لم يبد للقرار الأممي الأخير بشأن الوضع في اليمن، والذي ينص في أحد بنوده على معاقبة معرقلي مسيرة الانتقال السياسي السلمي في البلاد، تأثير يذكر في خفض وتيرة العنف الذي يعدّ أكبر المعضلات في طريق استكمال تلك المسيرة التي انطلقت مع تنحي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حيث تتواتر أنباء المواجهات المسلّحة والهجمات الإرهابية، والاغتيالات وأعمال التخريب للمرافق مثل أنابيب نقل النفط ومنشآت الكهرباء. والعنف في اليمن متعدد المصادر والخلفيات بين ما ينسب لتنظيم القاعدة، وللحراك الجنوبي الانفصالي ولجماعة الحوثي الشيعية، وحتى لجهات قبلية. ومن ضمن العوامل المكرّسة للعنف في اليمن فوضى السلاح وعدم استئثار الدولة بامتلاكه واستخدامه، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى وجود 50 مليون قطعة سلاح غير مرخّصة بأيدي المدنيين. ومن أحدث نتائج حلقات العنف في اليمن مقتل جنديين يمنيين ومسلّحَين قبليين ومدنيين بمواجهات اندلعت منذ منتصف ليلة السبت بين قوات الأمن وقبائل "بني ضبيان" عند المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء. وأشار مصدر أمني يمني إلى توافد أعداد كبيرة من رجال قبائل "بني ضبيان" إلى منطقة المواجهات، كما وصلت تعزيزات من عشرات الدوريات العسكرية من قوات الأمن، التي فرضت طوقا أمنيا ومنعت الخروج أو الدخول من المنطقة وإليها. إلى ذلك أفاد مصدر محلي يمني بأن نقطة حماية عسكرية في مديرية رضوم الساحلية بمحافظة شبوة الواقعة شرق اليمن تعرضت صباح أمس للقصف بقذائف الهاون من قبل مسلحين مجهولين. وقال المصدر إن مواجهات اندلعت بين الطرفين بالقرب من ميناء نشيمة لتصدير النفط، مؤكدا أن قوات من حماية المنشأة النفطية، نفذت حملة تمشيط واسعة في محيط المنشأة، وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين، الذين يعتقد انتماؤهم لجماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة. ولفت المصدر إن المواجهات امتدت إلى جولة رضوم، وشاركت فيها نقطة أمنية تتبع قوات الأمن الخاص، المنتشرة في المنطقة. وذكر المصدر أن قوات من الجيش قامت باستحداث حواجز جديدة، في المنطقة المحيطة بالمنشأة النفطية، فيما انتشرت قوات أمنية في محيط جول رضوم. يأتي ذلك بعد أيام من نقل اللواء الثاني مشاة جبلي من مديرية لودر بأبين إلى مديرية رضوم بشبوة، لتعزيز حماية المنشآت النفطية في المديرية، إلى جانب اللواء الثاني مشاة بحري، المنتشر في الشريط الساحلي في مديرية رضوم، وحول منشأة بلحاف النفطية.