حزب الله السعودي، وهذا هو الاسم المتداول إعلامیاً للحزب الذي نشأ أولاً في إيران قبل أن تحتضنه سوريا، ثم ذاع صیته بعد تفجیرات استھدفت منشآت نفطیة وبتروكیمیاوية في السعودية في الثمانینیات المیلادية قبل أن يطور من نوعیة عملیاته باستھداف دبلوماسیین سعوديین في الخارج في بداية التسعینیات المیلادية قبل أن يتورط في التفجیر الذي تم بشاحنة مفخخة وهز محافظة الخبر في المنطقة الشرقیة العام 1996 . وتعود نشأة الحزب إلى مجموعة من الطلبة الدينیین الشیعة من القطیف والأحساء الذين كانوا يتلقون تعلیمھم في حوزة النجف قبل أن ينتقلوا إلى إيران بعد ثورة الخمیني على نظام الشاه ويتلقوا تعلیمھم في قم ويأسسوا تنظیماً عرف باسم الحوزة الحجازية التي بقي منھا عدد قلیل في قم، فیما ارتحل آخرون ونقلوا نشاطھم إلى سوريا نھاية الثمانینیات المیلادية تحت مسمى طلائع الرسالیین . وهناك في دمشق تطور التنظیم لیغیر من اسمه إلى تنظیم الثورة الإسلامیة في شبه الجزيرة العربیة، ويعلن عن ذراعه العسكرية المسماة حزب الله الحجاز، والذي دشن أولى عملیات إرهابیة في السعودية تستخدم فیھا السیارات المفخخة وعلى طريقة القاعدة في بداية الألفیة الجديدة ضد أهداف مدنیة وحیوية، شملت منشآت نفطیة وبتروكیمیاوية أبرزها شركة صدف في الجبیل العام 1988. غیر الحزب من خططه بعد هذ التفجیر لیبدأ مرحلة جديدة تضمنت استھداف دبلوماسیین سعوديین، لكن تحت مسمى وهمي لتنظیمات أخرى، والھدف منھا هو إبعاد الحزب عن دائرة الاتھام دولیاً أو ارتباطه بتلك العمليات لیعود الحزب في منتصف التسعینیات ويستخدم شاحنة مفخخة بمادة من ال "تي إن تي" ويقوم بتفجیر أبراج سكنیة في محافظة الخبر في العام 1996 . بعد هذا التفجیر، تقلص نشاط الحزب على الأقل في ارتكابه لعملیات إرهابیة كبیرة داخل السعودية، لكنه استمر في الحشد ومحاولة جلب كفاءات سعودية شیعیة كما حدث عند تأسیسه باعتماده على بعض الطلاب الذين كانوا مبتعثین للدراسة في أمیركا وبريطانیا . ويبدو مسمى الحزب مشابھاً لمسمى حزب الله اللبناني، الذي يعتبره مراقبون الشقیق الأكبر للحزب الذي وضعته السعودية في بیان وزارة الداخلیة على رأس قائمة التنظیمات والأحزاب الإرهابیة التي يحظر ويجرم الانتماء لھا والتعاطف معھا بأي وسیلة كانت . ويبدو أن الحزب الذي استقر في دمشق في الثمانینیات المیلادية وجد دوراً آخر لمساعدة النظام السوري في قمع الثورة الشعبیة، وذلك من خلال بعض الأخبار المتواترة عن سقوط 9 قتلى سعوديین من الطائفة الشیعیة، كان أبرزهم أحمد عدنان القرعوش الذي كان يقاتل جنباً إلى جنب مع النظام السوري في القصیر في محافظة حمص التي شھدت مقتله.