الثورة فعلٌ مستمر منذ ادم عليه السلام وحتى يومنا هذا وان تتعدد اسبابها والقيم التي تنشدها، فقد تكون ثورةٌ تنشد قيم الخير والعدل، وقد تكون العكس من ذلك تماماً كما حدث في اول ثورةٍ من تاريخ البشريه عندما ثار قابيل على اخيه هابيل بدافع الحسد . واول ثورة في الاسلام كانت في عصر الخلافه الراشده وكانت على سيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه- بتهمه الفساد وتكريس الحكم العائلي – حسب الثوار- وما اعقبها من خلاف بين سيدنا علي – كرم الله وجهه- ومعاويه ابن ابي سفيان على الولايه (السلطه) والتي لازلنا نكتوي بنار ذلك الصراع حتى اللحظه، وصولا الى ثورة اتاتورك واسقاط النظام في تركيا ..وهكذا..! فمن حق الشعوب ان تثور متى ما شعرت بالظلم او القهر اوالتميز وما الى ذلك..! فالثوره انما هي تعبير عن الرفض وعدم الرضى سواء كان هذا التعبير لفضياً او حسياً، فليس بمقدور احد ان يكبح جماح هذه الثوره او يحدد مسارها اياً كا. لكن كما يقال "الا اليمن ثانيه" وبالاخص ثورة الاصلاح…! عندما تسلّقوا على ماتسمى (ثوره) وحالفهم الحظ في الوصول الى السلطه وذلك عبر جماجم الشباب واشلاء الجنود حاولوا اغلاق الباب من بعدهم على اعتبار انّ لاهجرة بعد الفتح ولكن جهادٌ ونيه، ولانهم قد وصلوا الى بغيتهم، فقد تحولت شعاراتهم التي كانت تقول بان للصبر حدود وانهم صبروا الكثير ولم يعد بقدورهم الصبر اكثر الى شعارات تنادي بالتحلي بالصبر والحث عليه وانهم يعانون من حصار ومؤامرة داخليه وخارجيه، وان رسولنا الكريم والصحابه قد حوصروا في شعب ابي طالب وربطوا على بطونهم الاحجار واكلوا الجلود واوراق الشجر فاين نحن منهم ….! وان مايعانيه الوطن والمواطن انما هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ليُمَحِّص المؤمنين ويختبر ايمانهم وليميز الخبيث من الطيب …الخ! فكل ثورة تاتي بعدهم هي اما عبثيه، او انها ثورة مضادةٌ عفاشيه، او انها حوثيةٌ ايرانيه.. وكل من يخرج الى الشارع بعد اليوم يطالب بتغير الحكومه او اسقاطها حُكمهُ حُكم المرتد ويستتاب من ثلاثة ايام الى شهر، لذا على الشباب الذين خرجوا اليوم مطالبين باسقاط حكومة الفساد ان يستغلوا هذه المكرمه ويعودون الى المنازل قبل فوات الاوان ويرضون بما قسم الله لهم مادام باب التوبة مفتوح والا فقد اعذر من انذر…!