اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي ما جاء في خطاب عبد الملك الحوثي بأنه تحولاً في نظرته للخصم الميداني الذي يبرر به تحركاته العسكرية والمليشاوية في مناطق مختلفة من شمال البلاد. وأكد التميمي في حديث خاص مع «الخبر» أنَّ «عبدالملك الحوثي وجه اليوم في خطابه إهانة لا تغتفر للقوات المسلحة اليمنية مرتين: مرة حينما وصفها بالمفككة، ومرة حينما دعا إلى جيش شعبي، فيما يمثل استدعاءً للجيش البرَّاني» ، موضحاً أنَّ أكثر ما يؤثر على القوات المسلحة هي هذه التصريحات والتأثيرات السلبية التي يمارسها بقايا النظام القديم من خلال إحياء النزعات التفكيكية داخل هذه المؤسسة الوطنية العتيدة. وكان عبدالملك الحوثي أكد في خطاب له ،اليوم الجمعة، أن المطالبات بترك السلاح تأتي مشبوهة في ظل «هجمة خارجية» يتعرض لها اليمن وفي ظل جيش مفكك وحكومة خاضعة ، معلناً رفض جماعته لأي دعوات ظالمة. وقال التميمي إنَّ «كل هذه المحاولات، فشلت سابقا وستفشل بعون الله ويكفي أن القوات المسلحة التي دافعت عن صنعاء المحاصرة، عام 1968،هي نفسها القوات التي ستفشل كل الرهانات والمشاريع التي تريد إعادة اليمن إلى نقطة الصفر». وأضاف إن «الحوثي أراد الإبقاء على ترسانته من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة عندما وضع المليشيا مقابل المحتل الأجنبي، وتنظيم القاعدة، وهذا في اعتقادي يكفي برهاناً على عدم صحة كل ما روجه إعلامه ، وإعلام النظام السابق بشأن النظر إلى الإصلاح باعتباره قوة مليشاوية مقابلة». وبيَّن أنَّ عبدالملك الحوثي يفقد كل يوم الحجج المقنعة التي من شأنها أن تطيل أمد بقائه زعيماً مليشوياً مسلحاً، فيما يمكن اعتبارها نسخة مشوهة من مقاومة حزب الله الإسلامية في لبنان ، مشيراً إلى أنه بعد أن أحكم سيطرته على صعدة، ولم يعد مستهدفاً من طرف أحد في البلاد فهو يتذرع بأعداء وهميين لا وجود لهم. وأوضح أنَّ الشعب اليمني ناضج ولديه تمييز بحيث يدرك أن مليشيا عبد الملك الحوثي التي تجتاح مناطق وتفجر المدارس والمساجد والبيوت، هي الخطر الحقيقي على حاضره ومستقبله. وقال التميمي : «لا وجود لاحتلال أجنبي، فالعالم كله أعلن تأييده عبر مجلس الأمن لإحلال السلام والأمن والاستقرار ودعم التنمية في اليمن، أما تنظيم القاعدة فإن الدولة وجيشها هو الذي يتولى التعامل معه». وأكد أنه ليس من المجدي استمرار هذا النوع من الخطابات التي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تكتنز الرغبة الراسخة لدى عبد الملك الحوثي وحلفائه، في عرقلة مسيرة التسوية السياسية، وإلا لما اعتبر التعامل الملزم مع استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 بشأن اليمن، «صفقات مع الخارج» يستدعي الأمر رفضها. وتمنى التميمي في ختام حديثه ل «الخبر» أن «يحدث تحول حقيقي في تعاطي عبد الملك الحوثي وحركته مع استحقاقات التحول الديمقراطي وعملية الانتقال والتسوية السياسية، التي تضمنتها وثيقة مخرجات الحوار الوطني الذي كان الحوثيون جزءاً منه، والتعبير عن نية حقيقية لبناء شراكة وطنية طويلة الأمد مع كل القوى السياسية في الساحة تأسيساً على ما اتفق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل».