إن الوصول إلى مغارة الدم يتطلب تسلق العديد من الطلعات في الأزقة الضيقة الزلقة بمنطقة ركن الدين في دمشق، على قمة جبل الأربعين. تحوم حول هذه المغارة الأثرية وهذا المقام العديد من القصص والأساطير التي تتحدث عن أول جريمة في الوجود وهي قتل هابيل على يد قابيل، على أنها حدثت على هذا الجبل وتحديدا في مكان مقام الأربعين «مغارة الدم »، ويتناقل عن أهل المنطقة أن الدعاء مستجاب في المغارة بحسب مكانتها الدينية وطهارتها. وتوجد داخل فتحة الأولياء وتحديدا في غرفة إلى يسار باب المغارة تعد مكانا للخلوة والتفكر بخلق الله عبر النظر من النافذة، وتوجد في الغرفة المحراب الذي يقال أن سيدنا إبراهيم قد صلى به وفي المحراب صلى سيدنا الخضر ». ويقال أحد هذين المحرابين للنبي إبراهيم والآخر للخضر كانا يصليان بهما . ويوجد في المغارة الحجر المبارك ، الذي يقال « أنه يشفي الأمراض إذا مرر على المنطقة المعلولة من الجسم » ، أما بما يخص القصص التي تروى عن هذا المقام فإنه يحوي أشياء مقدسة، كل منها له مكانته الخاصة، منها فم الجبل في باب المغارة وكف سيدنا جبريل الموجود على السقف، والصخرة التي تبكي، فقد تركهما الله عز وجل ليتعظ بهما الناس». إن أغلب الأساطير المتداولة بين الناس عن هذه المغارة غير صحيحة ، وتقول الأسطورة أن قابيل قتل هابيل بالحجر الموضوع في المغارة، وعندما رأت صخور الجبل هذه الحادثة بكت وأخذت صخوره تسيل دمعاً إلى اليوم، وفتح الجبل فمه من هول ما رآه. أما علامة الكف الموجود في أعلى سقف المغارة فيقال أنها كف جبريل عليه السلام حين حاول منع قابيل من القتل، وفي رواية أخرى يقال إن جبريل منع السقف من السقوط على أحد الأنبياء . وتابع القائم على المكان قائلا « لو كان الحجر الموضوع في المقام و الذي تعتقد الناس أن قابيل قتل هابيل به، هو فعلاً الحجر الحقيقي لوضع في أفخم المتاحف» مضيفا إنه « لا يوجد أي دليل ديني على القصص المتداولة بين الناس عن الجبل والمغارة». و يرى شيخ مقام الأربعين فتحي صافي أنه « لدى الناس شيء من التهويل لهذا المكان حتى أنهم وصلوا لمرحلة اعتقادهم بأن قطعة حجرية موجودة هناك مفرغة من الوسط « التي تستقر داخلها المياه المتسربة من الصخرة» قادرة على أن تشفي المرضى فيطلبون مني أن أمررها على أجسامهم مكان الوجع أو المرض ليتعافوا، ومنهم من يتعافى نفسياً لمجرد اعتقادهم بذلك». وتقول الأسطورة الثانية أن مجموعة من الأولياء الصالحين هربوا من احد الظلام من فم الجبل الموجود حالياً، وخرجوا من الفتحة الموجودة إلى جانبه. وعن أهمية المقام وسبب تسميته بالأربعين، قال صافي «هذا المكان تاريخي ذو أهمية دينية وأثرية عظيمة لجميع الديانات يعود عمرها لأكثر من 4000 سنة حيث كانت معبدا وثنيا». ويعود سبب تسميتها بمغارة الدم لوجود اللون الأحمر على إحدى الصخور، واعتقاد الناس إنها دماء هابيل.