاء ! ، تلك التهمة الحمقاء المُعلبة تتناثر في وجوه إعلاميين وعسكريين يؤمنون بضرورة إستيعاب الجيش السابق في عملية التحرير الوطنية الكُبرى ، وتجريم الهاشمية كفكرة عنصرية ، وتوعية اليمنيين من عدم الإنجرار إلى خرافة "آل البيت" ، والإعتزاز بالهوية الوطنية اليمنية ، والجذور التاريخية ، والكشف عن مذابح الهاشميين المخجلة على السكان في القرى والعزل والمدن ، وقد دونوها بأقلامهم في كتبهم على سبيل المفاخرة والمباهاة .
– لقد بدأ الحوثيون بالحرب الأولى ، وليس علي عبدالله صالح أو غيره من وزراء المؤتمر الشعبي العام ، المهمة الأساسية لنا كباحثين عن الحقيقة هي ترديد السؤال الآتي : لماذا رفع حسين الحوثي وجماعته السلاح في وجه الدولة ؟ ، الإجابة مختصرة وواضحة : لقد أراد أن تُعقد له الولاية ، ف "صالح" بالنسبة إليه غير جدير بالرئاسة في وجوده ، نسبه الهاشمي علّمه ذلك ! ، مذهبه الزيدي – الهادوي أقنعه بحمل السلاح ، والده العجوز أوحى إليه بنبوغ عرقه ، كما أوحى جده إلى أبيه ، وكما يوحي عبدالملك الحوثي إلى أنجاله ، ومثلما يستمر الهاشميون في ترديد هذه المفاخرة العابثة على مسامعنا وتلقينها لأولادهم ليشعروا أنهم محظوظون بنسبهم ، وأن ذلك يعني لهم الكثير في مجتمع لم يستطع بعد التحرر من أغلاله الدينية ، وإذا ما شعروا بإنفراط الحماسة ، عادوا إلى موقعة كربلاء ، حيث يكون للنواح صدى ، وللبكائيات سبيل لخشوع العوام الجاهلين ، فيستغلون دم "الحسين" للوصول إلى السلطة ، وإذا لم ينفع الأمر ، انقسموا إلى فريقين لإثارة خلاف "معاوية وعلي" ، يتطرف الفريقان حتى تتكاثر التساؤلات ، ويعم الهرج ، وينصرف الناس عن شؤونهم بالتحديق في تفاصيل الموت القادم من قريش لمعرفة دوافعه وأسبابه .. إنهم بارعون في الفتنة ، مثلما برعوا في استغلال التجمع اليمني للإصلاح لتأدية وظيفة الدفاع عن الهاشميين ، وإعتبار "صالح" وحزبه وحرسه ونظامه وكل من كان معه سببًا لهذه المجزرة التي تُرتكب كل يوم ! ، وفي سبيل تحقيق الهدف كاملاً فإنهم لا يمانعون في اعتبار العشائرية القبلية التي تسكن أعالي اليمن جزءًا مما يسمونه "الهضبة" المتخلفة ، التي تسعى للسيطرة على الحكم ، وهزيمة الشرعية ، ولأجل هذا يتعرض شيوخ آل الأحمر للتعنيف المستمر من الكتائب الإليكترونية مدفوعة الثمن ، تلك المرويات الخبيثة لا تختلف عن مصطلحات "العفاشية" التي تشتت رؤية المجرم الحقيقي يتجول في مسرح الجريمة ممسكًا بخنجره ، لتُلقى التهمة على شاهد العيان لأنه كان يبكي فقط .
– لقد أصبح الإعلاميون متهمون بالجريمة ، لأنهم شهود عيان .. وحين لا يستطيع محامي القاتل التشكيك في روايتهم ، يعمد إلى تشويه نزاهتهم ، وربطهم بجهات خارجية لها خصومة مع موكلهم اللعين .. هذه المرة كان "محمد الربع" محامي الشيطان ، أراد لهيئة المحلفين مشاهدة صورة نجل القاتل البريء ، حفّزهم على تخفيف العقوبة لأن قلب الطفل الصغير لا يحتمل ! ، قال لهم : أن بائع السكاكين هو القاتل الأصلي ، لأنه أثار لعاب موكله ، وما كان عليه أن يفعل ذلك ! .
* كاتب وصحافي يمني
│المصدر - الخبر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.