علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، اليوم الأربعاء، على الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني، واستهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان قوات أمريكية وقوات تابعة للتحالف الدولي الذي شارك في القتال ضد تنظيم داعش. أعلن ترامب أن الولاياتالمتحدة ستفرض "على الفور" عقوبات جديدة ضد إيران إلى أن تغير سلوكها، مؤكدًا أن الهجمات الصاروخية لم تصب القوات الأمريكية أو العراقية بأي أذى، ولم يُسفر عنها خسائر بشرية. وأكد أن العقوبات الاقتصادية والجيش الأمريكي القوي، هم الرادع للمحاولات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. ووصف ترامب قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ب"أكبر ارهابي في العالم"، وقال إن يديه ملطختان بالدماء. كما أثنى على الدور الذي لعبته القوات الأمريكية في عملية مقتل سليماني، مؤكدًا أنها كانت ضرورية، لأن القيادي العسكري الإيراني خطط لاستهداف منشآت ومواطنين أمريكيين في الشرق الأوسط والعالم. أضاف أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بامتلاك إيران للسلاح النووي وأن على الدول الحليفة لأمريكا المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا بأن تتخلى أيضا عن الاتفاق النووي مع إيران من أجل عالم أكثر أمنا. وأوضح أن إيران قامت باختطاف والهجوم على السفن في الخليج، ورفعت شعار الموت لأمريكا. قال إن حملة إيران الداعية للعنف والإرهاب، لا يمكن السماح لها بالتمدد أكثر من ذلك، مضيفًا أن طهران ارتكبت العديد من الأفعال الإرهابية وتهدف لزعزعة استقرار المنطقة. وطالب الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي له، اليوم الأربعاء، في البيت الأبيض، إيران بوقف دعمها للإرهاب، لافتًا إلى أن الجيش الأمريكي أكبر وأعظم من السابق ولديه الأسلحة المتطورة. ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده لا تحتاج لنفط وغاز الشرق الأوسط. وأكد أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بتكرار الهجمات الإيرانية مرة أخرى، وسترد عليها حال تكرارها، مؤكدًا أن الجيش الأمريكي نجح في التعامل مع التهديد الإيراني. ودعا حلف الشمال الأطلسي "الناتو" إلى الانخراط أكثر في منطقة الشرق الأوسط. كان الحرس الثوري الإيراني شنّ هجومًا صاروخيًا على قاعدتين للتحالف الدولي بالعراق؛ "عين الأسد" الجوية في الأنبار، والقاعدة العسكرية في مطار أربيل، وذلك بعد أيام على استهداف قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني وقتله في غارة أمريكية قُرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة الماضي. وأكد أن الاتفاق النووي الذي وصفه ب"الكارثي" سنتهي قريبًا لأنه يُعطي لإيران طريقًا مُمهدًا لتحصل على السلاح النووي. وجدد ترامب تأكيده في كلمة من البيت الأبيض، الأربعاء، على ضرورة أن تتخلى إيران عن طموحاتها النووية. وقال: "يجب العمل على صياغة اتفاق جديد مع إيران". وأضاف: "حان الوقت لفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا (الدول الموقعة على الاتفاق)، بأن يعترفوا بهذه الحقيقة وهذا الواقع. وعليهم الابتعاد عن بقايا الاتفاق النووي". وتابع: "علينا أن نعمل معًا كي نتوصل إلى اتفاق أكثر أمانًا وسلامًا، يسمح لايران بأن تزدهر وأن تستغل مواردها المهدورة". الرواية الإيرانية وكانت إيران أعلنت أنها أطلقت صواريخ على أهداف أميركية في العراق فجر اليوم الأربعاء انتقاما لمقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في هجوم أميركي بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد، وقال التلفزيون الإيراني إن "ثمانين إرهابيا أميركيا قتلوا" وإن أضرارا لحقت بمروحيات ومعدات عسكرية أميركية. غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كتب في تعليق أولي على تويتر أن "كل شيء على ما يرام". وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إطلاق إيران أكثر من 12 صاروخا باليستيا على قاعدة عين الأسد في الأنبار وقاعدة حرير في أربيل، وكلتاهما تستضيفان قوات أميركية، ونفت مصادر في واشنطن وقوع إصابات في صفوف الأميركيين. وقال مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي إن الشعب الإيراني وجه "صفعة قوية" للولايات المتحدة، وإن الرد على مقتل سليماني سيكون إخراج القوات الأميركية من المنطقة. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فقال إن بلاده اتخذت "إجراءات محسوبة" في إطار الدفاع عن النفس ولم تحاول تصعيد المواجهة، وإن تلك الضربات "أكملت" رد إيران على مقتل سليماني. وبعد الهجوم الصاروخي الإيراني عرض التلفزيون الرسمي لقطات لدفن سليماني وقال "أخذنا بثأره.. الآن يمكنه أن يرقد في سلام". هل تجنبت إيران قتل الأميركيين؟ ونقلت شبكة سي أن أن ووكالة رويترز عن مصادر حكومية أميركية وأوروبية قولها إن هناك تقييمات تشير إلى أن إيران سعت عمدا إلى تجنب إيقاع أي خسائر في صفوف الجنود الأميركيين خلال قصفها الصاروخي لقاعدتي عين الأسد وحرير. وكذلك نقلت سي أن أن عن مصادر قولها إن الجانب العراقي نبه الأميركيين قبل وقوع الهجوم الصاروخي الإيراني. ونسبت قناة فوكس نيوز إلى مسؤولين في البنتاغون قولهم إن الجيش الأميركي لم يحاول اعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، لعدم وجود أي معدات عسكرية أميركية بإمكانها إسقاط تلك الصواريخ في قاعدتي عين الأسد وحرير. وأشار المسؤولون إلى أنه لم ينشر نظامي الدفاع الجوي، باتريوت وأفنجر، في القاعدتين المستهدفتين بالقصف الإيراني. وأضاف المسؤولون أن واشنطن ركزت خلال السنوات الماضية على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وتعزيز الوجود العسكري الأميركي في العراق، وهو ما لم يكن يستلزم نشر أنظمة دفاع جوي.