نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أمس الاثنين تسجيلا مصورا يظهر خطف قوة أميركية خاصة العام الماضي نزيه الرقيعي (أبو أنس الليبي) الذي تشتبه واشنطن بضلوعه في هجمات بكينيا وتنزانيا, قرب منزله في العاصمة الليبية طرابلس. وأظهر تسجيل بالأبيض والأسود مأخوذ من كاميرا مراقبة ويحمل تاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول 2013, ثلاثة رجال مسلحين يخرجون رجلا من سيارة داكنة حال توقفها أمام منزل في أحد أحياء طرابلس. وقدِم الثلاثة الذين كانوا يحملون مسدسات على متن شاحنة صغيرة, ووصلت في الوقت نفسه سيارة بيضاء سدت الطريق على السيارة الداكنة التي كان يقودها -على ما يبدو- نزيه الرقيعي (49 عاما). وبعد حمل الرقيعي تحت تهديد السلاح بالقوة إلى الشاحنة الصغيرة, انطلقت السيارات الثلاث بسرعة, بما فيها السيارة الداكنة التي قادها أحد المسلحين الثلاثة. وتمت العملية بينما كان الظلام مسدلا ستاره على العاصمة الليبية, ودامت نحو دقيقة. وبعد انطلاق السيارات مباشرة, هُرع أشخاص من المنزل الذي توقفت أمامه سيارة الرقيعي, وربما كانوا من عائلته. وبعد أيام من عملية الخطف, قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إن حكومته لم تكن على علم بها, مضيفا أن الحادثة لن تؤثر سلبا على العلاقة بين بلاده والولاياتالمتحدة. وقالت واشنطن بوست إن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومكتب التحقيقات الاتحادي، وفريقا من "دلتا فورس", ووحدة من القوات الخاصة في سلاح البر الأميركي, شاركوا في عملية القبض على الرقيعي، ثم نقلوه إلى سفينة حربية أميركية، ومنها إلى الولاياتالمتحدة حيث مثل أمام محكمة أميركية. وتشتبه واشنطن في أن الرقيعي له يد في التفجيرين اللذين ضربا السفارتين الأميركيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا يوم 7 أغسطس/آب 1998, وقتل فيهما أكثر من 220 شخصا بينهم 12 أميركيا. وكان تنظيم القاعدة قد تبنى التفجيرين. وكان الرقيعي ملاحقا طيلة 13 عاما, وعرضت السلطات الأميركية مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله. وقالت عائلته إنه تعرض لمشاكل صحية بعد نقله إلى الولاياتالمتحدة.